الرسم العثمانيوَقِيلَ يٰٓأَرْضُ ابْلَعِى مَآءَكِ وَيٰسَمَآءُ أَقْلِعِى وَغِيضَ الْمَآءُ وَقُضِىَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِىِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظّٰلِمِينَ
الـرسـم الإمـلائـيوَقِيۡلَ يٰۤاَرۡضُ ابۡلَعِىۡ مَآءَكِ وَيٰسَمَآءُ اَقۡلِعِىۡ وَغِيۡضَ الۡمَآءُ وَقُضِىَ الۡاَمۡرُ وَاسۡتَوَتۡ عَلَى الۡجُوۡدِىِّ وَقِيۡلَ بُعۡدًا لِّـلۡقَوۡمِ الظّٰلِمِيۡنَ
تفسير ميسر:
وقال الله للأرض -بعد هلاك قوم نوح -; يا أرض اشربي ماءك، ويا سماء أمسكي عن المطر، ونقص الماء ونضب، وقُضي أمر الله بهلاك قوم نوح، ورست السفينة على جبل الجوديِّ، وقيل; هلاكًا وبعدًا للقوم الظالمين الذين تجاوزوا حدود الله، ولم يؤمنوا به.
يخبر تعالى أنه لما أغرق أهل الأرض كلهم إلا أصحاب السفينة أمر الأرض أن تبلع ماءها الذي نبع منها واجتمع عليها وأمر السماء أن تقلع عن المطر "وغيض الماء" أي شرع في النقص "وقضي الأمر" أي فرغ من أهل الأرض قاطبة ممن كفر بالله لم يبق منهم ديار "واستوت" السفينة بمن فيها "على الجودي" قال مجاهد وهو جبل بالجزيرة تشامخت الجبال يومئذ من الغرق وتطاولت وتواضع هو لله عز وجل فلم يغرق وأرست عليه سفينة نوح عليه السلام وقال قتادة استوت عليه شهرا حتى نزلوا منها; قال قتادة; قد أبقى الله سفينة نوح عليه السلام على الجودي من أرض الجزيرة عبرة وآية حتى رآها أوائل هذه الأمة وكم من سفينة قد كانت بعدها فهلكت وصارت رمادا. وقال الضحاك; الجودي جبل بالموصل وقال بعضهم هو الطور وقال ابن أبي حاتم; حدثنا أبي حدثنا عمرو بن رافع حدثنا محمد بن عبيد عن توبة بن سالم قال رأيت زر بن حبيش يصلي في الزاوية حين يدخل من أبواب كندة على يمينك فسألته إنك لكثير الصلاة ههنا يوم الجمعة قال بلغني أن سفينة نوح أرست من ههنا. وقال علباء بن أحمر عن عكرمة عن ابن عباس قال; كان مع نوح في السفينة ثمانون رجلا معهم أهلوهم وأنهم كانوا فيها مائة وخمسين يوما وإن الله وجه السفينة إلى مكة فطافت بالبيت أربعين يوما ثم وجهها الله إلى الجودي فاستقرت عليه فبعث نوح الغراب ليأتيه بخبر الأرض فذهب فوقع على الجيف فأبطأ عليه فبعث الحمامة فأتته بورق الزيتون فلطخت رجليها بالطين فعرف نوح عليه السلام أن الماء قد نضب فهبط إلى أسفل الجودي فابتنى قرية وسماها ثمانين فأصبحوا ذات يوم وقد تبلبلت ألسنتهم على ثمانين لغة إحداها اللسان العربي فكان بعضهم لا يفقه كلام بعض فكان نوح عليه السلام يعبر عنهم. وقال كعب الأحبار; إن السفينة طافت ما بين المشرق والمغرب قبل أن تستقر على الجودي وقال قتادة وغيره ركبوا في عاشر شهر رجب فساروا مائه وخمسين يوما واستقرت بهم على الجودي شهرا وكان خروجهم من السفينة في عاشوراء من المحرم وقد ورد نحو هذا في حديث مرفوع رواه ابن جرير وأنهم صاموا يومهم ذلك والله أعلم. وقال الإمام أحمد حدثنا أبو جعفر حدثنا عبدالصمد بن حبيب الأزدي عن أبيه حبيب بن عبدالله عن شبل عن أبي هريرة قال; مر النبي صلي الله عليه وسلم بأناس من اليهود وقد صاموا يوم عاشوراء فقال "ما هذا الصوم ؟" قالوا هذا اليوم الذي نجى الله فيه موسى وبني إسرائيل من الغرق وغرق فيه فرعون وهذا يوم استوت فيه السفينة على الجودي فصام نوح وموسى