الرسم العثمانييُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فِى رَحْمَتِهِۦ ۚ وَالظّٰلِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًۢا
الـرسـم الإمـلائـييُّدۡخِلُ مَنۡ يَّشَآءُ فِىۡ رَحۡمَتِهٖؕ وَالظّٰلِمِيۡنَ اَعَدَّ لَهُمۡ عَذَابًا اَلِيۡمًا
تفسير ميسر:
إن هذه السورة عظة للعالمين، فمن أراد الخير لنفسه في الدنيا والآخرة اتخذ بالإيمان والتقوى طريقًا يوصله إلى مغفرة الله ورضوانه. وما تريدون أمرًا من الأمور إلا بتقدير الله ومشيئته. إن الله كان عليمًا بأحوال خلقه، حكيمًا في تدبيره وصنعه. يُدْخل مَن يشاء مِن عباده في رحمته ورضوانه، وهم المؤمنون، وأعدَّ للظالمين المتجاوزين حدود الله عذابًا موجعًا.
أي يهدي من يشاء ويضل من يشاء فمن يهده فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له آخر تفسير سورة الإنسان ولله الحمد والمنة.
يدخل من يشاء في رحمته أي يدخله الجنة راحما له والظالمين أي ويعذب الظالمين فنصبه بإضمار يعذب . قال الزجاج ; نصب الظالمين لأن قبله منصوبا ; أي يدخل من يشاء في رحمته ويعذب الظالمين أي المشركين ويكون أعد لهم تفسيرا لهذا المضمر ; كما قال الشاعر ;أصبحت لا أحمل السلاح ولا أملك رأس البعير إن نفرا والذئب أخشاه إن مررت بهوحدي وأخشى الرياح والمطراأي أخشى الذئب أخشاه . قال الزجاج ; والاختيار النصب وإن جاز الرفع ; تقول ; أعطيت زيدا وعمرا أعددت له برا ، فيختار النصب ; أي وبررت عمرا أو أبر عمرا . وقوله في ( حم عسق ) ; ( يدخل من يشاء في رحمته والظالمون ) ارتفع لأنه لم يذكر بعده فعل يقع عليه فينصب في المعنى ; فلم يجز العطف على المنصوب قبله فارتفع بالابتداء . وهاهنا قوله ; أعد لهم عذابا يدل على ويعذب ، فجاز النصب . وقرأ أبان بن عثمان والظالمون رفعا بالابتداء والخبر أعد لهم . عذابا أليما أي مؤلما موجعا . وقد تقدم هذا في سورة ( البقرة ) وغيرها والحمد لله . ختمت السورة .
يدخل من يشاء في رحمتهوقوله ; { يدخل من يشاء في رحمته } يقول ; يدخل ربكم من يشاء منكم في رحمته , فيتوب عليه حتى يموت تائبا من ضلالته , فيغفر له ذنوبه , ويدخله جنته .والظالمين أعد لهم عذابا أليمايقول ; الذين ظلموا أنفسهم , فماتوا على شركهم , أعد لهم في الآخرة عذابا مؤلما موجعا , وهو عذاب جهنم . ونصب قوله ; { والظالمين } لأن الواو ظرف لأعد , والمعنى ; وأعد للظالمين عذابا أليما . وذكر أن ذلك في قراءة عبد الله ; " وللظالمين أعد لهم " بتكرير اللام , وقد تفعل العرب ذلك , وينشد لبعضهم ; أقول لها إذا سألت طلاقا إلام تسارعين إلى فراقي ؟ ولآخر ; فأصبحن لا يسألنه عن بما به أصعد في غاوي الهوى أم تصوبا ؟ بتكرير الباء , وإنما الكلام لا يسألنه عما به . آخر تفسير سورة الإنسان .
{ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ } فيختصه بعنايته، ويوفقه لأسباب السعادة ويهديه لطرقها. { وَالظَّالِمِينَ } الذين اختاروا الشقاء على الهدى { أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } [بظلمهم وعدوانهم]. تم تفسير سورة الإنسان - ولله الحمد والمنة
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الانسان٧٦ :٣١
Al-Insan76:31