الرسم العثمانيقَالُوا يٰنُوحُ قَدْ جٰدَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدٰلَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ الصّٰدِقِينَ
الـرسـم الإمـلائـيقَالُوۡا يٰـنُوۡحُ قَدۡ جَادَلۡتَـنَا فَاَكۡثَرۡتَ جِدَالَـنَا فَاۡتِنَا بِمَا تَعِدُنَاۤ اِنۡ كُنۡتَ مِنَ الصّٰدِقِيۡنَ
تفسير ميسر:
قالوا; يا نوح قد حاججتنا فأكثرت جدالنا، فأتنا بما تعدنا من العذاب إن كنت من الصادقين في دعواك.
يقول تعالى مخبرا عن استعجال قوم نوح نقمة الله وعذابه وسخطه والبلاء موكل بالمنطق. "قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا" أي حاججتنا فأكثرت من ذلك ونحن لا نتبعك "فأتنا بما تعدنا" أي من النقمة والعذاب ادع علينا بما شئت فليأتنا ما تدعو به "إن كنت من الصادقين".
قوله تعالى ; قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا أي خاصمتنا فأكثرت خصومتنا وبالغت فيها . والجدل في كلام العرب المبالغة في الخصومة ; مشتق من الجدل وهو شدة الفتل ; ويقال للصقر أيضا أجدل لشدته في الطير ; وقد مضى هذا المعنى في " الأنعام " بأشبع من هذا . وقرأ ابن عباس " فأكثرت جدلنا " ذكره النحاس . والجدل في الدين محمود ; ولهذا جادل نوح والأنبياء قومهم حتى يظهر الحق ، فمن قبله أنجح وأفلح ، ومن رده خاب وخسر . وأما الجدال لغير الحق حتى يظهر الباطل في صورة الحق فمذموم ، وصاحبه في الدارين ملوم .فأتنا بما تعدنا أي من العذاب .إن كنت من الصادقين في قولك .
القول في تأويل قوله تعالى ; قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32)قال أبو جعفر ; يقول تعالى ذكره; قال قوم نوح لنوح عليه السلام; قد خاصمتنا فأكثرت خصومتنا ، (1) فأتنا بما تعدنا من العذاب ، إن كنت من الصادقين في عِداتك ودَعواك أنك لله رسول. يعني; بذلك أنه لن يقدر على شيء من ذلك.* * *18117- حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد; (جادلتنا)، قال; ماريتنا.18118- حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.18119- وحدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.18120- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، قال; قال مجاهد; (قالوا يا نوح قد جادلتنا) ، قال; ماريتنا ، (فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا) ، قال ابن جريج; تكذيبًا بالعذاب، وأنه باطلٌ(فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا) ، قال ابن جريج; تكذيبًا بالعذاب، وأنه باطلٌ.------------------------الهوامش ;(1) انظر تفسير " الجدال " فيما سلف 12 ; 523 ، تعليق ; 1 ، والمراجع هناك .
فلما رأوه، لا ينكف عما كان عليه من دعوتهم، ولم يدركوا منه مطلوبهم { قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا } من العذاب { إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ } فما أجهلهم وأضلهم، حيث قالوا هذه المقالة، لنبيهم الناصح. فهلا قالوا: إن كانوا صادقين: يا نوح قد نصحتنا، وأشفقت علينا, ودعوتنا إلى أمر، لم يتبين لنا، فنريد منك أن تبينه لنا لننقاد لك، وإلا فأنت مشكور في نصحك. لكان هذا الجواب المنصف، الذي قد دعي إلى أمر خفي عليه، ولكنهم في قولهم، كاذبون، وعلى نبيهم متجرئون. ولم يردوا ما قاله بأدنى شبهة، فضلا عن أن يردوه بحجة.
(قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. و (الواو) فاعلـ (يا) حرف نداء
(نوح) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصبـ (قد) حرف تحقيق
(جادلت) فعل ماض وفاعله و (نا) ضمير مفعول به
(الفاء) عاطفة
(أكثرت) مثل جادلت
(جدال) مفعول به منصوب و (نا) ضمير مضاف إليه
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(ائت) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت
(نا) مفعول به
(الباء) حرف جر
(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بـ (ائت) ، والعائد محذوف
(تعد) مضارع مرفوع، والفاعل أنت و (نا) مفعول به
(إن) حرف شرط جازم
(كنت) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (التاء) ضمير اسم كان
(من الصادقين) جارّ ومجرور خبر كنت.جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «النداء يا نوح ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قد جادلتنا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أكثرت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «ائتنا....» في محلّ جزم جواب شرط مقدر أي: إن كنت صادقا في ما تقول فأتنا.
وجملة: «تعدنا» لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «إن كنت من الصادقين» لا محلّ لها تفسير للشرط المقدّر ..
- القرآن الكريم - هود١١ :٣٢
Hud11:32