عليهما السلام شكرا لله عز وجل; فقال النبي صلي الله عليه وسلم "أنا أحق بموسى وأحق بصوم هذا اليوم". فصام وقال لأصحابه "من كان أصبح منكم صائما فليتم صومه ومن كان أصاب من غذاء أهله فليتم بقية يومه" وهذا حديث غريب من هذا الوجه ولبعضه شاهد في الصحيح وقوله "وقيل بعدا للقوم الظالمين" أي هلاكا وخسارا لهم وبعدا من رحمة الله فإنهم قد هلكوا عن آخرهم فلم يبق لهم بقية وقد روى الإمام أبو جعفر بن جرير والحبر أبو محمد بن أبي حاتم في تفسيريهما من حديث يعقوب بن موسى الزمعي عن قائد مولى عبيدالله بن أبي رافع بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن أبي ربيعة أخبره أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبرته أن النبي صلي الله عليه وسلم قال "لو رحم الله من قوم نوح أحدا لرحم أم الصبي" قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "كان نوح عليه السلام مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يعني وغرس مائة سنة الشجر فعظمت وذهبت كل مذهب ثم قطعها ثم جعلها سفينة ويمرون عليه ويسخرون منه ويقولون تعمل سفينة في البر فكيف تجري ؟ قال سوف تعلمون فلما فرغ ونبع الماء وصار في السكك خشيت أم الصبي عليه وكانت تحبه حبا شديدا فخرجت إلى الجبل حتى بلغت ثلثه فلما بلغها الماء ارتفعت حتى بلغت ثلثيه فلما بلغها الماء خرجت به حتى استوت على الجبل فلما بلغ الماء رقبتها رفعته بيديها فغرقا فلو رحم الله منهم أحدا لرحم أم الصبي". وهذا حديث غريب من هذا الوجه وقد روى عن كعب الأحبار ومجاهد بن جبير قصة هذا الصبي وأمه بنحو من هذا.
قوله تعالى ; وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي هذا مجاز لأنها موات . وقيل ; جعل فيها ما تميز به . والذي قال إنه مجاز قال ; لو فتش كلام العرب والعجم ما وجد فيه مثل هذه الآية على حسن نظمها ، وبلاغة رصفها ، واشتمال المعاني فيها . وفي الأثر ; إن الله تعالى لا يخلي الأرض من مطر عاما أو عامين ، وأنه ما نزل من السماء ماء قط إلا بحفظ ملك موكل به إلا ما كان من ماء الطوفان ; فإنه خرج منه ما لا يحفظه الملك . وذلك قوله تعالى ; إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية فجرت بهم السفينة إلى أن تناهى الأمر ; فأمر الله الماء المنهمر من السماء بالإمساك ، وأمر الله الأرض بالابتلاع . ويقال ; بلع الماء يبلعه مثل منع يمنع وبلع يبلع مثل حمد ويحمد ; لغتان حكاهما الكسائي والفراء . والبالوعة الموضع الذي يشرب الماء . قال ابن العربي ; التقى الماءان على أمر قد قدر ، ما كان في الأرض وما نزل من السماء ; فأمر الله ما نزل من السماء بالإقلاع ، فلم تمتص الأرض منه قطرة ، وأمر الأرض بابتلاع ما خرج منها فقط . وذلك قوله تعالى ; وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقيل ; ميز الله بين الماءين ، فما كان من ماء الأرض أمرها فبلعته ، وصار ماء السماء بحارا .[ ص; 38 ] قوله تعالى ; وغيض الماء أي نقص ; يقال ; غاض الشيء وغضته أنا ; كما يقال ; نقص بنفسه ونقصه غيره ، ويجوز " غيض " بضم الغين .