الرسم العثمانيإِنَّ هٰذَا الْقُرْءَانَ يَهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصّٰلِحٰتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا
الـرسـم الإمـلائـياِنَّ هٰذَا الۡقُرۡاٰنَ يَهۡدِىۡ لِلَّتِىۡ هِىَ اَقۡوَمُ وَ يُبَشِّرُ الۡمُؤۡمِنِيۡنَ الَّذِيۡنَ يَعۡمَلُوۡنَ الصّٰلِحٰتِ اَنَّ لَهُمۡ اَجۡرًا كَبِيۡرًا ۙ
تفسير ميسر:
إن هذا القرآن الذي أنزلناه على عبدنا محمد يرشد الناس إلى أحسن الطرق، وهي ملة الإسلام، ويبشر المؤمنين الذين يعملون بما أمرهم الله به، وينتهون عمَّا نهاهم عنه، بأن لهم ثوابًا عظيمًا، وأن الذين لا يصدقون بالدار الآخرة وما فيها من الجزاء أعددنا لهم عذابًا موجعًا في النار.
يمدح تعالى كتابه العزيز الذي أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وهو القرآن بأنه يهدي لأقوم الطرق وأوضح السبل ويبشر المؤمنين به الذين يعملون الصالحات على مقتضاه. "أن لهم أجرا كبيرا" أي يوم القيامة.
قوله تعالى ; إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا[ ص; 203 ] لما ذكر المعراج ذكر ما قضى إلى بني إسرائيل ، وكان ذلك دلالة على نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - ، ثم بين أن الكتاب الذي أنزله الله عليه سبب اهتداء . ومعنى للتي هي أقوم أي الطريقة التي هي أسد وأعدل وأصوب ; ف التي نعت لموصوف محذوف ، أي الطريقة إلى نص أقوم . وقال الزجاج ; للحال التي هي أقوم الحالات ، وهي توحيد الله والإيمان برسله . وقاله الكلبي والفراء .قوله تعالى ; ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات تقدم . أن لهم في موضع نصب ب يبشر وقال الكسائي وجماعة من البصريين ; أن في موضع خفض بإضمار الباء . أي بأن لهم .أجرا كبيرا أي الجنة .
يقول تعالى ذكره; إن هذا القرآن الذي أنـزلناه على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يرشد ويسدّد من اهتدى به (لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) يقول; للسبيل التي هي أقوم من غيرها من السبل ، وذلك دين الله الذي بعث به أنبياءه وهو الإسلام، يقول جلّ ثناؤه; فهذا القرآن يهدي عباد الله المهتدين به إلى قصد السبيل التي ضل عنها سائر أهل الملل المكذبين به.كما حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; قال ابن زيد، في قوله ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) قال; التي هي أصوب; هو الصواب وهو الحقّ؛ قال; والمخالف هو الباطل. وقرأ قول الله تعالى فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ قال; فيها الحقّ ليس فيها عوج. وقرأ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا * قَيِّمًا يقول; قيما مستقيما.وقوله (وَيُبَشِّرُ المُؤْمِنِينَ) يقول; ويبشر أيضا مع هدايته من اهتدى به للسبيل الأقصد الذين يؤمنون بالله ورسوله، ويعملون في دنياهم بما أمرهم الله به، وينتهون عما نهاهم عنه بأن (لَهُمْ أجْرًا) من الله على إيمانهم وعملهم الصالحات ( كَبِيرًا ) يعني ثوابا عظيما، وجزاء جزيلا وذلك هو الجنة التي أعدّها الله تعالى لمن رضي عمله.كما حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جريج ( أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ) قال; الجنة، وكلّ شيء في القرآن أجر كبير، أجر كريم، ورزق كريم فهو الجنة،وأن في قوله ( أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ) نصب بوقوع البشارة عليها، وأن الثانية معطوفة عليها.
يخبر تعالى عن شرف القرآن وجلالته وأنه { يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } أي: أعدل وأعلى من العقائد والأعمال والأخلاق، فمن اهتدى بما يدعو إليه القرآن كان أكمل الناس وأقومهم وأهداهم في جميع أموره. { وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ } من الواجبات والسنن، { أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا } أعده الله لهم في دار كرامته لا يعلم وصفه إلا هو.
(إنّ) حرف مشبّه بالفعلـ (ها) حرف تنبيه
(ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ
(القرآن) بدل من ذا- أو عطف بيان- منصوبـ (يهدي) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو ،
(اللام) حرف جرّ
(التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بـ (يهدي) ،
(هي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(أقوم) خبر مرفوع
(الواو) عاطفة
(يبشّر) مثل يهدي
(المؤمنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء
(الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت للمؤمنين
(يعملون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. و (الواو) فاعلـ (الصالحات) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الكسرة
(أنّ) حرف توكيد ونصبـ (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر أنّ
(أجرا) اسم أنّ منصوبـ (كبيرا) نعت لـ (أجرا) منصوب.
والمصدر المؤوّلـ (أنّ لهم أجرا..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو الباء أي بأنّ لهم أجرا متعلّق بـ (يبشّر) .
جملة: «إنّ هذا القرآن ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يهدي ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «هي أقوم ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (التي) .
وجملة: «يبشّر ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يهدي .
وجملة: «يعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
10-
(الواو) عاطفة
(أنّ) مثل الأولـ (الذين) موصول اسم أنّ
(لا) نافية
(يؤمنون) مثل يعملون
(بالآخرة) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يؤمنون) ،
(أعتدنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير فاعلـ (لهم) مثل الأول متعلّق بـ (أعتدنا) ،
(عذابا) مفعول به منصوبـ (أليما) نعت لـ (عذابا) منصوب.
والمصدر المؤوّلـ (أنّ الذين..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بما تعلّق به المصدر المؤوّل الأول فهو معطوف عليه .وجملة: «لا يؤمنون ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «أعتدنا ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
- القرآن الكريم - الإسراء١٧ :٩
Al-Isra'17:9