وَإِنَّ كُلًّا لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمٰلَهُمْ ۚ إِنَّهُۥ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
وَاِنَّ كُلًّا لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمۡ رَبُّكَ اَعۡمَالَهُمۡ ؕ اِنَّهٗ بِمَا يَعۡمَلُوۡنَ خَبِيۡرٌ
تفسير ميسر:
وإن كل أولئك الأقوام المختلفين الذين ذكرنا لك -أيها الرسول- أخبارهم ليوفينهم ربك جزاء أعمالهم يوم القيامة، إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، إن ربك بما يعمل هؤلاء المشركون خبير، لا يخفى عليه شيء من عملهم. وفي هذا تهديد ووعيد لهم.
فقال "وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم إنه بما يعملون خبير" أي عليم بأعمالهم جميعا جليلها وحقيرها صغيرها وكبيرها وفي هذه الآية قراءات كثيرة يرجع معناها إلى هذا الذي ذكرناه كما في قوله تعالى "وإن كل لما جميع لدينا محضرون".
قوله تعالى ; وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم إنه بما يعملون خبيرقوله تعالى ; وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم أي إن كلا من الأمم التي عددناهم [ ص; 92 ] يرون جزاء أعمالهم ; فكذلك قومك يا محمد . واختلف القراء في قراءة وإن كلا لما فقرأ أهل الحرمين - نافع وابن كثير وأبو بكر معهم - " وإن كلا لما " بالتخفيف ، على أنها " إن " المخففة من الثقيلة معملة ; وقد ذكر هذا الخليل وسيبويه ، قال سيبويه ; حدثنا من أثق به أنه سمع العرب تقول ; إن زيدا لمنطلق ; وأنشد قول الشاعر ;كأن ظبية تعطو إلى وارق السلمأراد كأنها ظبية فخفف ونصب ما بعدها ; والبصريون يجوزون تخفيف إن المشددة مع إعمالها ; وأنكر ذلك الكسائي وقال ; ما أدري على أي شيء قرئ " وإن كلا " ! وزعم الفراء أنه نصب كلا في قراءة من خفف بقوله ; ليوفينهم أي وإن ليوفينهم كلا ; وأنكر ذلك جميع النحويين ، وقالوا ; هذا من كبير الغلط ; لا يجوز عند أحد ; زيدا لأضربنه . وشدد الباقون إن ونصبوا بها كلا على أصلها . وقرأ عاصم وحمزة وابن عامر لما بالتشديد . وخففها الباقون على معنى ; وإن كلا ليوفينهم ، جعلوا " ما " صلة . وقيل ; دخلت لتفصل بين اللامين اللتين تتلقيان القسم ، وكلاهما مفتوح ففصل بينهما ب " ما " . وقال الزجاج ; لام " لما " لام " إن " و " ما " زائدة مؤكدة ; تقول ; إن زيدا لمنطلق ، فإن تقتضي أن يدخل على خبرها أو اسمها لام كقولك ; إن الله لغفور رحيم ، وقوله ; إن في ذلك لذكرى . واللام في ليوفينهم هي التي يتلقى بها القسم ، وتدخل على الفعل ويلزمها النون المشددة أو المخففة ، ولما اجتمعت اللامان فصل بينهما ب " ما " و " ما " زائدة مؤكدة ، وقال الفراء ; " ما " بمعنى " من " كقوله ; وإن منكم لمن ليبطئن أي وإن كلا لمن ليوفينهم ، واللام في " ليوفينهم " للقسم ; وهذا يرجع معناه إلى قول الزجاج ، غير أن " ما " عند الزجاج زائدة وعند الفراء اسم بمعنى " من " . وقيل ; ليست بزائدة ، بل هي اسم دخل عليها لام التأكيد ، وهي خبر " إن " و " ليوفينهم " جواب القسم ، التقدير ; وإن كلا خلق ليوفينهم ربك أعمالهم . وقيل ; " ما " بمعنى " من " كقوله ; فانكحوا ما طاب لكم من النساء أي من ; وهذا كله هو قول الفراء بعينه . وأما من شدد لما وقرأ وإن كلا لما بالتشديد فيهما - وهو حمزة ومن وافقه - فقيل ; إنه لحن ; حكي عن محمد بن زيد أن هذا لا يجوز ; ولا يقال ; إن زيدا إلا لأضربنه ، ولا لما لضربته . وقال الكسائي ; الله أعلم بهذه القراءة ; وما أعرف لها وجها . وقال هو وأبو علي الفارسي ; التشديد فيهما مشكل . قال النحاس وغيره ; وللنحويين في [ ص; 93 ] ذلك أقوال ; الأول ; أن أصلها " لمن ما " فقلبت النون ميما ، واجتمعت ثلاث ميمات فحذفت الوسطى فصارت لما و " ما " على هذا القول بمعنى " من " تقديره ; وإن كلا لمن الذين ; كقولهم ;وإني لما أصدر الأمر وجهه إذا هو أعيا بالسبيل مصادرهوزيف الزجاج هذا القول ، وقال ; " من " اسم على حرفين فلا يجوز حذفه . الثاني ; أن الأصل . لمن ما ، فحذفت الميم المكسورة لاجتماع الميمات ، والتقدير ; وإن كلا لمن خلق ليوفينهم . وقيل ; " لما " مصدر " لم " وجاءت بغير تنوين حملا للوصل على الوقف ; فهي على هذا كقوله ; وتأكلون التراث أكلا لما أي جامعا للمال المأكول ; فالتقدير على هذا ; وإن كلا ليوفينهم ربك أعمالهم توفية لما ; أي جامعة لأعمالهم جمعا ، فهو كقولك ; قياما لأقومن . وقد قرأ الزهري لما بالتشديد والتنوين على هذا المعنى . الثالث ; أن " لما " بمعنى " إلا " حكى أهل اللغة ; سألتك بالله لما فعلت ; بمعنى إلا فعلت ; ومثله قوله تعالى ; إن كل نفس لما عليها حافظ أي إلا عليها ; فمعنى الآية ; ما كل واحد منهم إلا ليوفينهم ; قال القشيري ; وزيف الزجاج هذا القول بأنه لا نفي لقوله ; وإن كلا لما حتى تقدر " إلا " ولا يقال ; ذهب الناس لما زيد . الرابع ; قال أبو عثمان المازني ; الأصل وإن كلا لما بتخفيف " لما " ثم ثقلت كقوله ;لقد خشيت أن أرى جدبا في عامنا ذا بعدما أخصباوقال أبو إسحاق الزجاج ; هذا خطأ ، إنما يخفف المثقل ; ولا يثقل المخفف . الخامس ; قال أبو عبيد القاسم بن سلام ; يجوز أن يكون التشديد من قولهم ; لممت الشيء ألمه لما إذا جمعته ; ثم بني منه فعلى ، كما قرئ ثم أرسلنا رسلنا تترى بغير تنوين وبتنوين . فالألف على هذا للتأنيث ، وتمال على هذا القول لأصحاب الإمالة ; قال أبو إسحاق ; القول الذي لا يجوز غيره عندي أن تكون مخففة من الثقيلة ، وتكون بمعنى " ما " مثل ; إن كل نفس لما عليها حافظ وكذا أيضا تشدد على أصلها ، وتكون بمعنى " ما " و " لما " بمعنى " إلا " حكى ذلك الخليل وسيبويه وجميع البصريين ; وأن " لما " يستعمل بمعنى " إلا " قلت ; هذا القول الذي ارتضاه الزجاج حكاه عنه النحاس وغيره ; وقد تقدم مثله وتضعيف الزجاج له ، إلا أن ذلك القول صوابه " إن " فيه نافية ، وهنا مخففة من الثقيلة فافترقا وبقيت [ ص; 94 ] قراءتان ; قال أبو حاتم ; وفي حرف أبي ; " وإن كل إلا ليوفينهم " وروي عن الأعمش " وإن كل لما " بتخفيف " إن " ورفع " كل " وبتشديد " لما " . قال النحاس ; وهذه القراءات المخالفة للسواد تكون فيها " إن " بمعنى " ما " لا غير ، وتكون على التفسير ; لأنه لا يجوز أن يقرأ بما خالف السواد إلا على هذه الجهة .إنه بما يعملون خبير تهديد ووعيد