وقضي الأمر أي أحكم وفرغ منه ; يعني أهلك قوم نوح على تمام وإحكام . ويقال ; إن الله تعالى أعقم أرحامهم أي أرحام نسائهم قبل الغرق بأربعين سنة ، فلم يكن فيمن هلك صغير . والصحيح أنه أهلك الولدان بالطوفان ، كما هلكت الطير والسباع . ولم يكن الغرق عقوبة للصبيان والبهائم والطير ، بل ماتوا بآجالهم . وحكي أنه لما كثر الماء في السكك خشيت أم صبي عليه ; وكانت تحبه حبا شديدا ، فخرجت به إلى الجبل ، حتى بلغت ثلثه ، فلما بلغها الماء خرجت حتى بلغت ثلثيه ، فلما بلغها الماء استوت على الجبل ; فلما بلغ الماء رقبتها رفعت يديها بابنها حتى ذهب بها الماء ; فلو رحم الله منهم أحدا لرحم أم الصبي .قوله تعالى ; واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين أي هلاكا لهم . الجودي جبل بقرب الموصل ; استوت عليه في العاشر من المحرم يوم عاشوراء ; فصامه نوح وأمر جميع من معه من الناس والوحش والطير والدواب وغيرها فصاموه ، شكرا لله تعالى وقد تقدم هذا المعنى . وقيل ; كان ذلك يوم الجمعة . وروي أن الله تعالى أوحى إلى الجبال أن السفينة ترسى على واحد منها فتطاولت ، وبقي الجودي لم يتطاول تواضعا لله ، فاستوت السفينة عليه ; وبقيت عليه أعوادها . وفي الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ; لقد بقي منها شيء أدركه أوائل هذه الأمة . وقال مجاهد ; تشامخت الجبال وتطاولت لئلا ينالها الغرق ; فعلا الماء فوقها خمسة عشر ذراعا ، وتطامن الجودي ، وتواضع لأمر الله تعالى فلم يغرق ، ورست السفينة عليه . وقد قيل ; إن الجودي اسم لكل جبل ، ومنه قول زيد بن عمرو بن نفيل .سبحانه ثم سبحانا يعود له وقبلنا سبح الجودي والجمدويقال ; إن الجودي من جبال الجنة ; فلهذا استوت عليه . ويقال ; أكرم الله ثلاثة جبال بثلاثة نفر ; الجودي بنوح ، وطور سيناء بموسى ، وحراء بمحمد - صلوات الله وسلامه عليهم - أجمعين .[ مسألة ] ; لما تواضع الجودي وخضع عز ، ولما ارتفع غيره واستعلى ذل ، وهذه سنة الله في خلقه ، يرفع من تخشع ، ويضع من ترفع ; ولقد أحسن القائل ;[ ص; 39 ]وإذا تذللت الرقاب تخشعا منا إليك فعزها في ذلهاوفي صحيح البخاري ومسلم عن أنس بن مالك قال ; كانت ناقة للنبي - صلى الله عليه وسلم - تسمى العضباء ; وكانت لا تسبق ; فجاء أعرابي على قعود له فسبقها ، فاشتد ذلك على المسلمين ; وقالوا ; سبقت العضباء ! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن حقا على الله ألا يرفع شيئا من الدنيا إلا وضعه . وخرج مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ; ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله . وقال - صلى الله عليه وسلم - ; إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد . خرجه البخاري .[ مسألة ] ; نذكر فيها من قصة نوح مع قومه وبعض ذكر السفينة ، ذكر الحافظ ابن عساكر في التاريخ له عن الحسن ; أن نوحا أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض ; فذلك قوله تعالى ; ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما وكان قد كثرت فيهم المعاصي ، وكثرت الجبابرة وعتوا عتوا كبيرا ، وكان نوح يدعوهم ليلا ونهارا ، سرا وعلانية ، وكان صبورا حليما ، ولم يلق أحد من الأنبياء أشد مما لقي نوح ، فكانوا يدخلون عليه فيخنقونه حتى يترك وقيذا ، ويضربونه في المجالس ويطرد ، وكان لا يدعو على من يصنع به بل يدعوهم ويقول ; " رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " فكان