الرسم العثمانيلَّا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلٰهًا ءَاخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولًا
الـرسـم الإمـلائـيلَا تَجۡعَلۡ مَعَ اللّٰهِ اِلٰهًا اٰخَرَ فَتَقۡعُدَ مَذۡمُوۡمًا مَّخۡذُوۡلًا
تفسير ميسر:
لا تجعل -أيها الإنسان- مع الله شريكًا له في عبادته، فتبوء بالمذمة والخِذْلان.
يقول تعالى والمراد المكلفون من الأمة لا تجعل أيها المكلف في عبادتك ربك له شريكا "فتقعد مذموما" أي على إشراكك "مخذولا" لأن الرب تعالى لا ينصرك بل يكلك إلى الذي عبدت معه وهو لا يملك لك ضرا ولا نفعا لأن مالك الضر والنفع هو الله وحده لا شريك له. وقد قال الإمام أحمد حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا بشير ابن سليمان عن سيار أبي الحكم عن طارق بن شهاب عن عبدالله بن مسعود قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته ومن أنزلها بالله أرسل الله له بالغني إما آجلا وإما عاجلا" ورواه أبو داود والترمذي من حديث بشير بن سليمان به وقال الترمذي حسن صحيح غريب.
وقوله ; لا تجعل مع الله إلها آخر الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - والمراد أمته . وقيل ; الخطاب للإنسان .فتقعد أي تبقى .مذموما مخذولا لا ناصر لك ولا وليا .
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم; لا تجعل يا محمد مع الله شريكا في ألوهته وعبادته، ولكن أخلص له العبادة، وأفرد له الألوهة، فإنه لا إله غيره، فإنك إن تجعل معه إلها غيره، وتعبد معه سواه، تقعد مذموما; يقول; تصير ملوما على ما ضيعت من شكر الله على ما أنعم به عليك من نعمه، وتصييرك الشكر لغير من أولاك المعروف، وفي إشراكك في الحمد من لم يشركه في النعمة عليك غيره، مخذولا قد أسلمك ربك لمن بغاك سوءا، وإذا أسلمك ربك الذي هو ناصر أوليائه لم يكن لك من دونه وليّ ينصرك ويدفع عنك.كما حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولا ) يقول; مذموما في نعمة الله، وهذا الكلام وإن كان خرج على وجه الخطاب لنبيّ لله صلى الله عليه وسلم، فهو معنيّ به جميع من لزمه التكليف من عباد الله جلّ وعزّ.
أي: لا تعتقد أن أحدا من المخلوقين يستحق شيئا من العبادة ولا تشرك بالله أحدا منهم فإن ذلك داع للذم والخذلان، فالله وملائكته ورسله قد نهوا عن الشرك وذموا من عمله أشد الذم ورتبوا عليه من الأسماء المذمومة، والأوصاف المقبوحة ما كان به متعاطيه، أشنع الخلق وصفا وأقبحهم نعتا. وله من الخذلان في أمر دينه ودنياه بحسب ما تركه من التعلق بربه، فمن تعلق بغيره فهو مخذول قد وكل إلى من تعلق به ولا أحد من الخلق ينفع أحدا إلا بإذن الله، كما أن من جعل مع الله إلها آخر له الذم والخذلان، فمن وحده وأخلص دينه لله وتعلق به دون غيره فإنه محمود معان في جميع أحواله.
(لا) ناهية جازمة
(تجعل) فعل مضارع مجزوم، والفاعل أنت
(مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول ثان
(الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور
(إلها) مفعول به منصوبـ (آخر) نعت لإله منصوب ومنع من التنوين للوصفيّة ووزن أفعلـ (الفاء) فاء السببيّة
(تقعد) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، والفاعل أنت
(مذموما) حال منصوبة
(مخذولا) حال ثانية منصوبة..
والمصدر المؤوّلـ (أن تقعد) في محلّ رفع معطوف على مصدر متصيّد من النهي السابق أي: لا يكن منك جعل إله مع الله فقعود في حال الذمّ والخذلان.
جملة: «لا تجعل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تقعد ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) المضمر.
- القرآن الكريم - الإسراء١٧ :٢٢
Al-Isra'17:22