الرسم العثمانيوَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمٰوٰتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُۥ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغٰفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَلِلّٰهِ غَيۡبُ السَّمٰوٰتِ وَالۡاَرۡضِ وَاِلَيۡهِ يُرۡجَعُ الۡاَمۡرُ كُلُّهٗ فَاعۡبُدۡهُ وَتَوَكَّلۡ عَلَيۡهِؕ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُوۡنَ
تفسير ميسر:
ولله سبحانه وتعالى علم كل ما غاب في السموات والأرض، وإليه يُرْجَع الأمر كله يوم القيامة، فاعبده -أيها النبي- وفوِّض أمرك إليه، وما ربك بغافل عما تعملون من الخير والشر، وسيجازي كلاًّ بعمله.
يخبر تعالى أنه عالم غيب السموات والأرض وأنه إليه المرجع والمآب وسيؤتي كل عامل عمله يوم الحساب فله الخلق والأمر ; فأمر تعالى بعبادته والتوكل عليه فإنه كاف من توكل عليه وأناب إليه وقوله "وما ربك بغافل عما تعملون" أي ليس يخفى عليه ما عليه مكذبوك يا محمد بل هو عليم بأحوالهم وأقوالهم وسيجزيهم على ذلك أتم الجزاء في الدنيا والأخرة وسينصرك وحزبك عليهم في الدارين وقال ابن جرير حدثنا ابن وكيع حدثنا زيد بن الحباب عن جعفر بن سليمان عن أبي عمران الجوني عن عبدالله بن رباح عن كعب قال خاتمة التوراة خاتمة هود. آخر تفسير سورة هود عليه السلام ولله الحمد والمنة.
قوله تعالى ; ولله غيب السماوات والأرض أي غيبهما وشهادتهما ; فحذف لدلالة المعنى . وقال ابن عباس ; خزائن السماوات والأرض . وقال الضحاك ; جميع ما غاب عن العباد فيهما . وقال الباقون ; غيب السماوات والأرض نزول العذاب من السماء وطلوعه من الأرض . وقال أبو علي الفارسي ; ولله غيب السماوات والأرض أي علم ما غاب فيهما ; أضاف الغيب وهو مضاف إلى المفعول توسعا ; لأنه حذف حرف الجر ; تقول ; غبت في الأرض وغبت ببلد كذا .وإليه يرجع الأمر كله أي يوم القيامة ، إذ ليس لمخلوق أمر إلا بإذنه . وقرأ نافع وحفص يرجع بضم الياء وبفتح الجيم ; أي يرد .فاعبده وتوكل عليه أي الجأ إليه وثق به .وما ربك بغافل عما تعملون أي يجازي كلا بعمله . وقرأ أهل المدينة والشام وحفص بالتاء على المخاطبة . الباقون بياء على الخبر . قال الأخفش سعيد ; " يعملون " إذا لم يخاطب النبي - صلى الله عليه وسلم - معهم ; قال ; بعضهم وقال ; تعملون بالتاء لأنه خاطب النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال ; قل لهم وما ربك بغافل عما تعملون . وقال كعب الأحبار ; خاتمة التوراة خاتمة " هود " من قوله ; ولله غيب السماوات والأرض إلى آخر السورة . تمت سورة هود ويتلوها سورة يوسف - عليه السلام - .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم; ولله ، يا محمد ، ملك كل ما غاب عنك في السموات والأرض فلم تطلع ولم تعلمه ، ولم تعلمه ، (11) كل ذلك بيده وبعلمه، لا يخفى عليه منه شيء، وهو عالم بما يعمله مشركو قومك ، وما إليه مصير أمرهم ، من إقامة على الشرك ، أو إقلاعٍ عنه وتوبة ، (وإليه يرجع الأمر كله) ، يقول; وإلى الله مَعَادُ كل عامل وعمله، وهو مجازٍ جميعَهم بأعمالهم، كما;-18766- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج; (وإليه يرجع الأمر كله)، قال; فيقضي بينهم بحكمه بالعدل.* * *(فاعبده) ، يقول; فاعبد ربك يا محمد ، (وتوكل عليه) ، يقول; وفوِّض أمرك إليه ، وثق به وبكفايته، فإنه كافي من توكل عليه. (12)* * *، وقوله; (وما ربك بغافل عما تعملون) ، يقول تعالى ذكره; وما ربك ، يا محمد ، بساه عما يعمل هؤلاء المشركون من قومك ، (13) بل هو محيط به ، لا يعزب عنه شيء منه، وهو لهم بالمرصاد، فلا يحزنك إعراضهم عنك ، ولا تكذيبهم بما جئتهم به من الحقّ، وامض لأمر ربّك، فإنك بأعيننا.18767- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا زيد بن الحباب، عن جعفر بن سليمان، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن رباح، عن كعب ، قال; خاتمة " التوراة "، خاتمة " هود " (14)(آخر تفسير سورة هود ، والحمد لله وحده)
وقد فصل الله بين الفريقين، وأرى عباده، نصره لعباده المؤمنين, وقمعه لأعداء الله المكذبين. { وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ْ} أي: ما غاب فيهما من الخفايا، والأمور الغيبية. { وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ ْ} من الأعمال والعمال، فيميز الخبيث من الطيب { فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ْ} أي: قم بعبادته، وهي جميع ما أمر الله به مما تقدر عليه، وتوكل على الله في ذلك. { وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ْ} من الخير والشر، بل قد أحاط علمه بذلك، وجرى به قلمه، وسيجري عليه حكمه، وجزاؤه. تم تفسير سورة هود، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وسلم.
(الواو) استئنافيّة
(لله) جارّ ومجرور خبر مقدّم
(غيب) مبتدأ مؤخّر مرفوع
(السموات) مضاف إليه مجرور
(الأرض) معطوف على السموات بالواو مجرور
(الواو) عاطفة
(إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بفعلـ (يرجع) وهو مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع
(الأمر) نائب الفاعل مرفوع
(كلّه) توكيد معنويّ للأمر مرفوع مثله.. و (الهاء) مضاف إليه
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(اعبد) فعل أمر، والفاعل أنت و (الهاء) ضمير مفعول به
(الواو) عاطفة
(توكّل) مثل اعبد
(عليه) مثل إليه متعلّق بـ (توكّل) ،
(الواو) عاطفة
(ما) نافية عاملة عمل ليس
(ربّك) اسم ما مرفوع و (الكاف) مضاف إليه
(الباء) حرف جرّ زائد
(غافل) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما
(عن) حرف جرّ
(ما) حرف مصدريّ
(تعملون) مثل يؤمنون .
والمصدر المؤوّلـ (ما تعملون) في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق بغافل.
جملة: «لله غيب السموات ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يرجع الأمر ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافية.
وجملة: «اعبده..» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كان الأمر كلّه لله فاعبده.
وجملة: «توكّل ... » معطوفة على جملة اعبده.
وجملة: «ما ربّك بغافل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لله غيب ...وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(ما) .
انتهت سورة هود
- القرآن الكريم - هود١١ :١٢٣
Hud11:123