الرسم العثمانيوَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَآ ءَاتٰىهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِن فَضْلِهِۦ وَرَسُولُهُۥٓ إِنَّآ إِلَى اللَّهِ رٰغِبُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَلَوۡ اَنَّهُمۡ رَضُوۡا مَاۤ اٰتٰٮهُمُ اللّٰهُ وَرَسُوۡلُهٗۙ وَقَالُوۡا حَسۡبُنَا اللّٰهُ سَيُؤۡتِيۡنَا اللّٰهُ مِنۡ فَضۡلِهٖ وَ رَسُوۡلُهٗۙ اِنَّاۤ اِلَى اللّٰهِ رٰغِبُوۡنَ
تفسير ميسر:
ولو أن هؤلاء الذين يعيبونك في قسمة الصدقات رضوا بما قسم الله ورسوله لهم، وقالوا; حسبنا الله، سيؤتينا الله من فضله، ويعطينا رسوله مما آتاه الله، إنا نرغب أن يوسع الله علينا، فيغنينا عن الصدقة وعن صدقات الناس. لو فعلوا ذلك لكان خيرًا لهم وأجدى.
فقال " ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون " فتضمنت هذه الآية الكريمة أدبا عظيما وسرا شريفا حيث جعل الرضا بما آتاه الله ورسوله والتوكل على الله وحده وهو قوله " وقالوا حسبنا الله " وكذلك الرغبة إلى الله وحده في التوفيق لطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وامتثال أوامره وترك زواجره وتصديق أخباره والاقتفاء بآثاره.
قوله تعالى ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون قوله تعالى ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله جواب ( لو ) محذوف ، التقدير لكان خيرا لهم .
القول في تأويل قوله ; وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ (59)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; ولو أنّ هؤلاء الذين يلمزونك، يا محمد، في الصدقات، رضَوا ما أعطاهم الله ورسوله من عطاء، وقسم لهم من قسم =(وقالوا حسبنا الله)، يقول; وقالوا; كافينا الله, (22) =(سيؤتينا الله من فضله ورسوله)، يقول; سيعطينا الله من فضل خزائنه، ورسوله من الصدقة وغيرها (23) =(إنا إلى الله راغبون)، يقول; وقالوا; إنا إلى الله نرغب في أن يوسع علينا من فضله, فيغنينا عن الصدقة وغيرها من صلات الناس والحاجة إليهم.* * *-------------------الهوامش ;(22) انظر تفسير " حسب " فيما سلف ص ; 49 ، تعليق ; 1 ، والمراجع هناك.(23) انظر تفسير "آتى" و "فضل" في فهارس اللغة (آتى) ، (فضل).
{وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} أي: أعطاهم من قليل وكثير. {وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ} أي: كافينا اللّه، فنرضى بما قسمه لنا، وليؤملوا فضله وإحسانه إليهم بأن يقولوا: {سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ} أي: متضرعون في جلب منافعنا، ودفع مضارنا، لسلموا من النفاق ولهدوا إلى الإيمان والأحوال العالية، ثم بين تعالى كيفية قسمة الصدقات الواجبة
(الواو) عاطفة
(لو) حرف شرط غير جازم
(أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ
(رضوا) مثل السابق ،
(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به
(آتى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف
(هم) ضمير متّصل مفعول به
(الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع
(الواو) عاطفة
(رسول) معطوفة على لفظ الجلالة مرفوع و (الهاء) مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(قالوا) فعل ماض وفاعله
(حسب) مبتدأ مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه
(الله) لفظ الجلالة خبر مرفوع.
والمصدر المؤوّلـ (أنّهم رضوا) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت أي لو ثبت رضاهم ...(السين) حرف استقبالـ (يؤتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (نا) ضمير مفعول به
(الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع
(من فضل) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يؤتي) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(رسول) معطوف على لفظ الجلالة الأخير و (الهاء) مثل الأخير
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ
(إلى الله) جارّ ومجرور متعلّق بـ (راغبون) وهو خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: «
(ثبت) رضاهم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف متقدّم.
وجملة: «رضوا ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: آتاهم الله ... لا محلّ لها صلة الموصول.
وجملة: «وقالوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة رضوا.
وجملة: «حسبنا الله ... » في محلّ نصب مقول القول.وجملة: «سيؤتينا الله ... » لا محلّ لها استئناف فيه معنى التعليل أو الشرح لمقول القول.
وجملة: «إنّا ... راغبون» لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة أو تفسيريّة.
وجواب الشرط
(لو) محذوف أي لو فعلوا ذلك لكان خيرا لهم.
- القرآن الكريم - التوبة٩ :٥٩
At-Taubah9:59