الرسم العثمانيإِلَّا بَلٰغًا مِّنَ اللَّهِ وَرِسٰلٰتِهِۦ ۚ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَإِنَّ لَهُۥ نَارَ جَهَنَّمَ خٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا
الـرسـم الإمـلائـياِلَّا بَلٰغًا مِّنَ اللّٰهِ وَرِسٰلٰتِهٖ ؕ وَمَنۡ يَّعۡصِ اللّٰهَ وَرَسُوۡلَهٗ فَاِنَّ لَهٗ نَارَ جَهَنَّمَ خٰلِدِيۡنَ فِيۡهَاۤ اَبَدًا
تفسير ميسر:
قل- أيها الرسول- لهم; إني لا أقدر أن أدفع عنكم ضرًا، ولا أجلب لكم نفعًا، قل; إني لن ينقذني من عذاب الله أحد إن عصيته، ولن أجد من دونه ملجأ أفرُّ إليه مِن عذابه، لكن أملك أن أبلغكم عن الله ما أمرني بتبليغه لكم، ورسالتَه التي أرسلني بها إليكم. ومَن يعص الله ورسوله، ويُعرض عن دين الله، فإن جزاءه نار جهنم لا يخرج منها أبدًا.
قوله تعالى "إلا بلاغا من الله ورسالاته" قال بعضهم هو مستثنى من قوله "قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا.. إلا بلاغا" ويحتمل أن يكون استثناء من قوله "لن يجيرني من الله أحد" أي لا يجيرني منه ويخلصني إلا إبلاغي الرسالة التي أوجب أدائها علي كما قال تعالى "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس". وقوله تعالى "ومن يعص الله ورسول فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا" أي أنا أبلغكم رسالة الله فمن يعص بعد ذلك فله جزاء على ذلك نار جهنم خالدين فيها أبدا أي لا محيد لهم عنها ولا خروج لهم منها.
إلا بلاغا من الله ورسالاته فإن فيه الأمان والنجاة ; قاله الحسن .وقال قتادة ; إلا بلاغا من الله فذلك الذي أملكه بتوفيق الله ، فأما الكفر والإيمان فلا أملكهما . فعلى هذا يكون مردودا إلى قوله تعالى ; قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا أي لا أملك لكم إلا أن أبلغكم .وقيل ; هو استثناء منقطع من قوله ; لا أملك لكم ضرا ولا رشدا أي إلا أن أبلغكم أي لكن أبلغكم ما أرسلت به ; قاله الفراء .وقال الزجاج ; هو منصوب على البدل من قوله ; ملتحدا أي ولن أجد من دونه ملتحدا إلا أن أبلغ ما يأتيني من الله ورسالاته ; أي ومن رسالاته التي أمرني بتبليغها . أو إلا أن أبلغ عن الله وأعمل برسالته ، فآخذ نفسي بما آمر به غيري .وقيل هو مصدر ، و ( لا ) بمعنى لم ، و ( إن ) للشرط . والمعنى لن أجد من دونه ملتحدا ; أي إن لم أبلغ رسالات ربي بلاغا .[ ص; 26 ] قوله تعالى ; ومن يعص الله ورسوله في التوحيد والعبادة . فإن له نار جهنم كسرت إن ; لأن ما بعد فاء الجزاء موضع ابتداء وقد تقدم .خالدين فيها نصب على الحال ، وجمع خالدين لأن المعنى لكل من فعل ذلك ، فوحد أولا للفظ " من " ثم جمع للمعنى .وقوله أبدا دليل على أن العصيان هنا هو الشرك . وقيل ; هو المعاصي غير الشرك ، ويكون معنى خالدين فيها أبدا إلا أن أعفو أو تلحقهم شفاعة ، ولا محالة إذا خرجوا من الدنيا على الإيمان يلحقهم العفو . وقد مضى هذا المعنى مبينا في سورة ( النساء ) وغيرها .
القول في تأويل قوله تعالى ; إِلا بَلاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا)يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ; قل لمشركي العرب; ( إني لا أملك لكم ضرّا ولا رشدا ) (إِلا بَلاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ ) يقول; إلا أن أبلغكم من الله ما أمرني بتبليغكم إياه، وإلا رسالاته التي أرسلني بها إليكم؛ فأما الرشد والخذلان، فبيد الله، هو مالكه دون سائر خلقه يهدي من يشاء ويخذل من أراد.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قوله; (إِلا بَلاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ ) فذلك الذي أملك بلاغًا من الله ورسالاته.وقد يحتمل ذلك معنى آخر، وهو أن تكون " إلا " حرفين، وتكون " لا " منقطعة من " إن " فيكون معنى الكلام; قل إني لن يجيرني من الله أحد إن لم أبلغ رسالاته؛ ويكون نصب البلاغ من إضمار فعل من الجزاء كقول القائل; إن لا قياما فقعودا، وإن لا إعطاء فردّا جميلا بمعنى; إن لا تفعل الإعطاء فردّا جميلا.وقوله; (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ ) يقول تعالى ذكره; ومن يعص الله فيما أمره ونهاه، ويكذّب به ورسوله، فجحد رسالاته، فإن له نار جهنم يصلاها(خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ) يقول; ماكثين فيها أبدًا إلى غير نهاية.
{ إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ } أي: ليس لي مزية على الناس، إلا أن الله خصني بإبلاغ رسالاته ودعوة الخلق إلى الله، وبهذا تقوم الحجة على الناس. { وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا } وهذا المراد به المعصية الكفرية، كما قيدتها النصوص الأخر المحكمة.وأما مجرد المعصية، فإنه لا يوجب الخلود في النار، كما دلت على ذلك آيات القرآن، والأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأجمع عليه سلف الأمة وأئمة هذه الأمة.
إلّا) للاستثناء
(بلاغا) مستثنى بـ (إلّا) منصوبـ (من الله) متعلّق بنعت لـ (بلاغا) ،
(الواو) عاطفة
(رسالاته) معطوف على لفظ الجلالة مجرور مثله ،
(الواو) استئنافيّة
(من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(له) متعلّق بخبر إنّ
(خالدين) حال منصوبة من الضمير في(له) مراعى فيه معنى الجمع المأخوذ من الشرط
(من) ،
(فيها) متعلّق بـ (خالدين) وكذلك الظرف أبدا. وجملة: «من يعص ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يعص ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(من) . وجملة: «إنّ له نار جهنّم ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
- القرآن الكريم - الجن٧٢ :٢٣
Al-Jinn72:23