القول في تأويل قوله تعالى ; وَإِنَّ كُلا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (111)قال أبو جعفر ; اختلفت القراء في قراءة ذلك.فقرأته جماعة من قراء أهل المدينة والكوفة; (وَإنَّ) مشددة (كُلا لَمَّا) مشددة.* * *واختلف أهل العربية في معنى ذلك;فقال بعض نحويي الكوفيين; معناه إذا قرئ كذلك ; وإنّ كلا لممَّا ليوفينهم ربك أعمالهم ، ولكن لما اجتمعت الميمات حذفت واحدة ، فبقيت ثنتان، فأدغمت واحدة في الأخرى، كما قال الشاعر; (5)وَإِنِّـي لَمِمَّـا أُصْـدِرُ الأَمْـرَ وَجْهَـهُإِذَا هُــوَ أَعْيـى بالسَّـبِيلِ مَصَـادِرُهُ (6)ثم تخفف، كما قرأ بعض القراء; وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ ، [سورة النحل; 90] ، تخفُّ الياء مع الياء. (7) وذكر أن الكسائي أنشده; (8)وَأشْــمَتَّ العُــدَاةَ بِنَــا فَـأضْحَوْالــدَيْ يَتَبَاشَــرُونَ بِمَــا لَقِينَــا (9)وقال; يريد " لديَّ يتباشرون بما لقينا "، فحذف ياء، لحركتهن واجتماعهن ، قال; ومثله; (10)كـــأنَّ مِــنْ آخِرِهــا الْقــادِمِمَخْــرِمُ نَجْــدٍ فــارعِ المَخَـارِمِ (11)وقال; أراد ; إلى القادم، فحذف اللام عند اللام.* * *وقال آخرون; معنى ذلك إذا قرئ كذلك; وإن كلا شديدًا وحقًّا ، ليوفينهم ربك أعمالهم. قال; وإنما يراد إذا قرئ ذلك كذلك; (وإنّ كلا لمَّا) بالتشديد والتنوين، (12) ولكن قارئ ذلك كذلك حذف منه التنوين، فأخرجه على لفظ فعل " لمَّا " ، كما فعل ذلك في قوله; ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى ، [سورة المؤمنون; 44] ، فقرأ " تترى " ، بعضهم بالتنوين، كما قرأ من قرأ; " لمَّا " بالتنوين، وقرأ آخرون بغير تنوين، كما قرأ (لمَّا) بغير تنوين من قرأه. وقالوا; أصله من " اللَّمِّ" من قول الله تعالى; وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلا لَمًّا ، يعني ; أكلا شديدًا.* * *وقال آخرون; معنى ذلك إذا قرئ كذلك; وإنّ كلا إلا ليوفينهم، كما يقول القائل; " بالله لمَّا قمتَ عنا ، وبالله إلا قمت عنا ". (13)* * *قال أبو جعفر; ووجدت عامة أهل العلم بالعربية ينكرون هذا القول، ويأبون أن يكون جائزًا توجيه " لمَّا " إلى معنى " إلا " ، في اليمين خاصة . (14) وقالوا; لو جاز أن يكون ذلك بمعنى إلا جاز أن يقال; " قام القوم لمَّا أخاك " بمعنى; إلا أخاك، ودخولها في كل موضع صلح دخول " إلا " فيه.قال أبو جعفر; وأنا أرى أنّ ذلك فاسد من وجه هو أبين مما قاله الذين حكينا قولهم من أهل العربية ، في فساده، وهو أنّ " إنّ" إثبات للشيء وتحقيق له، و " إلا "، تحقيق أيضًا، (15) وإنما تدخل نقضًا لجحد قد تقدَّمها. فإذا كان ذلك معناها، فواجب أن تكون عندَ متأولها التأويلَ الذي ذكرنا عنه، أن تكون " إنّ" بمعنى الجحد عنده، حتى تكون " إلا نقضًا " لها. وذلك إن قاله قائل، قولٌ لا يخفى جهلُ قائله، اللهم إلا أن يخفف قارئ " إن " فيجعلها بمعنى " إن " التي تكون بمعنى الجحد. وإن فعل ذلك ، فسدت قراءته ذلك كذلك أيضًا من وجه آخر، وهو أنه يصير حينئذ ناصبًا " لكل " بقوله; ليوفينهم، وليس في العربية أن ينصب ما بعد " إلا " من الفعل ، الاسم الذي قبلها. لا تقول العرب; " ما زيدًا إلا ضربت "، فيفسد ذلك إذا قرئ كذلك من هذا الوجه ، إلا أن يرفع رافع " الكل "، فيخالف بقراءته ذلك كذلك قراءة القراء وخط مصاحف المسلمين، ولا يخرج بذلك من العيب لخروجه من معروف كلام العرب. (16)* * *وقد قرأ ذلك بعض قراء الكوفيين; (وَإنْ كُلا) بتخفيف " إن " ونصب (كُلا لمَّا) مشدّدة.* * *وزعم بعض أهل العربية أن قارئ ذلك كذلك، أراد " إنّ" الثقيلة فخففها، وذكر عن أبي زيد البصري أنه سمع; " كأنْ ثَديَيْه حُقَّان "، فنصب ب " كأن "، والنون مخففة من " كأنّ" ، ومنه قول الشاعر; (17)وَوَجْــــهٌ مُشْـــرِقُ النَّحْـــرِكَــــأَنْ ثَدْيَيْــــهِ حُقَّــــانِ (18)* * *وقرأ ذلك بعض المدنيين بتخفيف; (إنْ) ونصب (كُلا)، وتخفيف (لَمَا).