لا يزيدهم ذلك إلا فرارا منه ، حتى إنه ليكلم الرجل منهم فيلف رأسه بثوبه ، ويجعل أصبعيه في أذنيه لكيلا يسمع شيئا من كلامه ، فذلك قوله تعالى ; وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم . وقال مجاهد وعبيد بن عمير ; كانوا يضربونه حتى يغشى عليه فإذا أفاق قال ; " رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " . وقال ابن عباس ; ( إن نوحا كان يضرب ثم يلف في لبد فيلقى في بيته يرون أنه قد مات ، ثم يخرج فيدعوهم ; حتى إذا يئس من إيمان قومه جاءه رجل ومعه ابنه وهو يتوكأ على عصا ; فقال ; يا بني انظر هذا الشيخ لا يغرنك ، قال ; يا أبت أمكني من العصا ، فأمكنه فأخذ العصا ثم قال ; ضعني في الأرض فوضعه ، فمشى إليه بالعصا فضربه [ ص; 40 ] فشجه شجة موضحة في رأسه ، وسالت الدماء ; فقال نوح ; " رب قد ترى ما يفعل بي عبادك فإن يك لك في عبادك خيرية فاهدهم وإن يك غير ذلك فصبرني إلى أن تحكم وأنت خير الحاكمين " فأوحى الله إليه وآيسه من إيمان قومه ، وأخبره أنه لم يبق في أصلاب الرجال ولا في أرحام النساء مؤمن )
القول في تأويل قوله تعالى ; وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44)قال أبو جعفر; يقول الله تعالى ذكره; وقال الله للأرض بعد ما تناهَى أمرُه في هلاك قوم نوح بما أهلكهم به من الغرق; (يا أرض ابلعي ماءك)، أي; تشرَّبي.* * *، من قول القائل; " بَلِعَ فلان كذا يَبْلَعُه، أو بَلَعَه يَبْلَعُه " ، إذا ازدَردَه. (38)* * *، (ويا سماء أقلعي) ، يقول; أقلعي عن المطر، أمسكي ، (وغيض الماء) ، ذهبت به الأرض ونَشِفته، (وقضي الأمر) ، يقول; قُضِي أمر الله، فمضى بهلاك قوم نوح (39) ، (واستوت على الجوديّ) ، يعني الفلك ، " استوت "; أرست ، " على الجودي" ، وهو جبل ، فيما ذكر بناحية الموصل أو الجزيرة، ، (وقيل بعدًا للقوم الظالمين)، يقول; قال الله; أبعد الله القوم الظالمين الذين كفروا بالله من قوم نوح. (40)* * *18187- حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي قال ، حدثنا المحاربي، عن عثمان بن مطر، عن عبد العزيز بن عبد الغفور ، عن أبيه، قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم; في أول يوم من رجب ركب نوح السفينة ، فصام هو وجميع من معه، وجرت بهم السفينة ستةَ أشهر، فانتهى ذلك إلى المحرم، فأرست السفينة على الجوديّ يوم عاشوراء، فصام نوح ، وأمر جميع من معه من الوحش والدوابّ فصامُوا شكرًا لله . (41)18188- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال; كانت السفينة أعلاها للطير، ووسطها للناس، وفي أسفلها السباع، وكان طولها في السماء ثلاثين ذراعًا، ودفعت من عَين وردة يوم الجمعة لعشر ليالٍ مضين من رجب، وأرست على الجوديّ يوم عاشوراء، ومرت بالبيت فطافت به سبعًا، وقد رفعه الله من الغرق، ثم جاءت اليمن، ثم رجعت. (42)18189- حدثنا القاسم، قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن أبي جعفر الرازي، عن قتادة، قال; هبط نوح من السفينة يوم العاشر من المحرم، فقال لمن معه; من كان منكم اليوم صائما فليتم صومه، ومن كان مفطرًا فليصم. (43)18190- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن أبي معشر، عن محمد بن قيس