تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلّٰى
تَدۡعُوۡا مَنۡ اَدۡبَرَ وَتَوَلّٰىۙ
تفسير ميسر:
ليس الأمر كما تتمناه- أيها الكافر- من الافتداء، إنها جهنم تتلظى نارها وتلتهب، تنزع بشدة حرها جلدة الرأس وسائر أطراف البدن، تنادي مَن أعرض عن الحق في الدنيا، وترك طاعة الله ورسوله، وجمع المال، فوضعه في خزائنه، ولم يؤدِّ حق الله فيه.
أي تدعو لظى من أدبر في الدنيا عن طاعة الله وتولى عن الإيمان. ودعاؤها أن تقول; إلي يا مشرك, إلي يا كافر. وقال ابن عباس; تدعو الكافرين والمنافقين بأسمائهم بلسان فصيح; إلي يا كافر, إلي يا منافق; ثم تلتقطهم كما يلتقط الطير الحب. وقال ثعلب; "تدعو" أي تهلك. تقول العرب; دعاك الله; أي أهلكك الله. وقال الخليل; إنه ليس كالدعاء "تعالوا" ولكن دعوتها إياهم تمكنها من تعذيبهم. وقيل; الداعي خزنة جهنم; أضيف دعاؤهم إليها. وقيل هو ضرب مثل; أي إن مصير من أدبر وتولى إليها; فكأنها الداعية لهم. ومثله قول الشاعر; ولقد هبطنا الواديين فواديا يدعو الأنيس به العضيض الأبكم العضيض الأبكم; الذباب. وهو لا يدعو وإنما طنينه نبه عليه فدعا إليه. قلت; القول الأول هو الحقيقة; حسب ما تقدم بيانه بآي القرآن والأخبار الصحيحة. القشيري; ودعاء لظى بخلق الحياة فيها حين تدعو, وخوارق العادة غدا كثيرة.