* * *وقد يحتمل أن يكون قارئ ذلك كذلك، قصدَ المعنى الذي حكيناه عن قارئ الكوفة من تخفيفه نون " إن " وهو يريد تشديدها، ويريد ب " ما " التي في " لما " التي تدخل في الكلام صلة، (19) وأن يكون قَصَد إلى تحميل الكلام معنى; وإنّ كلا ليوفينهم .ويجوز أن يكون معناه كان في قراءته ذلك كذلك; وإنّ كُلا ليوفينهم ، أي ; ليوفين كُلا ، فيكون نيته في نصب " كل " كانت بقوله; " ليوفينهم "، فإن كان ذلك أراد ، ففيه من القبح ما ذكرت من خلافه كلام العرب. وذلك أنها لا تنصب بفعل بعد لام اليمين اسمًا قبلَها.* * *وقرأ ذلك بعض أهل الحجاز والبصرة; (وَإنَّ) مشددة (كُلا لَمَا) مخففة (لَيُوَفِّيَنَّهُمْ). ولهذه القراءة وجهان من المعنى;أحدهما; أن يكون قارئها أراد; وإن كلا لمَنَ ليوفينهم ربك أعمالهم، فيوجه " ما " التي في " لما " إلى معنى " من " كما قال جل ثناؤه; فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ ، [سورة النساء ; 3] ، وإن كان أكثر استعمال العرب لها في غير بني آدم ، وينوي باللام التي في " لما " اللام التي تُتَلقَّى بها " إنْ" جوابًا لها، وباللام التي في قوله; (ليوفينهم) ، لام اليمين ، دخلت فيما بين ما وصلتها، كما قال جل ثناؤه; وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ [سورة النساء ; 72] ، وكما يقال ; " هذا ما لَغَيرُه أفضلُ منه " .والوجه الآخر; أن يجعل " ما " التي في " لما " بمعنى " ما " التي تدخل صلة في الكلام، واللام التي فيها هي اللام التي يجاب بها، واللام التي في; (ليوفينهم) ، هي أيضًا اللام التي يجاب بها " إنّ" كررت وأعيدت، إذا كان ذلك موضعها، وكانت الأولى مما تدخلها العرب في غير موضعها ، ثم تعيدها بعدُ في موضعها، كما قال الشاعر; (20)فَلَـوْ أَنَّ قَـوْمِي لَـمْ يَكُونُـوا أَعِـزَّةًلَبَعْـدُ لَقَـدْ لاقَيْـتُ لا بُـدَّ مَصْرَعَـا (21)وقرأ ذلك الزهري فيما ذكر عنه; (وإنَّ كُلا) بتشديد " إنَّ" ، و (لمَّا) بتنوينها، بمعنى; شديدًا وحقًا وجميعًا.* * *قال أبو جعفر ; وأصح هذه القراءات مخرجًا على كلام العرب المستفيض فيهم ، قراءة من قرأ; " وَإنَّ" بتشديد نونها، " كُلا لَمَا " بتخفيف " ما "( لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ ) ، بمعنى; وإن كل هؤلاء الذين قصَصَنا عليك ، يا محمد ، قصصهم في هذه السورة، لمن ليوفينهم ربك أعمالهم ، بالصالح منها بالجزيل من الثواب، وبالطالح منها بالشديد من العقاب ، فتكون " ما " بمعنى " مَن " واللام التي فيها جوابًا لـ" إنّ" ، واللام في قوله; ( ليوفينهم ) ، لام قسم.* * *وقوله; ( إنه بما يعملون خبير) ، يقول تعالى ذكره; إن ربك بما يعمل هؤلاء المشركون بالله من قومك ، يا محمد، " خبير "، لا يخفى عليه شيء من عملهم ، بل يخبرُ ذلك كله ويعلمه ويحيط به ، حتى يجازيهم على جميع ذلك جزاءهم. (22)--------------------------الهوامش ;(5) لم أعرف قائله .(6) معاني القرآن للفراء في تفسير الآية . في المطبوعة ; " لما " و " أعيى بالنبيل " ، وكلاهما خطأ ، صوابه من المخطوطة ومعاني القرآن . وقوله " لمما " هنا ، ليست من باب " لما " التي يذكرها ، إلا في اجتماع الميمات . وذلك أن قوله ; " وإن كلا لمما ليوفينهم " ، أصلها ; " لمن ما " ، " من " بفتح فسكون ، اسم . وأما التي في البيت فهي " لمن ما " ، " من " حرف جر ، ومعناها معنى " ربما " للتكثير ، وشاهدهم عليه قول أبي حية النميري ( سيبويه 1 ; 477 ) ;وَإِنَّـا لَمِمَّـا نَضْـرِبُ الكَـبْشَ ضَرْبَةًعَـلَى رَأْسِـهِ تُلْقِـي اللِّسَـانَ مِنَ الفَم.