الرسم العثمانيوَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِىٓ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِۦ عَلَيْنَا وَكِيلًا
الـرسـم الإمـلائـيوَلَٮِٕنۡ شِئۡنَا لَنَذۡهَبَنَّ بِالَّذِىۡۤ اَوۡحَيۡنَاۤ اِلَيۡكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَـكَ بِهٖ عَلَيۡنَا وَكِيۡلًا
تفسير ميسر:
ولئن شئنا مَحْوَ القرآن من قلبك لَقدَرْنا على ذلك، ثم لا تجد لنفسك ناصرًا يمنعنا من فعل ذلك، أو يرد عليك القرآن.
يذكر تعالى نعمته وفضله العظيم على عبده ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم فيما أوحاه إليه من القرآن المجيد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. قال ابن مسعود رضي الله عنه يطرق الناس ريح حمراء يعني في آخر الزمان من قبل الشام فلا يبقى في مصحف رجل ولا في قلبه آية ثم قرأ ابن مسعود "ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك" الآية.
قوله تعالى ; ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلاقوله تعالى ; ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك يعني القرآن . أي كما قدرنا على إنزاله نقدر على إذهابه حتى ينساه الخلق . ويتصل هذا بقوله ; وما أوتيتم من العلم إلا قليلا أي ولو شئت أن أذهب بذلك القليل لقدرت عليه . ثم لا تجد لك به علينا وكيلا أي ناصرا يرده عليك .
يقول تعالى ذكره; ولئن شئنا لنذهبنّ بالذي آتيناك من العلم الذي أوحينا إليك من هذا القرآن لنذهبنّ به، فلا تعلمه، ثم لا تجد لنفسك بما نفعل بك من ذلك وكيلا يعني; قيِّما يقوم لك، فيمنعنا من فعل ذلك بك، ولا ناصرا ينصرك ، فيحول بيننا وبين ما نريد بك، قال; وكان عبد الله بن مسعود يتأوّل معنى ذهاب الله عزّ وجلّ به رفعه من صدور قارئيه.ذكر الرواية بذلك حدثنا أبو كريب، قال; ثنا أبو بكر بن عياش، عن عبد العزيز بن رفيع، عن بُنْدار، عن معقل، قال; قلت لعبد الله، وذكر أنه يُسرى على القرآن ، كيف وقد أثبتناه في صدورنا ومصاحفنا؟ قال; يُسرى عليه ليلا فلا يبقى منه في مصحف ولا في صدر رجل، ثم قرأ عبد الله ( وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ) .حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; ثنا ابن إسحاق بن يحيى، عن المسيب بن رافع، عن عبد الله بن مسعود ، قال; " تطرق الناسَ ريح حمراء من نحو الشام، فلا يبقى في مصحف رجل ولا قلبه آية. قال رجل; يا أبا عبد الرحمن، إني قد جمعت القرآن ، قال; لا يبقى في صدرك منه شيء. ثم قرأ ابن مسعود ( وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ )."--------------------------------------------------------
تفسير الآيتين 86 و87 :ـ يخبر تعالى أن القرآن والوحي الذي أوحاه إلى رسوله، رحمة منه عليه وعلى عباده، وهو أكبر النعم على الإطلاق على رسوله، فإن فضل الله عليه كبير، لا يقادر قدره. فالذي تفضل به عليك، قادر على أن يذهب به، ثم لا تجد رادًا يرده، ولا وكيلا بتوجه عند الله فيه. فلتغتبط به، وتقر به عينك، ولا يحزنك تكذيب المكذبين، واستهزاء الضالين، فإنهم عرضت عليهم أجل النعم، فردوها لهوانهم على الله وخذلانه لهم.
(الواو) استئنافيّة- أو عاطفة-
(اللام) موطّئة للقسم
(إن) حرف شرط جازم
(شئنا) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعلالشرط.. و (نا) ضمير فاعلـ (اللام) لام القسم
(نذهبنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع، و (النون) للتوكيد، والفاعل نحن للتعظيم
(الباء) حرف جرّ
(الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بفعل نذهبنّ
(أوحينا) مثل شئنا لا محلّ له
(إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (أوحينا) ،
(ثمّ) حرف عطف
(لا تجد.. وكيلا) مثل نظيرها ، والجارّ والمجرور
(به) متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به الجارّ
(لك) وهو المفعول الثاني.
وجملة: «شئنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة- أو معطوفة على استئناف سابق-.
وجملة: «نذهبنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
وجملة: «أوحينا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذي) .
وجملة: «لا تجد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم.
87-
(إلّا) أداة استثناء
(رحمة) منصوبة على الاستثناء المنقطع ،
(من ربّك) جارّ ومجرور متعلّق بـ (رحمة) ، و (الكاف) مضاف إليه
(إنّ) حرف مشبّه بالفعلـ (فضله) اسم إنّ منصوب، و (الهاء) مضاف إليه
(كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ
(الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (كبيرا) وهو خبر كان منصوب.وجملة: «إنّ فضله كان ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «كان عليك كبيرا» في محلّ رفع خبر إنّ.
- القرآن الكريم - الإسراء١٧ :٨٦
Al-Isra'17:86