قال; [ما] كان زَمَن نوحٍ شبر من الأرض ، إلا إنسانٌ يَدَّعيه. (44)18191- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة قال; ذكر لنا أنَّها ، يعني الفُلك ، استقلَّت بهم في عشر خلون من وجب، وكانت في الماء خمسين ومائة يوم، واستقرت على الجودي شهرًا، وأهبط بهم في عشر [خَلَوْن] من المحرم يوم عاشوراء . (45)* * *وبنحو ما قلنا في تأويل قوله; (وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي) ، قال أهل التأويل.* * *ذكر من قال ذلك;18192- حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد; (وغيض الماء) ، قال; نقص ، (وقضي الأمر)، قال; هلاك قوم نوح18193- حدثني المثني قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.-18194 حدثني القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله. قال; قال ابن جريج (وغيض الماء) ، نَشِفَتهُ الأرض. (46)18195- حدثني المثني قال ، حدثنا عبد الله قال ، حدثنا معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله; (يا سماء أقلعي) ، يقول; أمسكي (وغيض الماء) ، يقول; ذهب الماء.18196- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة; (وغيض الماء) ، والغُيوض ذهاب الماء ، (واستوت على الجودي).18197- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن نمير، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد; (واستوت على الجودي) ، قال; جبل بالجزيرة، تشامخت الجبال من الغَرَق، وتواضع هو لله فلم يغرق، فأرسيتْ عليه.18198- حدثني المثني قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد; (واستوت على الجودي) ، قال; الجودي جبل بالجزيرة، تشامخت الجبال يومئذ من الغَرَق وتطاولت، وتواضع هو لله فلم يغرق، وأرسيت سفينة نوح عليه18199- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.18200- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله; (واستوت على الجودي) ، يقول; على الجبل ؛ واسمه " الجودي"18201- حدثني الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز قال ، حدثنا سفيان; (واستوت على الجودي) ، قال; جبل بالجزيرة ، شمخت الجبال، وتواضعَ حين أرادت أن ترفأ عليه سفينة نوح. (47)18202- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة; (واستوت على الجودي) ، أبقاها الله لنا بوادي أرض الجزيرة عبرة وآية.18203- حدثت عن الحسين قال، سمعت أبا معاذ قال، حدثنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول; (واستوت على الجودي) ، هو جبل بالموصل.18204- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة قال; ذُكر لنا أن نوحًا بعث الغراب لينظر إلى الماء، فوجد جيفة فوقع عليها، فبعث الحمامة فأتته بورق الزيتون، فأعْطيت الطوقَ الذي في عنقها، وخضابَ رجليها.18205- حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال; لما أراد الله أن يكفّ ذلك ، يعني الطوفان ، أرسل ريحًا على وجه الأرض، فسكن الماء، واستدَّت ينابيع الأرضِ الغمرَ الأكبر، وَأبوابُ السماء . (48) يقول الله تعالى; (وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي)، إلى; (بعدًا للقوم الظالمين) ، فجعل ينقص ويغيض ويُدبر. وكان استواء الفلك على