الرسم العثمانيوَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوٓا إِذْ جَآءَهُمُ الْهُدٰىٓ إِلَّآ أَن قَالُوٓا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَّسُولًا
الـرسـم الإمـلائـيوَمَا مَنَعَ النَّاسَ اَنۡ يُّؤۡمِنُوۡۤا اِذۡ جَآءَهُمُ الۡهُدٰٓى اِلَّاۤ اَنۡ قَالُـوۡۤا اَبَعَثَ اللّٰهُ بَشَرًا رَّسُوۡلًا
تفسير ميسر:
وما منع الكفارَ من الإيمان بالله ورسوله وطاعتهما، حين جاءهم البيان الكافي من عند الله، إلا قولهم جهلا وإنكارًا; أبعث الله رسولا من جنس البشر؟
يقول تعالى "وما منع الناس" أي أكثرهم "أن يؤمنوا" ويتابعوا الرسل إلا استعجابهم من بعثه البشر رسلا كما قال تعالى "أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم" وقال تعالى "ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا" الآية وقال فرعون وملأه "أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون" وكذلك قالت الأمم لرسلهم "إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فائتونا بسلطان مبين" والآيات في هذا كثيرة ثم قال تعالى منبها على لطفه ورحمته بعباده أنه يبعث إليهم الرسول من جنسهم ليفقهوا عنه ويفهموا منه لتمكنهم من مخاطبته ومكالمته ولو بعث إلى البشر رسولا من الملائكة لما استطاعوا مواجهته ولا الأخذ عنه كما قال تعالى "لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم" وقال تعالى "لقد جاءكم رسول من أنفسكم" وقال تعالى "كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون فاذكروني أذكركم وأشكروا لي ولا تكفرون".
قوله تعالى ; وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا [ ص; 298 ] قوله تعالى ; وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى يعني الرسل والكتب من عند الله بالدعاء إليه . " فأن " الأولى في محل نصب بإسقاط حرف الخفض . و " أن " الثانية في محل رفع " بمنع " أي وما منع الناس من أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا قولهم أبعث الله بشرا رسولا .
يقول تعالى ذكره; وما منع يا محمد مشركي قومك الإيمان بالله، وبما جئتهم به من الحقّ( إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى ) يقول; إذ جاءهم البيان من عند الله بحقيقة ما تدعوهم وصحة ما جئتهم به، إلا قولهم جهلا منهم ( أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولا ) فإن الأولى في موضع نصب بوقوع منع عليها، والثانية في موضع رفع، لأن الفعل لها.
تفسير الآيتين 93 و 94 :ـ { أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ } أي: مزخرف بالذهب وغيره { أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ } رقيًا حسيًا، { و } ومع هذا فـ { وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ } ولما كانت هذه تعنتات وتعجيزات؛ وكلام أسفه الناس وأظلمهم، المتضمنة لرد الحق وسوء الأدب مع الله، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي يأتي بالآيات، أمره الله أن ينزهه فقال: { قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي } عما تقولون علوًا كبيرًا، وسبحانه أن تكون أحكامه وآياته تابعة لأهوائهم الفاسدة، وآرائهم الضالة. { هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا } ليس بيده شيء من الأمر. وهذا السبب الذي منع أكثر الناس من الإيمان، حيث كانت الرسل التي ترسل إليهم من جنسهم بشرًا. وهذا من رحمته بهم، أن أرسل إليهم بشرًا منهم، فإنهم لا يطيقون التلقي من الملائكة.
(الواو) استئنافيّة
(ما) نافية
(منع) فعل ماض
(الناس) مفعول به مقدّم منصوبـ (أن) حرف مصدريّ ونصبـ (يؤمنوا) مضارع منصوب، وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) فاعلـ (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بـ (يؤمنوا) ،
(جاءهم) مثل منع.. و (هم) ضمير مفعول به
(الهدى) فاعل جاء مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف
(إلّا) أداة حصر
(أن) حرف مصدريّ
(قالوا) فعل ماض وفاعله
(الهمزة) للاستفهام التعجبّي
(بعث) مثل منع
(الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع
(بشرا) حال من(رسولا) منصوبة
(رسولا) مفعول به منصوب.
والمصدر المؤوّلـ (أن يؤمنوا ... ) في محلّ نصب مفعول به ثان عامله منع.
والمصدر المؤوّلـ (أن قالوا..) في محلّ رفع فاعل منع.
جملة: «منع ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يؤمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «جاءهم الهدى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) الثاني.
وجملة: «أبعث الله ... » في محلّ نصب مقول القول.
95-
(قل) فعل أمر والفاعل أنت
(لو) حرف شرط غير جازم
(كان) فعل ماض ناقص- ناسخ-
(في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بخبر مقدّم
(ملائكة) اسم كان مرفوع
(يمشون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعلـ (مطمنّين) حال منصوبة من فاعل يمشون
(اللام) واقعة في جواب لو (نزّلنا) فعل ماض وفاعله
(على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (نزّل)
(من السماء) جارّومجرور متعلّق بـ (نزّلنا) ،
(ملكا) حال منصوبة من(رسولا) المفعول به لفعل نزّلنا.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «كان في الأرض ملائكة ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يمشون ... » في محلّ رفع نعت لملائكة.
وجملة: «نزّلنا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
96-
(قل) مثل الأولـ (كفى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف
(بالله) مجرور لفظا بالباء ومرفوع محلّا فاعل كفى
(شهيدا) تمييز منصوب ،
(بيني) ظرف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء متعلّق بـ (شهيدا) .. و (الياء) مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(بينكم) معطوف على الظرف الأول ويعرب مثله، ويتعلّق بما تعلّق به وعلامة النصب الفتحة الظاهرة،
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ
(كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (بعباده) جارّ ومجرور متعلّق بـ (خبيرا- بصيرا) .. و (الهاء) مضاف إليه
(خبيرا) خبر كان منصوبـ (بصيرا) خبر ثان منصوب.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
وجملة: «كفى بالله ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّه كان ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كان بعباده خبيرا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
- القرآن الكريم - الإسراء١٧ :٩٤
Al-Isra'17:94