الرسم العثمانيوَإِنِّى كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوٓا أَصٰبِعَهُمْ فِىٓ ءَاذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا
الـرسـم الإمـلائـيوَاِنِّىۡ كُلَّمَا دَعَوۡتُهُمۡ لِتَغۡفِرَ لَهُمۡ جَعَلُوۡۤا اَصَابِعَهُمۡ فِىۡۤ اٰذَانِهِمۡ وَاسۡتَغۡشَوۡا ثِيَابَهُمۡ وَاَصَرُّوۡا وَاسۡتَكۡبَرُوا اسۡتِكۡبَارًا ۚ
تفسير ميسر:
قال نوح; رب إني دعوت قومي إلى الإيمان بك وطاعتك في الليل والنهار، فلم يزدهم دعائي لهم إلى الإيمان إلا هربًا وإعراضًا عنه، وإني كلما دعوتهم إلى الإيمان بك؛ ليكون سببًا في غفرانك ذنوبهم، وضعوا أصابعهم في آذانهم؛ كي لا يسمعوا دعوة الحق، وتغطَّوا بثيابهم؛ كي لا يروني، وأقاموا على كفرهم، واستكبروا عن قَبول الإيمان استكبارًا شديدًا، ثم إني دعوتهم إلى الإيمان ظاهرًا علنًا في غير خفاء، ثم إني أعلنت لهم الدعوة بصوت مرتفع في حال، وأسررت بها بصوت خفيٍّ في حال أخرى، فقلت لقومي; سلوا ربكم غفران ذنوبكم، وتوبوا إليه من كفركم، إنه تعالى كان غفارًا لمن تاب من عباده ورجع إليه.
أي إلى سبب المغفرة, وهي الإيمان بك والطاعة لك. لئلا يسمعوا دعائي أي غطوا بها وجوههم لئلا يروه. وقال ابن عباس; جعلوا ثيابهم على رءوسهم لئلا يسمعوا كلامه. فاستغشاء الثياب إذا زيادة في سد الآذان حتى لا يسمعوا, أو لتنكيرهم أنفسهم حتى يسكت أو ليعرفوه إعراضهم عنه. وقيل; هو كناية عن العداوة. يقال; لبس لي فلان ثياب العداوة. أي على الكفر فلم يتوبوا. عن قبول الحق; لأنهم قالوا; "أنؤمن لك واتبعك الأرذلون" [الشعراء; 111]. تفخيم.
قوله تعالى ; وإني كلما دعوتهم أي إلى سبب المغفرة ، وهي الإيمان بك والطاعة لك .جعلوا أصابعهم في آذانهم لئلا يسمعوا دعائيواستغشوا ثيابهم أي غطوا بها وجوههم لئلا يروه . وقال ابن عباس ; جعلوا ثيابهم على رءوسهم لئلا يسمعوا كلامه . فاستغشاء الثياب إذا زيادة في سد الآذان حتى لا يسمعوا ، أو لتنكيرهم أنفسهم حتى يسكت أو ليعرفوه إعراضهم عنه . وقيل ; هو كناية عن العداوة . يقال ; لبس لي فلان ثياب العداوة ." وأصروا " أي على الكفر فلم يتوبوا ." واستكبروا " عن قبول الحق ; لأنهم قالوا ; أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ." استكبارا " تفخيم .
وقوله; (وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ ) يقول جلّ وعزّ; وإني كلما دعوتهم إلى الإقرار بوحدانيتك، والعمل بطاعتك، والبراءة من عبادة كلّ ما سواك، لتغفر لهم إذا هم فعلوا ذلك جعلوا أصابعهم في آذانهم لئلا يسمعوا دعائي إياهم إلى ذلك (وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ ) يقول; وتغشوا في ثيابهم، وتغطوا بها لئلا يسمعوا دعائي.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله; (جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ ) لئلا يسمعوا كلام نوح عليه السلام.وقوله; (وَأَصَرُّوا ) يقول; وثبتوا على ما هم عليه من الكفر وأقاموا عليه.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله; (وَأَصَرُّوا ) قال; الإصرار إقامتهم على الشرّ والكفر.وقوله; (وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا ) يقول; وتكبروا فتعاظموا عن الإذعان للحقّ، وقبول ما دعوتهم إليه من النصيحة.
{ وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ } أي: لأجل أن يستجيبوا فإذا استجابوا غفرت لهم فكان هذا محض مصلحتهم، ولكنهم أبوا إلا تماديا على باطلهم، ونفورا عن الحق، { جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ } حذر سماع ما يقول لهم نبيهم نوح عليه السلام، { وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ } أي تغطوا بها غطاء يغشاهم بعدا عن الحق وبغضا له، { وَأَصَرُّوا } على كفرهم وشرهم { وَاسْتَكْبَرُوا } على الحق { اسْتِكْبَارًا } فشرهم ازداد، وخيرهم بعد.
الواو) عاطفة
(كلّما) ظرف شرطيّ في محلّ نصب متعلّق بالجواب جعلوا ،
(اللام) للتعليلـ (تغفر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام
(لهم) متعلّق بـ (تغفر) ،
(في آذانهم) متعلّق بـ (جعلوا) أي وضعوا
(الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة
(استكبارا) مفعول مطلق منصوب. وجملة: «إنّي كلّما ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّي دعوت ... وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «دعوتهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «تغفر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) المضمر. والمصدر المؤوّلـ (أن تغفر) في محلّ جرّ باللام متعلّق بـ (دعوتهم) . وجملة: «جعلوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «استغشوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط. وجملة: «أصرّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط. وجملة: «استكبروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
- القرآن الكريم - نوح٧١ :٧
Nuh71:7