قوله تعالى ; اذهبوا بقميصي هذا نعت للقميص ، والقميص مذكر ، فأما قول الشاعر ;تدعو هوازن والقميص مفاضة فوق النطاق تشد بالأزرارفتقديره ; والقميص درع مفاضة . قاله النحاس . وقال ابن السدي عن أبيه عن مجاهد ; قال لهم يوسف ; اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا قال ; كان يوسف أعلم بالله من أن يعلم أن قميصه يرد على يعقوب بصره ، ولكن ذلك قميص إبراهيم الذي ألبسه الله في النار من حرير الجنة ، وكان كساه إسحاق ، وكان إسحاق كساه يعقوب ، وكان يعقوب أدرج ذلك القميص في قصبة من فضة وعلقه في عنق يوسف ، لما كان يخاف عليه من العين ، وأخبره جبريل بأن أرسل قميصك فإن فيه ريح الجنة ، وإن ريح الجنة لا يقع على سقيم ولا [ ص; 226 ] مبتلى إلا عوفي . وقال الحسن ; لولا أن الله تعالى أعلم يوسف بذلك لم يعلم أنه يرجع إليه بصره ، وكان الذي حمل قميصه يهوذا ، قال ليوسف ; أنا الذي حملت إليه قميصك بدم كذب فأحزنته ، وأنا الذي أحمله الآن لأسره ، وليعود إليه بصره ، فحمله ; حكاه السدي . وأتوني بأهلكم أجمعين لتتخذوا مصر دارا . قال مسروق ; فكانوا ثلاثة وتسعين ، ما بين رجل وامرأة . وقد قيل ; إن القميص الذي بعثه هو القميص الذي قد من دبره ، ليعلم يعقوب أنه عصم من الزنا ; والقول الأول أصح ، وقد روي مرفوعا من حديث أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكره القشيري والله أعلم .