الرسم العثمانيوَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيٰوةِ الدُّنْيَا كَمَآءٍ أَنزَلْنٰهُ مِنَ السَّمَآءِ فَاخْتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيٰحُ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلٰى كُلِّ شَىْءٍ مُّقْتَدِرًا
الـرسـم الإمـلائـيوَاضۡرِبۡ لَهُمۡ مَّثَلَ الۡحَيٰوةِ الدُّنۡيَا كَمَآءٍ اَنۡزَلۡنٰهُ مِنَ السَّمَآءِ فَاخۡتَلَطَ بِهٖ نَبَاتُ الۡاَرۡضِ فَاَصۡبَحَ هَشِيۡمًا تَذۡرُوۡهُ الرِّيٰحُ ؕ وَكَانَ اللّٰهُ عَلٰى كُلِّ شَىۡءٍ مُّقۡتَدِرًا
تفسير ميسر:
واضرب أيها الرسول للناس -وبخاصة ذوو الكِبْر منهم - صفة الدنيا التي اغترُّوا بها في بهجتها وسرعة زوالها، فهي كماء أنزله الله من السماء فخرج به النبات بإذنه، وصار مُخْضرًّا، وما هي إلا مدة يسيرة حتى صار هذا النبات يابسًا متكسرًا تنسفه الرياح إلى كل جهة. وكان الله على كل شيء مقتدرًا، أي; ذا قدرة عظيمة على كل شيء.
يقول تعالى " واضرب " يا محمد للناس مثل الحياة الدنيا في زوالها وفنائها وانقضائها " كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض " أي ما فيها من الحب فشب وحسن وعلاه الزهر والنور والنضرة ثم بعد هذا كله "أصبح هشيمًا " يابسًا " تذروه الرياح " أي تفرقه وتطرحه ذات اليمين وذات الشمال " وكان الله على كل شيء مقتدرًا " أي هو قادر على هذه الحال وهذه الحال وكثيرًا ما يضرب الله مثل الحياة الدنيا بهذا المثل كما قال تعالى في سورة يونس " إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام " الآية وقال في الزمر " ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به زرعًا مختلفًا ألوانه " الآية وقال في سورة الحديد " اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته " الآية وفي الحديث الصحيح " الدنيا خضرة حلوة ".
قوله تعالى ; واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا قوله تعالى ; واضرب لهم مثل الحياة الدنيا أي صف لهؤلاء المتكبرين الذين سألوك [ ص; 368 ] طرد فقراء المؤمنين مثل الحياة الدنيا ، أي شبهها .كماء أنزلناه من السماء فاختلط به أي بالماء .نبات الأرض حتى استوى . وقيل ; إن النبات اختلط بعضه ببعض حين نزل عليه الماء ; لأن النبات إنما يختلط ويكثر بالمطر . وقد تقدم هذا المعنى في " يونس " مبينا . وقالت الحكماء ; إنما شبه - تعالى - الدنيا بالماء لأن الماء لا يستقر في موضع ، كذلك الدنيا لا تبقى على واحد ، ولأن الماء لا يستقيم على حالة واحدة كذلك الدنيا ، ولأن الماء لا يبقى ويذهب كذلك الدنيا تفنى ، ولأن الماء لا يقدر أحد أن يدخله ولا يبتل كذلك الدنيا لا يسلم أحد دخلها من فتنتها وآفتها ، ولأن الماء إذا كان بقدر كان نافعا منبتا ، وإذا جاوز المقدار كان ضارا مهلكا ، وكذلك الدنيا الكفاف منها ينفع وفضولها يضر . وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له رجل ; يا رسول الله ، إني أريد أن أكون من الفائزين ; قال ; ذر الدنيا وخذ منها كالماء الراكد فإن القليل منها يكفي والكثير منها يطغي . وفي صحيح مسلم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ; قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما أتاه .فأصبح أي النبات .