الجودي ، فيما يزعم أهل التوراة، في الشهر السابع لسبع عشرة ليلة مضت منه، في أول يوم من الشهر العاشر، رئي رءوس الجبال. فلما مضى بعد ذلك أربعون يومًا ، فتح نوح كُوَّة الفلك التي صنع فيها، ثم أرسلَ الغراب لينظر له ما فعل الماءُ، فلم يرجع إليه. فأرسل الحمامةَ، فرجعت إليه، ولم يجد لرجليها موضعًا، فبسط يده للحمامة، فأخذها . ثم مكث سبعة أيام، ثم أرسلها لتنظر له، فرجعت حين أمست ، وفي فيها ورَق زيتونة، فعلم نوح أن الماء قد قلَّ عن وجه الأرض. ثم مكث سبعة أيام، ثم أرسلها فلم ترجع، فعلم نوح أن الأرض قد برَزَت، فلما كملت السنة فيما بين أن أرسل الله الطوفان إلى أن أرسل نوح الحمامة ، ودخل يوم واحد من الشهر الأوّل من سنة اثنتين ، برز وجه الأرض، فظهر اليبس، وكشف نوح غطاء الفلك، ورأى وجه الأرض. وفي الشهر الثاني من سنة اثنتين في سبع وعشرين ليلة منه قيل لنوح; اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ .18206- حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ يقول، حدثنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول; تزعُم أناسٌ أن من غرق من الولدان مع آبائهم، وليس كذلك، إنما الولدان بمنـزلة الطير وسائر من أغرق الله بغير ذنب، ولكن حضرت آجالهم فماتوا لآجالهم، والمدرِكون من الرجال والنساء كان الغرق عقوبة من الله لهم في الدنيا ، ثم مصيرهم إلى النار.------------------------الهوامش ;(38) الذي في المعاجم " بلع " ( بفتح فكسر ) ، أما " بلع " ( بفتحتين ) ، فقد ذكرها ابن القطاع في كتاب الأفعال 1 ; 85 وفرق بينهما وقال ; " بَلِعَ الطعام بَلْعًا ، وبَلَعَ الماء والربق بَلْعًا " ، وذكر أيضا ابن القوطية في كتاب الأفعال ; 281 ، مثل ذلك .(39) انظر تفسير " قضى " فيما سلف من فهارس اللغة ( قضى ) .(40) انظر تفسير " استوى " فيما سلف ص ; 18 ، تعليق ; 2 ، والمراجع هناك .(41) الأثر ; 18187 - " عباد بن يعقوب الأسدي " ، شيخ الطبري ، ثقة في الحديث ، شيعي الرأي ، مضى برقم ; 5475 ." والمحاربي " ، هو " عبد الرحمن بن محمد المحاربي " ، ثقة ، من شيوخ أحمد ، مضى مرارًا ." وعثمان بن مطر الشيباني " ، ضعيف منكر الحديث ، متروك . مترجم في التهذيب ، وابن أبي حاتم 3 / 1 / 169 .وأما "عبد العزيز بن عبد الغفور " ، فهذا اسم مقلوب ، وإنما هو " عبد الغفور بن عبد العزيز " ويقال ; " عبد الغفار بن عبد العزيز " ويروى عنه " عثمان بن مطر ". وهو كذاب خبيث كان يضع الحديث ، ومضى برقم ; 14776 . ولكن العجب أن أبا جعفر رواه في تاريخه مقلوبًا أيضًا .وأبوه " عبد العزيز الشامي " ، لم أجد له ذكرًا ، كما أسلفت في رقم ; 14776 ، وأخشى أن يكون هذا الإسناد ; " عن أبيه ، عن أبيه " ، كما سلف .وهذا خبر هالك من نواحيه جميعًا ، ووقع فيه الخلط في اسم " عبد الغفور " جزاء ما خلط في أحاديثه ومناكيره .ورواه أبو جعفر في تاريخه أيضًا 1 ; 96 .(42) الأثر ; 18188 - رواه أبو جعفر في تاريخه 1 ; 96 .(43) الأثر ; 18189 - رواه أبو جعفر في تاريخه 1 ; 96 .(44) الأثر ; 18190 - كان في المخطوطة ; " قال; كان زمن نوح شبر عن الأرض لإنسان يدعيه " ، وكان في المطبوعة;" كان في زمن نوح شبر عن الأرض لا إنسان يدعيه" فزاد ، وأساء القراءة ، وأفسد الكلام . والصواب من تاريخ الطبري 1 ; 96 . وقوله ; " إلا إنسان يدعيه " ، أي ; يدعى أن الماء لم يعم الأرض كلها .