الرسم العثمانيوَيٰقَوْمِ اعْمَلُوا عَلٰى مَكَانَتِكُمْ إِنِّى عٰمِلٌ ۖ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كٰذِبٌ ۖ وَارْتَقِبُوٓا إِنِّى مَعَكُمْ رَقِيبٌ
الـرسـم الإمـلائـيوَيٰقَوۡمِ اعۡمَلُوۡا عَلٰى مَكَانَتِكُمۡ اِنِّىۡ عَامِلٌ ؕ سَوۡفَ تَعۡلَمُوۡنَ ۙ مَنۡ يَّاۡتِيۡهِ عَذَابٌ يُّخۡزِيۡهِ وَمَنۡ هُوَ كَاذِبٌ ؕ وَارۡتَقِبُوۡۤا اِنِّىۡ مَعَكُمۡ رَقِيۡبٌ
تفسير ميسر:
ويا قوم اعملوا كل ما تستطيعون على طريقتكم وحالتكم، إني عامل مثابر على طريقتي وما وهبني ربي مِن دعوتكم إلى التوحيد، سوف تعلمون مَن منا يأتيه عذاب يذلُّه، ومَن منا كاذب في قوله، أنا أم أنتم؟ وانتظروا ما سيحل بكم إني معكم من المنتظرين. وهذا تهديد شديد لهم.
لما يئس نبي الله شعيب من استجابتهم له قال يا قوم "أعملوا علي مكانتكم" أي طريقتكم وهذا تهديد شديد "إني عامل" علي طريقتي "سوف تعملون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب" أي مني ومنكم "وارتقبوا" أي أنتظروا "إني معكم رقيب".
قوله تعالى ; ويا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل سوف تعلمون تهديد ووعيد ; وقد تقدم في " الأنعام " .من يأتيه عذاب يخزيه أي يهلكه . و " من " في موضع نصب ، مثل " يعلم المفسد من المصلح " ." ومن هو كاذب " عطف عليها . وقيل ; أي وسوف تعلمون من هو كاذب منا . وقيل ; في محل رفع ; تقديره ; ويخزي من هو كاذب . وقيل ; تقديره ومن هو كاذب فسيعلم كذبه ، ويذوق وبال أمره . وزعم الفراء أنهم إنما جاءوا ب " هو " في و " من هو كاذب " لأنهم لا يقولون من قائم ; إنما يقولون ; من قام ، ومن يقوم ، ومن القائم ; فزادوا هو ليكون جملة تقوم مقام فعل ويفعل . قال النحاس ; ويدل على خلاف هذا قوله ;[ ص; 82 ]من رسولي إلى الثريا بأني ضقت ذرعا بهجرها والكتابوارتقبوا إني معكم رقيب أي انتظروا العذاب والسخطة ; فإني منتظر النصر والرحمة .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَقال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره ، مخبرًا عن قيل شعيب لقومه; (ويا قوم اعملوا على مكانتكم)، يقول; على تمكنكم.* * *يقال منه; " الرجل يعمل على مَكينته ، ومَكِنته "، أي ; على اتئاده، ، " ومَكُن الرجل يمكُنُ مَكْنًا ومَكانةً ومَكانًا ". (15)* * *وكان بعض أهل التأويل يقول في معنى قوله; (على مكانتكم) ، على منازلكم.* * *قال أبو جعفر; فمعنى الكلام إذًا; ويا قوم اعملوا على تمكنكم من العمل الذي تعملونه، إنّي عامل على تؤدةٍ من العمل الذي أعمله ، (سوف تعلمون) ، أينا الجاني على نفسه ، والمخطئ عليها ، والمصيب في فعله المحسنُ إلى نفسه.* * *القول في تأويل قوله تعالى ; مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (93)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره ، مخبرًا عن قيل نبيّه شعيب لقومه; الذي يأتيه منّا ومنكم ، أيها القوم ، (عذاب يخزيه) ، يقول; يذله ويهينه (16) (ومن هو كاذب) ، يقول; ويُخزي أيضًا الذي هو كاذب في قيله وخبره منا ومنكم ، (وارتقبوا) ، أي ; انتظروا وتفقدوا من الرقبة.* * *يقال منه; " رقبت فلانًا أرْقُبه رِقْبَةً" . (17)* * *وقوله; (إني معكم رقيب) ، يقول; إني أيضًا ذو رقبة لذلك العذاب معكم، وناظر إليه بمن هو نازل منا ومنكم؟ (18)-------------------------الهوامش ;(15) انظر تفسير " المكانة " فيما سلف ص 12 ; 128 ، 129 ، وهنا زيادة في مصادره لا تجدها في كتب اللغة .(16) انظر تفسير " الخزي " فيما سلف من فهارس اللغة ( خزي ) .(17) انظر تفسير " الترقب " و " الرقيب " فيما سلف 7 ; 523 ، 524 / 11 ; 239 .(18) انظر تفسير " الترقب " و " الرقيب " فيما سلف 7 ; 523 ، 524 / 11 ; 239 .
{ و ْ} لما أعيوه وعجز عنهم قال: { يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ ْ} أي: على حالتكم ودينكم. { إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ ْ} ويحل عليه عذاب مقيم أنا أم أنتم، وقد علموا ذلك حين وقع عليهم العذاب. { وَارْتَقِبُوا ْ} ما يحل بي { إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ ْ} ما يحل بكم.
(الواو) عاطفة
(يا قوم) مرّ إعرابها ،
(اعملوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعلـ (على مكانة) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل اعملوا أي حاصلين على مكانتكم.. و (كم) ضمير مضاف إليه
(إنّي) حرف مشبّه بالفعل واسمه
(عامل) خبر إنّ مرفوع
(سوف) حرف استقبالـ (تعلمون) مثل تعملون ،
(من) اسم موصول فيمحلّ نصب مفعول به ،
(يأتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (الهاء) ضمير مفعول به
(عذاب) فاعل مرفوع
(يخزيه) مثل يأتيه
(الواو) عاطفة
(من) مثل الأول ومعطوف عليه
(هو) ضمير منفصل مبتدأ
(كاذب) خبر مرفوع
(الواو) عاطفة
(ارتقبوا) مثل اعملوا
(إنّي) حرف مشبّه بالفعل واسمه
(معكم) ظرف منصوب متعلّق برقيب..
و (كم) ضمير مضاف إليه
(رقيب) خبر إنّ مرفوع.
جملة: «يا قوم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة النداء المتقدّمة .
وجملة: «اعملوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «إنّي عامل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «سوف تعلمون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
وجملة: «يأتيه عذاب» لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .
وجملة: «هو كاذب» لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) الثاني.
وجملة: «ارتقبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.. وما بين المعطوف والمعطوف عليه نوع من الاعتراض.
وجملة: «إنّي معكم رقيب» لا محلّ لها تعليليّة.
- القرآن الكريم - هود١١ :٩٣
Hud11:93