الرسم العثمانييُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِى سَبْعِ بَقَرٰتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنۢبُلٰتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسٰتٍ لَّعَلِّىٓ أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ
الـرسـم الإمـلائـييُوۡسُفُ اَيُّهَا الصِّدِّيۡقُ اَ فۡتِنَا فِىۡ سَبۡعِ بَقَرٰتٍ سِمَانٍ يَّاۡكُلُهُنَّ سَبۡعٌ عِجَافٌ وَّسَبۡعِ سُنۡۢبُلٰتٍ خُضۡرٍ وَّاُخَرَ يٰبِسٰتٍ ۙ لَّعَلِّىۡۤ اَرۡجِعُ اِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَعۡلَمُوۡنَ
تفسير ميسر:
وعندما وصل الرجل إلى يوسف قال له; يوسف أيها الصديق فسِّر لنا رؤيا مَن رأى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع بقرات هزيلات، ورأى سبع سنبلات خضر وأخر يابسات؛ لعلي أرجع إلى الملك وأصحابه فأخبرهم؛ ليعلموا تأويل ما سألتك عنه، وليعلموا مكانتك وفضلك.
فقال " يوسف أيها الصديق أفتنا " وذكر المنام الذي رآه الملك فعند ذلك ذكر له يوسف عليه السلام تعبيرها من غير تعنيف للفتى في نسيانه ما وصاه به ومن غير اشتراط للخروج قبل ذلك.
" يوسف " نداء مفرد ، وكذا الصديق أي الكثير الصدق ." أفتنا " أي فأرسلوه ، فجاء إلى يوسف فقال ; أيها الصديق ! وسأله عن رؤيا الملك .لعلي أرجع إلى الناس أي إلى الملك وأصحابه . لعلهم يعلمون التعبير ، أو لعلهم يعلمون مكانك من الفضل والعلم فتخرج . ويحتمل أن يريد بالناس الملك وحده تعظيما .
وفي الكلام محذوف قد ترك ذكره استغناء بما ظهر عما ترك، وذلك; " فأرسلوه، فأتى يوسف ، فقال له "; يا يوسف، يا أيها الصديق، (8) كما;-19366 - حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق قال; قال الملك للملأ حوله; إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ ، الآية ، وقالوا له ما قال ، وسمع نبو من ذلك ما سمع ومسألته عن تأويلها، (9) ذكر يوسف وما كان عبَرَ له ولصاحبه، وما جاء من ذلك على ما قال من قوله، قال; (أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون) يقول الله ; (وادّكر بعد أمة) ، أي حقبة من الدهر ، فأتاه فقال; يا يوسف، إن الملك قد رأى كذا وكذا ، فقصّ عليه الرؤيا ، فقال فيها يوسف ما ذكر الله لنا في الكتاب، فجاءهم مثلَ فلق الصبح تأويلُها ، فخرج نبوا من عند يوسف بما أفتاهم به من تأويل رؤيا الملك ، وأخبره بما قال.* * *وقيل; إن الذي نجا منهما إنما قال; " أرسلوني" ، لأن السجن لم يكن في المدينة .* ذكر من قال ذلك;19367 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا عمرو بن محمد ، عن أسباط ، عن السدي; (وقال الذي نجا منهما وادّكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون) قال ابن عباس; لم يكن السجن في المدينة ، فانطلق الساقي إلى يوسف ، فقال; (أفتنا في سبع بقرات سمان) الآيات.* * *قوله; (أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات)، فإن معناه; أفتنا في سبع بقرات سمان رُئين في المنام، يأكلهن سبعٌ منها عجاف ، وفي سبع سنبلات خضر رئين أيضًا ، وسبع أخر منهن يابسات . فأما " السمان من البقر "، فإنها السنون المخصبة، كما;-19368 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة; (أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف)، قال; أما السمان فسنون منها مخصبة ، وأما السبع العجاف، فسنون مجدبة لا تنبت شيئًا.19369- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة; (أفتنا في سبع بقرات سمان)، فالسمان المخاصيب ، والبقرات العجاف; هي السنون المحُول الجُدُوب.* * *قوله; (وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات)، أما(الخضر) فهن السنون المخاصيب وأما(اليابسات) فهن الجدوب المحول.و " العِجاف " جمع " عَجِف " وهي المهازيل.* * *وقوله; (لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون)، يقول; كي أرجع إلى الناس فأخبرهم ، (لعلهم يعلمون) يقول; ليعلموا تأويل ما سألتك عنه من الرؤيا .----------------------الهوامش;(8) انظر تفسير" الصديق" فيما سلف 8 ; 530 - 532 / 10 ; 485 .(9) في المطبوعة والمخطوطة ;" سمع" بغير" واو" ، والصواب إثباتها .
فأرسلوه، فجاء إليه، ولم يعنفه يوسف على نسيانه، بل استمع ما يسأله عنه، وأجابه عن ذلك فقال: { يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ } أي: كثير الصدق في أقواله وأفعاله. { أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ } فإنهم متشوقون لتعبيرها، وقد أهمتهم.
(يوسف) منادى مفرد علم حذف منه أداة النداء، مبنيّ على الضمّ في محلّ نصبـ (أيّ) بدل من يوسف مبنيّ على الضمّ فيمحلّ نصب ،
(ها) حرف تنبيه
(الصدّيق) نعت لأي- أو عطف بيان- تبعه في الرفع لفظا
(أفتنا) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة.. و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل أنت
(في سبع) جارّ ومجرور متعلّق بـ (أفت) على حذف مضاف أي في رؤيا سبع..
(بقرات) مضاف إليه مجرور
(سمان) نعت لبقرات مجرور- أو لسبع-
(يأكلهنّ سبع عجاف) مرّ إعرابها ،
(الواو) عاطفة
(سبع سنبلات ... يابسات) مرّ إعرابها ،
(لعلّي) حرف مشبّه بالفعل للترجي- ناسخ- و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ
(أرجع) مضارع مرفوع، والفاعل أنا
(إلى الناس) جارّ ومجرور متعلّق بـ (أرجع) ،
(لعلّهم) مثل لعلّي
(يعلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة النداء: «يوسف ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أفتنا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «يأكلهنّ سبع ... » في محلّ جرّ نعت لبقرات أو لسبع .
وجملة: «لعلّي أرجع ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «أرجع ... » في محلّ رفع خبر لعلّ.
وجملة: «لعلّهم يعلمون» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «يعلمون» في محلّ رفع خبر لعلّهم.
- القرآن الكريم - يوسف١٢ :٤٦
Yusuf12:46