الرسم العثمانيوَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ
الـرسـم الإمـلائـيوَجُمِعَ الشَّمۡسُ وَالۡقَمَرُۙ
تفسير ميسر:
فإذا تحيَّر البصر ودُهش فزعًا مما رأى من أهوال يوم القيامة، وذهب نور القمر، وجُمِع بين الشمس والقمر في ذهاب الضوء، فلا ضوء لواحد منهما، يقول الإنسان وقتها; أين المهرب من العذاب؟
قال مجاهد كورا وقرأ ابن زيد عند تفسير هذه الآية "إذا الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت" وروى عن ابن مسعود أنه قرأ "وجمع بين الشمس والقمر".
وجمع الشمس والقمر أي جمع بينهما في ذهاب ضوئهما ، فلا ضوء للشمس كما لا ضوء للقمر بعد خسوفه ; قاله الفراء والزجاج .قال الفراء ; ولم يقل جمعت ; لأن المعنى جمع بينهما . وقال أبو عبيدة ; هو على تغليب المذكر . وقال الكسائي ; هو محمول على المعنى ، كأنه قال الضوءان . المبرد ; التأنيث غير حقيقي .وقال ابن عباس وابن مسعود ; جمع بينهما أي قرن بينهما في طلوعهما من المغرب أسودين مكورين مظلمين مقرنين كأنهما ثوران عقيران . وقد مضى الحديث بهذا المعنى في آخر سورة ( الأنعام ) .وفي قراءة عبد الله ( وجمع بين الشمس والقمر ) وقال عطاء بن يسار ; يجمع بينهما يوم القيامة ثم يقذفان في البحر ، فيكونان نار الله الكبرى . وقال علي وابن عباس ; يجعلان في نور الحجب . وقد يجمعان في نار جهنم ; لأنهما قد عبدا من دون الله ولا تكون النار عذابا لهما لأنهما جماد ، وإنما يفعل ذلك بهما زيادة في تبكيت الكافرين وحسرتهم .وفي مسند أبي داود الطيالسي ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ; قال [ ص; 89 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ; إن الشمس والقمر ثوران عقيران في النار وقيل ; هذا الجمع أنهما يجتمعان ولا يفترقان ، ويقربان من الناس ، فيلحقهم العرق لشدة الحر ; فكأن المعنى يجمع حرهما عليهم . وقيل ; يجمع الشمس والقمر ، فلا يكون ثم تعاقب ليل ولا نهار .
وقوله; ( وَخَسَفَ الْقَمَرُ ) يقول; ذهب ضوء القمر.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قوله; ( وَخَسَفَ الْقَمَرُ ); ذهب ضوءه فلا ضوء له.حدثنا ابن عبد الأعلى، قال; ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، عن الحسن ( وَخَسَفَ الْقَمَرُ ) هو ضوءه، يقول; ذهب ضوءه.
{ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ } وهما لم يجتمعا منذ خلقهما الله تعالى، فيجمع الله بينهما يوم القيامة، ويخسف القمر، وتكور الشمس، ثم يقذفان في النار، ليرى العباد أنهما عبدان مسخران، وليرى من عبدهما أنهم كانوا كاذبين.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - القيامة٧٥ :٩
Al-Qiyamah75:9