الرسم العثمانيفَقُلْ هَل لَّكَ إِلٰىٓ أَن تَزَكّٰى
الـرسـم الإمـلائـيفَقُلۡ هَلۡ لَّكَ اِلٰٓى اَنۡ تَزَكّٰى
تفسير ميسر:
حين ناداه ربه بالوادي المطهَّر المبارك "طوى"، فقال له; اذهب إلى فرعون، إنه قد أفرط في العصيان، فقل له; أتودُّ أن تطهِّر نفسك من النقائص وتحليها بالإيمان، وأُرشدك إلى طاعة ربك، فتخشاه وتتقيه؟
أي قل له هل لك أن تجيب إلى طريقة ومسلك تزكى به وتسلم وتطيع.
فقل هل لك إلى أن تزكى أي تسلم فتطهر من الذنوب . وروى الضحاك عن ابن عباس قال ; هل لك أن تشهد أن لا إله إلا الله . وأهديك إلى ربك أي وأرشدك إلى طاعة ربك فتخشى أي تخافه وتتقيه .وقرأ نافع وابن كثير ( تزكى ) بتشديد الزاي ، على إدغام التاء في الزاي ; لأن أصلها تتزكى . الباقون ; تزكى بتخفيف الزاي على معنى طرح التاء . وقال أبو عمرو ; ( تزكى ) بالتشديد تتصدق بالصدقة ، وتزكى يكون زكيا مؤمنا . وإنما دعا فرعون ليكون زكيا مؤمنا . قال ; فلهذا اخترنا التخفيف . وقال صخر بن جويرية ; لما بعث الله موسى إلى فرعون قال له ; اذهب إلى فرعون إلى قوله ; وأهديك إلى ربك فتخشى ولن يفعل ، فقال ; يا رب ، وكيف أذهب إليه وقد علمت أنه لا يفعل ؟ فأوحى الله إليه أن امض إلى ما أمرتك به ، فإن في السماء اثني عشر ألف ملك يطلبون علم القدر ، فلم يبلغوه ولا يدركوه .
وقوله; ( فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى ) يقول; فقل له; هل لك إلى أن تتطهَّر من دنس الكفر، وتؤمِن بربك؟كما حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; قال ابن زيد في قوله; ( هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى ) قال; إلى أن تُسلم. قال; والتزكي في القرآن كله; الإسلام، وقرأ قول الله; وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى قال; من أسلم، وقرأ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى قال; يسلم، وقرأ وَمَا عَلَيْكَ أَلا يَزَّكَّى . ألا يسلم .حدثني سعيد بن عبد الله بن عبد الحَكَم، قال; ثنا حفص بن عُمَرَ العَدَنِيّ، عن الحكم بن أبان عن عكرمة، قول موسى لفرعون; ( هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى ) هل لك إلى أن تقول; لا إله إلا الله .واختلفت القرّاء في قراءة قوله; ( تَزَكَّى ) فقرأته عامة قرَّاء المدينة ( تَزَّكَّى ) بتشديد الزاي، وقرأته عامة قرّاء الكوفة والبصرة ( إِلَى أَنْ تَزَكَّى ) بتخفيف الزاي. وكان أبو عمرو يقول فيما ذُكر عنه ( تَزَّكَّى ) بتشديد الزاي، بمعنى; تتصدّق بالزكاة، فتقول; تتزكى، ثم تدغم، وموسى لم يدع فرعون إلى أن يتصدّق وهو كافر، إنما دعاه إلى الإسلام، فقال; تزكى; أي تكون زاكيا مؤمنا، والتخفيف في الزاي هو أفصح القراءتين في العربية.
{ فَقُلْ } له: { هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى } أي: هل لك في خصلة حميدة، ومحمدة جميلة، يتنافس فيها أولو الألباب، وهي أن تزكي نفسك وتطهرها من دنس الكفر والطغيان، إلى الإيمان والعمل الصالح؟
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - النازعات٧٩ :١٨
An-Nazi'at79:18