(45) الأثر ; 18191 - رواه أبو جعفر في تاريخه 1 ; 96 ، والزيادة بين القوسين منه .(46) " نشفت الأرض الماء ، نشفًا " ( بفتح النون وكسر الشين ، في الفعل) ، شربته .(47) " رفأ السفينة يرفؤها " ، أدناها من الشط ، فعل متعد ، و" أرفأت السفينة نفسها " ، لازم ، ولكن هكذا جاء في المخطوطة " أرادت أن ترفأ " ، وعندي أنه جائز أن يقال ; " رفأت السفينة نفسها " ، لازما .(48) هكذا في المخطوطة والمطبوعة ; " الغمر الأكبر " ، وأنا أرجح أنه خطأ محض ، وأن الصواب ; " الغوط الأكبر " ، وبهذا اللفظ رواه صاحب اللسان في مادة ( غوط ) . وقد سبق تفسير " الغوط الأكبر" في الأثر رقم ; 18138 ص ; 315 ، تعليق ; 2 .
فلما أغرقهم الله ونجى نوحا ومن معه { وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ } الذي خرج منك، والذي نزل إليك، أي: ابلعي الماء الذي على وجهك { وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي } فامتثلتا لأمر الله، فابتلعت الأرض ماءها, وأقلعت السماء، فنضب الماء من الأرض، { وَقُضِيَ الْأَمْرُ } بهلاك المكذبين ونجاة المؤمنين. { وَاسْتَوَتْ } السفينة { عَلَى الْجُودِيِّ } أي: أرست على ذلك الجبل المعروف في أرض الموصل. { وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } أي: أتبعوا بعد هلاكهم لعنة وبعدا, وسحقا لا يزال معهم.
(الواو) استئنافيّة
(قيل) فعل ماض مبنيّ للمجهولـ (يا) أداة نداء
(أرض) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصبـ (ابلعي) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الياء) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعلـ (ماءك) مفعول به منصوب.. و (الكاف) مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(يا سماء أقلعي) مثل يا أرض ابلعي
(الواو) عاطفة
(غيض) مثل قيل،
(الماء) نائب الفاعل مرفوع
(الواو) عاطفة
(قضي الأمر) مثل غيض الماء
(الواو) عاطفة
(استوت) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والتاء للتأنيث، والفاعل هي أي السفينة(على الجوديّ) جارّ ومجرور متعلّق بـ (استوت) ،
(الواو) عاطفة
(قيل) مثل الأولـ (بعدا) مفعول مطلق لفعل محذوف أي ابعدوا أو بعدوا على الدعاء
(للقوم) جارّ ومجرور متعلّق بالمصدر
(بعدا) ،
(الظالمين) نعت للقوم مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة: «قيل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يا أرض ... » في محلّ رفع نائب الفاعل .
وجملة: «ابلعي ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «يا سماء ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يا أرض.
وجملة: «أقلعي ... » لا محلّ لها جواب النداء الثاني.
وجملة: «غيض الماء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «قضي الأمر ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «استوت على الجوديّ» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «قيلـ (الثانية) ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «
(بعد) بعدا..» في محلّ رفع نائب الفاعل .
- القرآن الكريم - هود١١ :٤٤
Hud11:44