الرسم العثمانيكَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ
الـرسـم الإمـلائـيكَلَّا بَلۡ تُحِبُّوۡنَ الۡعَاجِلَةَ
تفسير ميسر:
ليس الأمر كما زعمتم- يا معشر المشركين- أن لا بعث ولا جزاء، بل أنتم قوم تحبون الدنيا وزينتها، وتتركون الآخرة ونعيمها.
أي إنما يحملهم على التكذيب بيوم القيامة ومخالفة ما أنزله الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم من الوحي الحق والقرآن العظيم.
قوله تعالى ; كلا قال ابن عباس ; أي إن أبا جهل لا يؤمن بتفسير القرآن وبيانه . وقيل ; أي ( كلا ) لا يصلون ولا يزكون يريد كفار مكة . بل تحبون أي بل تحبون يا كفار أهل مكة العاجلة أي الدار الدنيا والحياة فيها
حدثني محمد بن سعد، قال; ثني أبي، قال; ثني عمي، قال; ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ) يقول; حلاله وحرامه، فذلك بيانه.حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة ( ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ) بيان حلاله، واجتناب حرامه، ومعصيته وطاعته.وقال آخرون; بل معنى ذلك; ثم إن علينا تبيانه بلسانك.* ذكر من قال ذلك;حدثنا ابن حميد، قال; ثنا مهران، عن سفيان، عن موسى بن أبي عائشة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ( ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ) قال; تبيانه بلسانك.
أي: هذا الذي أوجب لكم الغفلة والإعراض عن وعظ الله وتذكيره أنكم { تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ } وتسعون فيما يحصلها، وفي لذاتها وشهواتها، وتؤثرونها على الآخرة، فتذرون العمل لها، لأن الدنيا نعيمها ولذاتها عاجلة، والإنسان مولع بحب العاجل، والآخرة متأخر ما فيها من النعيم المقيم، فلذلك غفلتم عنها وتركتموها، كأنكم لم تخلقوا لها، وكأن هذه الدار هي دار القرار، التي تبذل فيها نفائس الأعمار، ويسعى لها آناء الليل والنهار، وبهذا انقلبت عليكم الحقيقة، وحصل من الخسار ما حصل. فلو آثرتم الآخرة على الدنيا، ونظرتم للعواقب نظر البصير العاقل لأنجحتم، وربحتم ربحا لا خسار معه، وفزتم فوزا لا شقاء يصحبه.
(كلّا) للردع
(بل) للإضرابـ (الواو) للعطف.
وجملة: «تحبّون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: «تذرون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
- القرآن الكريم - القيامة٧٥ :٢٠
Al-Qiyamah75:20