كَلَّا ۖ لَيُنۢبَذَنَّ فِى الْحُطَمَةِ
كَلَّا لَيُنۡۢبَذَنَّ فِى الۡحُطَمَةِ
تفسير ميسر:
ليس الأمر كما ظن، ليُطرحنَّ في النار التي تهشم كل ما يُلْقى فيها.
أي ليلقين هذا الذي جمع مالا فعدده في الحطمة وهي اسم طبقة من أسماء النار لأنها تحطم من فيها.
كلا رد لما توهمه الكافر ; أي لا يخلد ولا يبقى له مال . وقد مضى القول في كلا مستوفى . وقال عمر بن عبد الله مولى غفرة ; إذا سمعت الله - عز وجل - يقول كلا فإنه يقول كذبت .لينبذن أي ليطرحن وليلقين . وقرأ الحسن ومحمد بن كعب ونصر بن عاصم ومجاهد وحميد وابن محيصن ; [ ص; 166 ] لينبذان بالتثنية ، أي هو وماله . وعن الحسن أيضا لينبذنه على معنى لينبذن ماله . وعنه أيضا بالنون لننبذنه على إخبار الله تعالى عن نفسه ، وأنه ينبذ صاحب المال . وعنه أيضا لينبذن بضم الذال ; على أن المراد الهمزة واللمزة والمال وجامعه .في الحطمة وهي نار الله ; سميت بذلك لأنها تكسر كل ما يلقى فيها وتحطمه وتهشمه . قال الراجز ;إنا حطمنا بالقضيب مصعبا يوم كسرنا أنفه ليغضباوهي الطبقة السادسة من طبقات جهنم . حكاه الماوردي عن الكلبي . وحكى القشيري عنه ; الحطمة الدركة الثانية من درك النار . وقال الضحاك ; وهي الدرك الرابع . ابن زيد ; اسم من أسماء جهنم .
وقوله; ( كَلا ) يقول تعالى ذكره; ما ذلك كما ظنّ, ليس ماله مخلِّده,ثم أخبر جلّ ثناؤه أنه هالك ومعذب على أفعاله ومعاصيه, التي كان يأتيها في الدنيا, فقال جل ثناؤه; ( لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ ) يقول; ليُقذفنّ يوم القيامة في الحطمة, والحطمة; اسم من أسماء النار, كما قيل لها; جهنم وسقر ولظى, وأحسبها سميت بذلك لحطمها كلّ ما ألقي فيها, كما يقال للرجل الأكول; الحطمة. ذكر عن الحسن البصري أنه كان يقرأ ذلك; " لَيُنْبَذَانِّ فِي الحُطَمَةِ" يعني; هذا الهمزة اللمزة وماله, فثنَّاه لذلك.
{ كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ } أي: ليطرحن { فِي الْحُطَمَةِ}
(كلّا) للردع والزجر
(اللام) لام القسم لقسم مقدّر
(ينبذنّ) مضارع مبنيّ للمجهول مبنيّ على الفتح في محلّ رفع، و (النون) نون التوكيد، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الهمزة اللمزة
(في الحطمة) متعلّق بـ (ينبذنّ) .
جملة: «ينبذنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
5- 7
(الواو) اعتراضيّة
(ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ في الموضعين
(نار) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي
(الموقدة) نعت لنار
(التي) موصول في محلّ رفع نعت ثان لنار
(على الأفئدة) متعلّق بـ (تطّلع) ..
وجملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(ما) .
وجملة: «ما الحطمة» في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أدراك.
وجملة: «
(هي) نار الله ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «تطّلع ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (التي) .
8- 9
(عليهم) متعلّق بـ (مؤصدة) ،
(في عمد) متعلّق بمحذوف خبر ثان لـ (إنّ) ..وجملة: «إنّها ... مؤصدة» لا محلّ لها استئنافيّة.