(7) هكذا في المخطوطة ; " تخف " ، وفي المطبوعة ; " يخفف " ، وأما الذي في معاني القرآن للفراء ، وهذا نص كلامه ; " بحذف الياء " ، وهو الصواب الجيد .(8) لم أعرف قائله .(9) معاني القرآن للفراء في تفسير الآية ، وفي المطبوعة والمخطوطة ; " وأشمت الأعداء " ، وهو خطأ ، صوابه من معاني القرآن .(10) لم أعرف قائله .(11) معاني القرآن للفراء ، في تفسير الآية . وكان في المطبوعة ; " من أحرها " ، و " محرم " و " المحارم " ، وهو خطأ . و " المخرم " ، ( بفتح فسكون فكسر ) ، الطريق في الجبل ، وجمعه " مخارم " .(12) هذه قراءة الزهري ، كما سيأتي ص ; 498 .(13) في المطبوعة والمخطوطة ; " لقد قمت عنا ، وبالله إلا قمت عنا " ، وذلك خطأ ، ولا شاهد فيه ، وصوابه من معاني القرآن للفراء ، في تفسير الآية .(14) في المطبوعة ، أسقط " إلا " الثانية ، فأفسد الكلام .(15) في المطبوعة والمخطوطة ; " وإلا أيضًا تحقق أيضًا " ، حذفت أولاهما ، لأنه تكرار ولا ريب .(16) في المطبوعة ; " بخروجه " ، والصواب من المخطوطة .(17) من أبيات سيبويه الخمسين التي لا يعرف قائلها .(18) سيبويه 1 ; 281 ، رفعًا " كأن ثدياه ، وابن الشجري في أماليه 1 ; 237 رفعًا 2 ; 3 ، نصبا ، والخزانة 4 ; 358 ، والعيني ( هامش الخزانة ) 2 ; 305 .(19) " صلة " ، أي ; زيادة ، انظر فهارس المصطلحات فيما سلف .(20) لم أعرف قائله .(21) معاني القرآن للفراء ، في تفسير الآية . وكان في المخطوطة والمطبوعة ; " مصرعي " ، وأثبت ما في معاني القرآن .(22) لنظر تفسير " خبير " فيما سلف من فهارس اللغة ( خبر ) .
{ وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ ْ} أي: لا بد أن الله يقضي بينهم يوم القيامة، بحكمه العدل، فيجازي كلا بما يستحقه. { إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ ْ} من خير وشر { خَبِيرٌ ْ} فلا يخفى عليه شيء من أعمالهم، دقيقها وجليلها.
(الواو) استئنافيّة
(إنّ) حرف مشبه بالفعل- ناسخ-
(كلّا) اسم إنّ منصوبـ (لمّا) حرف نفي وجزم وقلب حذف فعله المجزوم به، والتقدير لمّا يوفوا أعمالهم ،
(اللام) لام القسم لقسم مقدّر
(يوفّينّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع و (النون) نون التوكيد و (هم) ضمير في محلّ نصب مفعول به
(ربّك) فاعل مرفوع.. و (الكاف) مضاف إليه
(أعمالهم) مفعول به ثان منصوب.. و (هم) مضاف إليه
(إنّه) مثل الأول مع اسمه
(الباء) حرف جرّ
(ما) حرف مصدريّ
(يعملون) مضارع مرفوع..
والواو فاعلـ (خبير) خبر إنّ مرفوع.
والمصدر المؤوّلـ (ما يعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بـ (خبير) .
جملة: «إنّ كلّا لمّا..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لمّا
(يوفوا أعمالهم) » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يوفّينّهم ربّك ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر..
وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئناف بيانيّ .وجملة: «إنّه ... خبير» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(ما) .