الرسم العثمانيلَا يَسْتَـْٔذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْءَاخِرِ أَن يُجٰهِدُوا بِأَمْوٰلِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌۢ بِالْمُتَّقِينَ
الـرسـم الإمـلائـيلَا يَسۡتَـاۡذِنُكَ الَّذِيۡنَ يُؤۡمِنُوۡنَ بِاللّٰهِ وَالۡيَوۡمِ الۡاٰخِرِ اَنۡ يُّجَاهِدُوۡا بِاَمۡوَالِهِمۡ وَاَنۡفُسِهِمۡؕ وَاللّٰهُ عَلِيۡمٌۢ بِالۡمُتَّقِيۡنَ
تفسير ميسر:
ليس من شأن المؤمنين بالله ورسوله واليوم الآخر أن يستأذنوك -أيها النبي- في التخلف عن الجهاد في سبيل الله بالنفس والمال، وإنما هذا من شأن المنافقين. والله عليم بمن خافه فاتقاه بأداء فرائضه واجتناب نواهيه.
يقول تعالى هلا تركتهم لما استأذنوك فلم تأذن لأحد منهم في القعود لتعلم الصادق منهم في إظهار طاعتك من الكاذب فإنهم قد كانوا مصرين على القعود عن الغزو وإن لم تأذن لهم فيه. ولهذا أخبر تعالى أنه لا يستأذنه في القعود عن الغزو أحد يؤمن بالله ورسوله فقال " لا يستأذنك " أي في القعود عن الغزو ". الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم " لأنهم يرون الجهاد قربة ولما ندبهم إليه بادروا وامتثلوا ".
قوله تعالى لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقينقوله تعالى لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أي في القعود ولا في الخروج ، بل إذا أمرت بشيء ابتدروه ، فكان الاستئذان في ذلك الوقت من علامات النفاق لغير عذر ، ولذلك قال ;
القول في تأويل قوله ; لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (44)قال أبو جعفر; وهذا إعلامٌ من الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم سِيمَا المنافقين; أن من علاماتهم التي يُعرفون بها تخلُّفهم عن الجهاد في سبيل الله، باستئذانهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في تركهم الخروجَ معه إذا استنفروا بالمعاذير الكاذبة.يقول جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم; يا محمد، لا تأذننَّ في التخلُّف عنك إذا خرجت لغزو عدوّك، لمن استأذنك في التخلف من غير عذر, فإنه لا يستأذنك في ذلك إلا منافق لا يؤمن بالله واليوم الآخر. فأمَّا الذي يصدّق بالله، ويقرُّ بوحدانيته وبالبعث والدار الآخرة والثواب والعقاب, فإنه لا يستأذنك في ترك الغزو وجهاد أعداء الله بماله ونفسه (26) =(والله عليم بالمتقين)، يقول; والله ذو علم بمن خافه، فاتقاه بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه، والمسارعة إلى طاعته في غزو عدوّه وجهادهم بماله ونفسه, وغير ذلك من أمره ونهيه. (27)* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;16768- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو صالح قال، حدثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس قوله; (لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله)، فهذا تعييرٌ للمنافقين حين استأذنوا في القُعود عن الجهاد من غير عُذْر, وعَذَر الله المؤمنين, فقال; لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ ، [سورة النور; 62].------------------الهوامش ;(26) انظر تفسير "جاهد" فيما سلف ص ; 270 ، تعليق ; 1 ، والمراجع هناك .(27) انظر تفسير " التقوى " فيما سلف من فهارس اللغة (وقى).
ثم أخبر أن المؤمنين باللّه واليوم الآخر، لا يستأذنون في ترك الجهاد بأموالهم وأنفسهم، لأن ما معهم من الرغبة في الخير والإيمان، يحملهم على الجهاد من غير أن يحثهم عليه حاث، فضلا عن كونهم يستأذنون في تركه من غير عذر. {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ} فيجازيهم على ما قاموا به من تقواه، ومن علمه بالمتقين، أنه أخبر، أن من علاماتهم، أنهم لا يستأذنون في ترك الجهاد.
لإعراب: (لا) نافية
(يستأذن) مضارع مرفوع
(الكاف) ضمير مفعول به
(الذين) مثل الذين صدقوا ،
(يؤمنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعلـ (بالله) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يؤمنون) ،
(الواو) عاطفة
(اليوم) معطوف على لفظ الجلالة مجرور
(الآخر) نعت لليوم مجرور
(أن) حرف مصدريّ ونصبـ (يجاهدوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعلـ (بأموالهم وأنفسهم) مثل بأموالهم وأنفسكم . والمصدر المؤوّلـ (أن يجاهدوا) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره
(في) أي: في أن يجاهدوا ... متعلّق بـ (يستأذنك) أي يستأذنوك في الجهاد ..
(الواو) استئنافيّة
(الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع
(عليم) خبر مرفوع
(بالمتّقين) جارّ ومجرور متعلّق بـ (عليم) وعلامة الجرّ الياء. جملة: «لا يستأذنك الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يؤمنون ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) . وجملة: «يجاهدوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) . وجملة: «الله عليم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
- القرآن الكريم - التوبة٩ :٤٤
At-Taubah9:44