عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ
عَلِمَتۡ نَفۡسٌ مَّاۤ اَحۡضَرَتۡؕ
تفسير ميسر:
إذا الشمس لُفَّت وذهب ضَوْءُها، وإذا النجوم تناثرت، فذهب نورها، وإذا الجبال سيِّرت عن وجه الأرض فصارت هباءً منبثًا، وإذا النوق الحوامل تُركت وأهملت، وإذا الحيوانات الوحشية جُمعت واختلطت؛ ليقتصَّ الله من بعضها لبعض، وإذا البحار أوقدت، فصارت على عِظَمها نارًا تتوقد، وإذا النفوس قُرنت بأمثالها ونظائرها، وإذا الطفلة المدفونة حية سُئلت يوم القيامة سؤالَ تطييب لها وتبكيت لوائدها; بأيِّ ذنب كان دفنها؟ وإذا صحف الأعمال عُرضت، وإذا السماء قُلعت وأزيلت من مكانها، وإذا النار أوقدت فأضرِمت، وإذا الجنة دار النعيم قُرِّبت من أهلها المتقين، إذا وقع ذلك، تيقنتْ ووجدتْ كلُّ نفس ما قدَّمت من خير أو شر.
هذا هو الجواب أي إذا وقعت هذه الأمور حينئذ تعلم كل نفس ما عملت وأحضر ذلك لها كما قال تعالى "يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا" وقال تعالى "ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر" وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عبدة حدثنا ابن المبارك حدثنا محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم عن أبيه قال لما نزلت "إذا الشمس كورت" قال عمر لما بلغ "علمت نفس ما أحضرت" قال لهذا أجرى الحديث.