الرسم العثمانيلِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِى يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوٓا أَنَّهُمْ كَانُوا كٰذِبِينَ
الـرسـم الإمـلائـيلِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِىۡ يَخۡتَلِفُوۡنَ فِيۡهِ وَ لِيَـعۡلَمَ الَّذِيۡنَ كَفَرُوۡۤا اَنَّهُمۡ كَانُوۡا كٰذِبِيۡنَ
تفسير ميسر:
يبعث الله جميع العباد؛ ليبين لهم حقيقة البعث الذي اختلفوا فيه، ويعلم الكفار المنكرون له أنهم على باطل، وأنهم كاذبون حين حلفوا أنْ لا بعث.
ثم ذكر تعالى حكمته في المعاد وقيام الأجسام يوم التناد فقال "ليبين لهم" أي للناس "الذي يختلفون فيه" أي من كل شيء "ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى" "وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين" أي في أيمانهم وأقسامهم لا يبعث الله من يموت ولهذا يدعُّون يوم القيامة إلى نار جهنم دعًّا وتقول لهم الزبانية "هذه النار التي كنتم بها تكذبون أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون".
قوله تعالى ; ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين قوله تعالى ; ليبين لهم أي ليظهر لهم .الذي يختلفون فيه أي من أمر البعث .وليعلم الذين كفروا بالبعث وأقسموا عليهأنهم كانوا كاذبين وقيل ; المعنى ولقد بعثنا في كل أمة رسولا ليبين لهم الذي يختلفون فيه ، والذي اختلف فيه المشركون والمسلمون أمور ; منها البعث ، ومنها عبادة الأصنام ، ومنها إقرار قوم بأن محمدا حق ولكن منعهم من اتباعه التقليد ; كأبي طالب .
يقول تعالى ذكره; بل ليبعثن الله من يموت وعدا عليه حقا، ليبين لهؤلاء الذين يزعمون أن الله لا يبعث من يموت ، ولغيرهم الذين يختلفون فيه من إحياء الله خلقه بعد فنائهم، وليعلم الذين جحدوا صحة ذلك ، وأنكروا حقيقته أنهم كانوا كاذبين في قيلهم; لا يبعث الله من يموت.كما حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ ) قال; للناس عامَّة.
تفسير الآيتين 39 و40 :ـ { لِيُبَيِّنَ لَهُم الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ ْ} من المسائل الكبار والصغار، فيبين حقائقها ويوضحها. { وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ ْ} حين يرون أعمالهم حسرات عليهم، وما نفعتهم آلهتهم التي يدعون مع الله من شيء لما جاء أمر ربك، وحين يرون ما يعبدون حطبا لجهنم، وتكور الشمس والقمر وتتناثر النجوم، ويتضح لمن يعبدها أنها عبيد مسخرات، وأنهن مفتقرات إلى الله في جميع الحالات، وليس ذلك على الله بصعب، ولا شديد فإنه إذا أراد شيئا قال له: كن فيكون، من غير منازعة ولا امتناع، بل يكون على طبق ما أراده وشاءه.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - النحل١٦ :٣٩
An-Nahl16:39