الرسم العثمانيقُلْ إِنِّى لَن يُجِيرَنِى مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِۦ مُلْتَحَدًا
الـرسـم الإمـلائـيقُلۡ اِنِّىۡ لَنۡ يُّجِيۡرَنِىۡ مِنَ اللّٰهِ اَحَدٌ ۙ وَّلَنۡ اَجِدَ مِنۡ دُوۡنِهٖ مُلۡتَحَدًا
تفسير ميسر:
قل- أيها الرسول- لهم; إني لا أقدر أن أدفع عنكم ضرًا، ولا أجلب لكم نفعًا، قل; إني لن ينقذني من عذاب الله أحد إن عصيته، ولن أجد من دونه ملجأ أفرُّ إليه مِن عذابه، لكن أملك أن أبلغكم عن الله ما أمرني بتبليغه لكم، ورسالتَه التي أرسلني بها إليكم. ومَن يعص الله ورسوله، ويُعرض عن دين الله، فإن جزاءه نار جهنم لا يخرج منها أبدًا.
أخبر عن نفسه أيضا أنه لا يجيره من الله أحد أي لو عصيته فإنه لا يقدر أحد على إنقاذي من عذابه "ولن أجد من دونه ملتحدا" قال مجاهد وقتادة والسدي لا ملجأ وقال قتادة أيضا "قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا" أي لا نصير ولا ملجأ وفي رواية لا ولي ولا موئل.
قوله تعالى ; قل إني لن يجيرني من الله أحد أي لا يدفع عذابه عني أحد إن استحفظته ; وهذا لأنهم قالوا اترك ما تدعو إليه ونحن نجيرك . وروى أبو الجوزاء عن ابن مسعود قال ; انطلقت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة الجن حتى أتى الحجون فخط علي خطا ، ثم تقدم إليهم فازدحموا عليه ، فقال سيد لهم يقال له وردان ; أنا أزحلهم عنك ; فقال ; " إني لن يجيرني من الله أحد " ذكره الماوردي . قال ; ويحتمل معنيين ; أحدهما ; لن يجيرني مع إجارة الله لي أحد . الثاني ; لن يجيرني مما قدره الله تعالى علي أحد .ولن أجد من دونه ملتحدا أي ملتجأ ألجأ إليه ; قاله قتادة . وعنه ; نصيرا ومولى . السدي ; حرزا . الكلبي ; مدخلا في الأرض مثل السرب . وقيل ; وليا ولا مولى . وقيل ; مذهبا ولا مسلكا . حكاه ابن شجرة ، والمعنى واحد ; ومنه قول الشاعر ;يا لهف نفسي ولهفي غير مجدية عني وما من قضاء الله ملتحد
وقوله; (قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ ) من خلقه إن أرادني أمرا، ولا ينصرني منه ناصر.وذُكر أن هذه الآية أُنـزلت على النبيّ صلى الله عليه وسلم؛ لأن بعض الجنّ قال; أنا أجيره.* ذكر من قال ذلك;حدثنا ابن عبد الأعلى، قال; ثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، قال; زعم حضرميّ أنه ذكر له أن جنيا من الجنّ من أشرافهم ذا تَبَع، قال; إنما يريد محمد أن نجيره وأنا أجيره فأنـزل الله; (قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ ).وقوله; (وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ) يقول; ولن أجد من دون الله ملجئا ألجأ إليه.كما حدثنا مهران، عن سفيان (وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ) يقول; ولن أجد من دون الله ملجئا ألجأ إليه.حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، في قوله; (وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ) ; أي ملجئا ونصيرا.حدثنا ابن عبد الأعلى، قال; ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة (مُلْتَحَدًا ) قال; ملجئا.حدثنا ابن حميد، قال; ثنا مهران، عن سفيان (وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ) يقول; ناصرا.
{ قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ } أي: لا أحد أستجير به ينقذني من عذاب الله، وإذا كان الرسول الذي هو أكمل الخلق، لا يملك ضرا ولا رشدا، ولا يمنع نفسه من الله [شيئا] إن أراده بسوء، فغيره من الخلق من باب أولى وأحرى.{ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا } أي: ملجأ ومنتصرا.
(من الله) متعلّق بـ (يجيرني) بحذف مضاف
(الواو) عاطفة
(من دونه) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان، جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة- وجملة: «إنّي لن يجيرني ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لن يجيرني.. أحد ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لن أجد ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لن يجيرني أحد.
- القرآن الكريم - الجن٧٢ :٢٢
Al-Jinn72:22