الرسم العثمانيإِنَّآ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلٰى قَوْمِهِۦٓ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
الـرسـم الإمـلائـياِنَّاۤ اَرۡسَلۡنَا نُوۡحًا اِلٰى قَوۡمِهٖۤ اَنۡ اَنۡذِرۡ قَوۡمَكَ مِنۡ قَبۡلِ اَنۡ يَّاۡتِيَهُمۡ عَذَابٌ اَلِيۡمٌ
تفسير ميسر:
إنا بعثنا نوحا إلى قومه، وقلنا له; حذِّر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب موجع. قال نوح; يا قومي إني نذير لكم بيِّن الإنذار من عذاب الله إن عصيتموه، وإني رسول الله إليكم فاعبدوه وحده، وخافوا عقابه، وأطيعوني فيما آمركم به، وأنهاكم عنه، فإن أطعتموني واستجبتم لي يصفح الله عن ذنوبكم ويغفر لكم، ويُمدد في أعماركم إلى وقت مقدر في علم الله تعالى، إن الموت إذا جاء لا يؤخر أبدًا، لو كنتم تعلمون ذلك لسارعتم إلى الإيمان والطاعة.
قد مضى القول في "الأعراف" أن نوحا عليه السلام أول رسول أرسل. ورواه قتادة عن ابن عباس عن النبي صلي الله عليه وسلم قال; (أول رسول أرسل نوح وأرسل إلى جميع أهل الأرض). فلذلك لما كفروا أغرق الله أهل الأرض جميعا. وهو نوح بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ وهو إدريس بن يرد بن مهلايل بن أنوش بن قينان بن شيث بن آدم عليه السلام. قال وهب; كلهم مؤمنون. أرسل إلى قومه وهو ابن خمسين سنة. وقال ابن عباس; ابن أربعين سنة. وقال عبدالله بن شداد; بعث وهو ابن ثلاثمائة وخمسين سنة. وقد مضى في سورة "العنكبوت" القول فيه. والحمد لله. أي بأن أنذر قومك; فموضع "أن" نصب بإسقاط الخافض. وقيل; موضعها جر لقوة خدمتها مع "أن". ويجوز "أن" بمعنى المفسرة فلا يكون لها موضع من الإعراب; لأن في الإرسال معنى الأمر, فلا حاجة إلى إضمار الباء. وقراءة عبدالله "انذر قومك" بغير "أن" بمعنى قلنا له أنذر قومك. وقد تقدم معنى الإنذار في أول "البقرة". النار في الآخرة. وقال الكلبي; هو ما نزل عليهم من الطوفان. وقيل; أي أنذرهم العذاب الأليم على الجملة إن لم يؤمنوا. فكان يدعو قومه وينذرهم فلا يرى منهم مجيبا; وكانوا يضربونه حتى يغشى عليه فيقول (رب أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون). وقد مضى هذا مستوفى في سورة "العنكبوت" والحمد لله.
سورة نوحمكية ، وهي ثمان وعشرون آية .بسم الله الرحمن الرحيمإنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليمقد مضى القول في " الأعراف " أن نوحا عليه السلام أول رسول أرسل . ورواه قتادة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ; " أول رسول أرسل نوح وأرسل إلى جميع أهل الأرض " . فلذلك لما كفروا أغرق الله أهل الأرض جميعا . وهو نوح بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ وهو إدريس بن يرد بن مهلايل بن أنوش بن قينان بن شيث بن آدم عليه السلام . قال وهب ; كلهم مؤمنون . أرسل إلى قومه وهو ابن خمسين سنة . وقال ابن عباس ; ابن أربعين سنة . وقال عبد الله بن شداد ; بعث وهو ابن ثلاثمائة وخمسين سنة . وقد مضى في سورة " العنكبوت " القول فيه . والحمد لله .أن أنذر قومك أي بأن أنذر قومك ; فموضع أن نصب بإسقاط الخافض . وقيل ; موضعها جر لقوة خدمتها مع " أن " . ويجوز " أن " بمعنى المفسرة فلا يكون لها موضع من الإعراب ; لأن في الإرسال معنى الأمر ، فلا حاجة إلى إضمار الباء . وقراءة عبد الله " أنذر قومك " بغير " أن " بمعنى قلنا له أنذر قومك . وقد تقدم معنى الإنذار في أول " البقرة " .من قبل أن يأتيهم عذاب أليم قال ابن عباس ; يعني عذاب النار في الآخرة . [ ص; 274 ] وقال الكلبي ; هو ما نزل عليهم من الطوفان . وقيل ; أي أنذرهم العذاب الأليم على الجملة إن لم يؤمنوا . فكان يدعو قومه وينذرهم فلا يرى منهم مجيبا ; وكانوا يضربونه حتى يغشى عليه فيقول ( رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ) . وقد مضى هذا مستوفى في سورة " العنكبوت " والحمد لله .
يقول تعالى ذكره; (إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا ) وهو نوح بن لمَكَ(إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) يقول; أرسلناه إليهم بأن أنذر قومك؛ فأن في موضع نصب في قول بعض أهل العربية، وفي موضع خفض في قول بعضهم.وقد بيَّنت العلل لكلّ فريق منهم، والصواب عندنا من القول في ذلك فيما مضى من كتابنا هذا، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع، وهي في قراءة عبد الله (4) فيما ذُكر ( إنَّا أرْسَلْنا نُوحًا إلى قَوْمِهِ أنْذِرْ قَوْمَكَ ) بغير " أن "، وجاز ذلك لأن الإرسال بمعنى القول، فكأنه قيل; قلنا لنوح; أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم؛ وذلك العذاب الأليم هو الطوفان الذي غرّقهم الله به.----------------------الهوامش;(4) هو عبد الله بن مسعود الصحابي الجليل، مقرئ القرآن، ومعلم أهل الكوفة.
إلى آخر السورة لم يذكر الله في هذه السورة سوى قصة نوح وحدها لطول لبثه في قومه، وتكرار دعوته إلى التوحيد، ونهيه عن الشرك، فأخبر تعالى أنه أرسله إلى قومه، رحمة بهم، وإنذارا لهم من عذاب الله الأليم، خوفا من استمرارهم على كفرهم، فيهلكهم الله هلاكا أبديا، ويعذبهم عذابا سرمديا، فامتثل نوح عليه السلام لذلك، وابتدر لأمر الله،
(إلى قومه) متعلّق بـ (أرسلنا) ،
(أن) حرف تفسير ،
(من قبل) متعلّق بـ (أنذر) ،
(أن) حرف مصدريّ ونصب.
وجملة: «إنّا أرسلنا ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «أرسلنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «أنذر ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «يأتيهم عذاب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
والمصدر المؤوّلـ (أن يأتيهم ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه.
- القرآن الكريم - نوح٧١ :١
Nuh71:1