هشيما أي متكسرا من اليبس متفتتا ، يعني بانقطاع الماء عنه ، فحذف ذلك إيجازا لدلالة الكلام عليه . والهشم ; كسر الشيء اليابس . والهشيم من النبات اليابس المتكسر ، والشجرة البالية يأخذها الحاطب كيف يشاء . ومنه قولهم ; ما فلان إلا هشيمة كرم ; إذا كان سمحا . ورجل هشيم ; ضعيف البدن . وتهشم عليه فلان إذا تعطف . واهتشم ما في ضرع الناقة إذا احتلبه . ويقال ; هشم الثريد ; ومنه سمي هاشم بن عبد مناف واسمه عمرو ، وفيه يقول عبد الله بن الزبعرى ;عمرو العلا هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجافوكان سبب ذلك أن قريشا أصابتهم سنون ذهبن بالأموال فخرج هاشم إلى الشام فأمر بخبز كثير فخبز له ، فحمله في الغرائر على الإبل حتى وافى مكة ، وهشم ذلك الخبز ، يعني كسره وثرده ، ونحر تلك الإبل ، ثم أمر الطهاة فطبخوا ، ثم كفأ القدور على الجفان فأشبع أهل مكة ; فكان ذلك أول الحباء بعد السنة التي أصابتهم ; فسمي بذلك هاشما .تذروه الرياح أي تفرقه ; قاله أبو عبيدة . ابن قتيبة ; تنسفه . ابن كيسان ; تذهب به وتجيء . ابن عباس ; تديره ; والمعنى متقارب . وقرأ طلحة بن مصرف " تذريه الريح " . قال الكسائي ; وفي قراءة [ ص; 369 ] عبد الله " تذريه " . يقال ; ذرته الريح تذروه ذروا و [ تذريه ] ذريا وأذرته تذريه إذراء إذا طارت به . وحكى الفراء ; أذريت الرجل عن فرسه أي قلبته . وأنشد سيبويه والفراء ;فقلت له صوب ولا تجهدنه فيذرك من أخرى القطاة فتزلققوله تعالى ; وكان الله على كل شيء مقتدرا من الإنشاء والإفناء والإحياء ، سبحانه .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (45)يقول عزّ ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم; واضرب لحياة هؤلاء المستكبرين الذين قالوا لك; اطرد عنك هؤلاء الذين يدعون ربهم بالغداة والعشيّ، إذا نحن جئناك الدنيا منهم مثلا يقول; شبها( كَمَاءٍ أَنـزلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ ) يقول; كمطر أنـزلناه من السماء ( فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ ) يقول; فاختلط بالماء نبات الأرض ( فَأَصْبَحَ هَشِيمًا ) يقول; فأصبح نبات الأرض يابسا متفتتا( تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ) يقول تطيره الرياح وتفرّقه ، يقال منه; ذَرَته الريح تَذْروه ذَرْوًا، وذَرتْه ذَرْيا، وأذرته تذْرِيهِ إذراء ، كما قال الشاعر;فَقُلْــتُ لَــهُ صَـوّبْ ولا تُجْهِدَنَّـهُفَيُـذْرِكَ مِـنْ أُخْـرَى القَطـاةِ فَتزْلَقِ (7)يقال; أذريت الرجل عن الدابة والبعير; إذا ألقيته عنه.وقوله; (وكان الله على كل شيء مقتدرا) يقول; وكان الله على تخريب جنة هذا القائل حين دخل جنته; مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وإهلاك أموال ذي الأَمْوَالِ الباخلين بها عن حقوقها، وإزالة دنيا الكافرين به عنهم، وغير ذلك مما يشاء قادر، لا يعجزه شيء أراده، ولا يعْييه أمر أراده.يقول; فلا يفخر ذو الأموال بكثرة أمواله، ولا يستكبر على غيره بها، ولا يغترنّ أهل الدنيا بدنياهم، فإنما مَثَلُها مثل هذا النبات الذي حَسُن استواؤه بالمطر، فلم يكن إلا رَيْثَ أن انقطع عنه الماء، فتناهى نهايته، عاد يابسا تذروه الرياح، فاسدا، تنبو عنه أعين الناظرين ، ولكن ليعمل للباقي الذي لا يفنى، والدائم الذي لا يبيد ولا يتغير.