الرسم العثمانيفَالْيَوْمَ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ
الـرسـم الإمـلائـيفَالۡيَوۡمَ الَّذِيۡنَ اٰمَنُوۡا مِنَ الۡكُفَّارِ يَضۡحَكُوۡنَ
تفسير ميسر:
إن الذين أجرموا كانوا في الدنيا يستهزئون بالمؤمنين، وإذا مروا بهم يتغامزون سخرية بهم، وإذا رجع الذين أجرموا إلى أهلهم وذويهم تفكهوا معهم بالسخرية من المؤمنين. وإذا رأى هؤلاء الكفار أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وقد اتبعوا الهدى قالوا; إن هؤلاء لتائهون في اتباعهم محمدًا صلى الله عليه وسلم، وما بُعث هؤلاء المجرمون رقباء على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. فيوم القيامة يسخر الذين صدقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه من الكفار، كما سخر الكافرون منهم في الدنيا.
"فاليوم" يعني يوم القيامة "الذين آمنوا من الكفار يضحكون" أي في مقابلة ما ضحك بهم أولئك.
( فاليوم ) يعني هذا اليوم الذي هو يوم القيامة الذين آمنوا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - من الكفار يضحكون كما ضحك الكفار منهم في الدنيا . نظيره في آخر سورة ( المؤمنين ) وقد تقدم . وذكر ابن المبارك ; أخبرنا محمد بن بشار عن قتادة في قوله تعالى ; فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون قال ; ذكر لنا أن كعبا كان يقول إن بين الجنة والنار كوى ، فإذا أراد المؤمن أن ينظر إلى عدو كان له في الدنيا اطلع من بعض الكوى ; قال الله تعالى في آية أخرى ; فاطلع فرآه في سواء الجحيم قال ; ذكر لنا أنه اطلع فرأى جماجم القوم تغلي . وذكر ابن [ ص; 230 ] المبارك أيضا ; أخبرنا الكلبي عن أبي صالح في قوله تعالى ; الله يستهزئ بهم قال ; يقال لأهل النار وهم في النار ; اخرجوا ، فتفتح لهم أبواب النار ، فإذا رأوها قد فتحت أقبلوا إليها يريدون الخروج ، والمؤمنون ينظرون إليهم على الأرائك ، فإذا انتهوا إلى أبوابها غلقت دونهم ; فذلك قوله ; الله يستهزئ بهم ويضحك منهم المؤمنون حين غلقت دونهم فذلك قوله تعالى ; فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون .
القول في تأويل قوله تعالى ; فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34) .يقول تعالى ذكره; (فَالْيَوْمَ ) وذلك يوم القيامة ( الَّذِينَ آمَنُوا ) بالله في الدنيا ( مِنَ الْكُفَّارِ ) فيها ( يَضْحَكُونَ ) .
ولهذا كان جزاؤهم في الآخرة من جنس عملهم، قال تعالى: { فَالْيَوْمَ } أي: يوم القيامة، { الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ } حين يرونهم في غمرات العذاب يتقلبون، وقد ذهب عنهم ما كانوا يفترون، والمؤمنون في غاية الراحة والطمأنينة
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(اليوم) ظرف زمان متعلّق بـ (يضحكون) الآتي،
(من الكفار) متعلّق بـ (يضحكون) بعده،
(على الأرائك) متعلّق بحال من فاعل ينظرون ،
(هل) حرف استفهام
(ما) حرف مصدريّ ..
والمصدر المؤوّلـ (ما كانوا ... ) في محلّ نصب بنزع الخافض أي: ممّا كانوا ...جملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «الذين آمنوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان الذين أجرموا يضحكون من الذين آمنوا في الدنيا فالذين آمنوا يضحكون اليوم من الكافرين.
وجملة: «يضحكون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(الذين) .
وجملة: «ينظرون ... » في محلّ نصب حال من فاعل يضحكون.
وجملة: «ثوّب الكفّار ... » لا محلّ لها استئنافيّة .سورة الإنشقاقآياتها 25 آية
- القرآن الكريم - المطففين٨٣ :٣٤
Al-Mutaffifin83:34