الرسم العثمانيوَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنسٰنَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنٰهَا مِنْهُ إِنَّهُۥ لَيَـُٔوسٌ كَفُورٌ
الـرسـم الإمـلائـيوَلَٮِٕنۡ اَذَقۡنَا الۡاِنۡسَانَ مِنَّا رَحۡمَةً ثُمَّ نَزَعۡنٰهَا مِنۡهُۚ اِنَّهٗ لَيَـــُٔوۡسٌ كَفُوۡرٌ
تفسير ميسر:
ولئن أعطينا الإنسان مِنَّا نعمة من صحة وأمن وغيرهما، ثم سلبناها منه، إنه لَشديد اليأس من رحمة الله، جَحود بالنعم التي أنعم الله بها عليه.
يخبر تعالى عن الإنسان وما فيه من الصفات الذميمة إلا من رحم الله من عباده المؤمنين أنه إذا أصابته شدة بعد نعمة حصل له يأس وقنوط من الخير بالنسبة إلى المستقبل وكفر وجحود لماضي الحال كأنه لم ير خيرا ولم يرج بعد ذلك فرجا.
قوله تعالى ; ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوس كفورقوله تعالى ; ولئن أذقنا الإنسان الإنسان اسم شائع للجنس في جميع الكفار . ويقال ; إن الإنسان هنا الوليد بن المغيرة وفيه نزلت . وقيل ; في عبد الله بن أبي أمية المخزومي .رحمة أي نعمة .ثم نزعناها منه أي سلبناه إياها .إنه ليئوس أي يائس من الرحمة ." كفور " للنعم جاحد لها ; قاله ابن الأعرابي . النحاس ; " ليئوس " من يئس [ ص; 12 ] ييأس ، وحكى سيبويه يئس ييئس على فعل يفعل ، ونظيره حسب يحسب ونعم ينعم ، وبئس يبئس ; وبعضهم يقول ; يئس ييئس ; ولا يعرف في الكلام العربي إلا هذه الأربعة الأحرف من السالم جاءت . على فعل يفعل ; وفي واحد منها اختلاف . وهو يئس ، و " يئوس " على التكثير كفخور للمبالغة .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نـزعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (9)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; ولئن أذَقنا الإنسان منّا رخاء وسعةً في الرزق والعيش، فبسطنا عليه من الدنيا (33) ، وهي " الرحمة " التي ذكرها تعالى ذكره في هذا الموضع ، (ثم نـزعناها منه) ، يقول; ثم سلبناه ذلك، فأصابته مصائب أجاحته فذهبت به (34) ، (إنه ليئوس كفور) ، يقول; يظل قَنِطًا من رحمة الله ، آيسًا من الخير.* * *وقوله; " يئوس " ، " فعول "، من قول القائل; " يئس فلان من كذا ، فهو يئوس " ، إذا كان ذلك صفة له. (35) .وقوله; " كفور "، يقول; هو كفُور لمن أنعم عليه، قليل الشكر لربّه المتفضل عليه ، بما كان وَهَب له من نعمته. (36)* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.*ذكر من قال ذلك;18004- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج، عن ابن جريج; (ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نـزعناها منه إنه ليئوس كفور) ، قال; يا ابن آدم ، إذا كانت بك نعمة من الله من السعة والأمن والعافية ، فكفور لما بك منها، وإذا نـزعت منك نبتغي قَدْعك وعقلك (37) فيئوس من روح الله، قنوطٌ من رحمته، كذلك المرء المنافق والكافر.-------------------------الهوامش ;(33) انظر تفسير " الذوق " فيما سلف ص ; 146 ، تعليق ; 6 ، والمراجع هناك .(34) انظر تفسير " النزع " فيما سلف 12 ; 437 / 13 ; 17 .(35) انظر تفسير " اليأس " فيما سلف 9 ; 516 .(36) انظر تفسير " الكفر " فيما سلف من فهارس اللغة ( كفر ) .(37) في المطبوعة ; " يبتغي لك فراغك ، فيؤوس . . . " ، غير ما في المخطوطة ، وكان فيها هكذا ; " يسعى فرعك وعقلك فيؤوس " ، وصواب قراءتها ما أثبت . و " القدع " ; الكف والمنع .
يخبر تعالى عن طبيعة الإنسان، أنه جاهل ظالم بأن الله إذا أذاقه منه رحمة كالصحة والرزق، والأولاد، ونحو ذلك، ثم نزعها منه، فإنه يستسلم لليأس، وينقاد للقنوط، فلا يرجو ثواب الله، ولا يخطر بباله أن الله سيردها أو مثلها، أو خيرا منها عليه.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - هود١١ :٩
Hud11:9