--------------------------------------------------------------------------------الهوامش;(1) البيت من شواهد النحويين ، على أن ثبوت ألف " أنا " في الوصل عند غير بني تميم لا يكون إلا في ضرورة الشعر . ( خزانة الأدب للبغدادي 2 ; 390 ) ثم قال ; قال ابن جني في شرح تصريف المازني ; أما الألف في " أنا " في الوقف فزائدة ، ليست بأصل ؛ ألا ترى أنك تقول في الوصل ; أن زيد ، كما قال تعالى ; إِنِّي أَنَا رَبُّكَ تكتب بألف بعد النون ، وليست الألف في اللفظ ، وإنما كتبت على الوقف ، فصار سقوط الألف في الوصل ، كسقوط الهاء التي تلحق في الوقف لبيان الحركة في الوصل وبينت الحركة بالألف كما بينت بالهاء ، لأن الهاء مجاورة للألف . ا هـ . و " حميدا " بدل من الياء في اعرفوني ، يروى مصغرا ومكبرا . وفي الصحاح ; " جميعا في موضع " حميدا " . وتذريت السنام ; علوته . ونسب ياقوت هذا البيت في حاشية الصحاح إلى حميد بن بحدل ، شاعر . وهو حميد بن حريث بن بحدل ، من بني كلب بن وبرة ، ينتهي نسبه إلى قضاعة . وهو شاعر إسلامي ، كانت عمته ميسون بنت بحدل ، أم يزيد بن معاوية .(2) البيت لعمرو بن كلثوم فارس تغلب وسيدها ، من معلقته المشهورة ، ورواية الشطر الأول منه في شرح التبريزي والزوزني وجمهرة أشعار العرب طبع القاهرة ; " تركنا الخيل عاكفة عليه " . قال الزوزني ; الصفون ; جمع صافن . وقد صفن الفرس يصفن صفونا ; إذا قام على ثلاث ، وثنى سنبكه الرابع . يقول ; قتلناه ، وحبسنا خيلنا عليه ، وقد قلدناها أعنتها في حال صفونها عنده . والبيت من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن ( 1 ; 403 ) قال ; " أو يصبح ماؤها غورا " أي غائرا . وللعرب قد تصف الفاعل بمصدره ، وكذلك الاثنين والجمع ، على لفظ المصدر قال عمرو بن كلثوم " تظل جياده نوحا عليه " . . . البيت ; أي نائحات .(3) البيت من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن ( 1 ; 404 ) قال بعد الشاهد السابق ; وقال باك يبكي هشام بن المغيرة ; " هريقي . . . البيت " قال خفقه لعله هشام بن عقبة بن عمارة بن الوليد بن المغيرة المخزومي . ا هـ . والشاهد فيه كالشاهد في البيت الذي قبله ، يريد بقوله " نوحا " . نائحات ، وهذا في المصدر كثير . وضباع مرخم ضباعة ; اسم امرأة .(4) البيت للعجاج من أرجوزة له مطولة ( أراجيز العرب للسيد محمد توفيق البكري طبعة القاهرة سنة 1346 ص 184 ) وقبله ;* يحـــوذهن ولــه حــوذي ** خـوف الخـلاص وهـو أجنبي ** كمــا يحــوذ الفئـة الكـمي *وقال في شرحه ; ويحوذ ; يسوق ويطرد . وله حوذي ; أي له ما يطردهن به . والكمي ; الشجاع . وأجنبي ; أي مجانب لهن ، متخوف ، ولا يمكنهن من نفسه . ا هـ . و ( في اللسان ; حوذ ) حاذ الإبل يحوذها ; إذا حازها وجمعها ليسوقها . وحاذه يحوذه حوذا ; غلبه ، وحاذ الحمار أتنه ; إذا استولى عليها وجمعها ، وكذلك حازها ، والفئة ; الفرقة والجماعة من الناس في الأصل ، والطائفة التي تقيم وراء الجيش ، فإن كل عليهم خوف أو هزيمة التجئوا إليهم .(5) لعل كلمة " بطول " هذه مقحمة من قلم الناسخ ، وأن الأصل ، لا الباطل ألوهيته . . . ألخ .(6) سقط من قلم الناسخ القراءة الثانية ، وهي ; عقبا ، بضم العين والقاف .(7) البيت لامرئ القيس بن حجر ( مختار الشعر الجاهلي طبعة مصطفى البابي الحلبي بشرح مصطفى السقا ص 125 ) قال في شرحه ; فيدرك ; يصرعك ويلقك ؛ يقال ; أذريت الشيء عن الشيء ; إذا والقطاة ; مقعد الرديف. يقول ; قلت للغلام ; صواب الفرس نحو القصد ، وخذ عفوه ، ولا تحمله على سرعة العدو ، فيلقيك من آخر القطاة . ويروى ; من أعلى القطاة .
يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم أصلا، ولمن قام بوراثته بعده تبعا: اضرب للناس مثل الحياة الدنيا ليتصوروها حق التصور، ويعرفوا ظاهرها وباطنها، فيقيسوا بينها وبين الدار الباقية، ويؤثروا أيهما أولى بالإيثار. وأن مثل هذه الحياة الدنيا، كمثل المطر، ينزل على الأرض، فيختلط نباتها، تنبت من كل زوج بهيج، فبينا زهرتها وزخرفها تسر الناظرين، وتفرح المتفرجين، وتأخذ بعيون الغافلين، إذ أصبحت هشيما تذروه الرياح، فذهب ذلك النبات الناضر، والزهر الزاهر، والمنظر البهي، فأصبحت الأرض غبراء ترابا، قد انحرف عنها النظر، وصدف عنها البصر، وأوحشت القلب، كذلك هذه الدنيا، بينما صاحبها قد أعجب بشبابه، وفاق فيها على أقرانه وأترابه، وحصل درهمها ودينارها، واقتطف من لذته أزهارها، وخاض في الشهوات في جميع أوقاته، وظن أنه لا يزال فيها سائر أيامه، إذ أصابه الموت أو التلف لماله، فذهب عنه سروره، وزالت لذته وحبوره، واستوحش قلبه من الآلام وفارق شبابه وقوته وماله، وانفرد بصالح، أو سيئ أعماله، هنالك يعض الظالم على يديه، حين يعلم حقيقة ما هو عليه، ويتمنى العود إلى الدنيا، لا ليستكمل الشهوات، بل ليستدرك ما فرط منه من الغفلات، بالتوبة والأعمال الصالحات، فالعاقل الجازم الموفق، يعرض على نفسه هذه الحالة، ويقول لنفسه: قدري أنك قد مت، ولا بد أن تموتي، فأي: الحالتين تختارين؟ الاغترار بزخرف هذه الدار، والتمتع بها كتمتع الأنعام السارحة، أم العمل، لدار أكلها دائم وظلها، وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين؟ فبهذا يعرف توفيق العبد من خذلانه، وربحه من خسرانه
(الواو) استئنافيّة
(اضرب لهم مثل) مرّ إعرابها ،
(الحياة) مضاف إليه مجرور
(الدنيا) نعت للحياة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدرة على الألف
(كماء) جارّ ومجرور متعلّق بمفعول به ثان عامله اضرب بمعنى اجعلـ (أنزلناه) فعل ماض وفاعله ومفعوله
(من السماء) جارّ ومجرور متعلّق بـ (أنزلناه) ،
(الفاء) عاطفة
(اختلط) فعل ماض
(الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (اختلط) ،
(نبات) فاعل مرفوع
(الأرض) مضاف إليه مجرور
(الفاء) عاطفة
(أصبح) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي النبات
(هشيما) خبر أصبح منصوبـ (تذروه) مضارع مرفوع
(الرياح) فاعل مرفوع.. و (الهاء) في(تذروه) ضمير مفعول به
(الواو) استئنافيّة
(كان) مثل أصبح
(الله) لفظ الجلالة اسم كان
(على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق بـ (مقتدرا) وهو خبر كان منصوب.
جملة: «اضرب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أنزلناه ... » في محلّ جرّ نعت لـ (ماء) .
وجملة: «اختلط.. نبات.....» في محلّ جرّ معطوفة على جملة أنزلناه.
وجملة: «أصبح ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة اختلط.
وجملة: «تذروه الرياح ... » في محلّ نصب نعت لـ (هشيما) .
وجملة: «كان الله ... مقتدرا» لا محلّ لها استئنافيّة.
- القرآن الكريم - الكهف١٨ :٤٥
Al-Kahf18:45