الرسم العثمانييٰٓأَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطٰنَ ۖ إِنَّ الشَّيْطٰنَ كَانَ لِلرَّحْمٰنِ عَصِيًّا
الـرسـم الإمـلائـييٰۤـاَبَتِ لَا تَعۡبُدِ الشَّيۡطٰنَ ؕ اِنَّ الشَّيۡطٰنَ كَانَ لِلرَّحۡمٰنِ عَصِيًّا
تفسير ميسر:
يا أبت، لا تطع الشيطان فتعبد هذه الأصنام؛ إن الشيطان كان للرحمن مخالفًا مستكبرًا عن طاعة الله.
"يا أبت لا تعبد الشيطان" أي لا تطعه في عبادتك هذه الأصنام فإنه هو الداعي إلى ذلك والراضي به كما قال تعالى "ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين" وقال "إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا" وقوله "إن الشيطان كان للرحمن عصيا" أي مخالفا مستكبرا عن طاعة ربه فطرده وأبعده فلا تتبعه تصر مثله.
يا أبت لا تعبد الشيطان أي لا تطعه فيما يأمرك به من الكفر ، ومن أطاع شيئا في معصية فقد عبده .إن الشيطان كان للرحمن عصيا ( كان ) صلة زائدة ، وقيل ; بمعنى صار . وقيل بمعنى الحال أي هو للرحمن . وعصيا وعاص بمعنى واحد قاله الكسائي .
يقول تعالى ذكره; يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان لله عاصيا ، والعصيّ هو ذو العصيان، كما العليم ذو العلم ، وقد قال قوم من أهل العربية; العصيّ; هو العاصي، والعليم هو العالم، والعريف هو العارف، واستشهدوا لقولهم ذلك، بقول طريف بن تميم العنبريّ ;أو كُلَّمـــا وَرَدَتْ عُكــاظَ قَبيلَــةٌبَعَثُــوا إلــيَّ عَــرِيفُهُمْ يَتَوَسَّــمُ (2)وقالوا; قال عريفهم وهو يريد; عارفهم، والله أعلم.------------------------الهوامش;(2) البيت في ( اللسان ; عرف ) ونسبه إلى طريف بن مالك العنبري ، وقيل طريف بن عمرو . قال ; والعريف والعارف بمعنى ، مثل عليم وعالم . وقال سيويه ; هو فعيل بمعنى فاعل ، كقولهم ضريب قداح . والجمع عرفاء .
{ يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ْ} لأن من عبد غير الله، فقد عبد الشيطان، كما قال تعالى: { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ْ} { إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا ْ} فمن اتبع خطواته، فقد اتخذه وليا وكان عاصيا لله بمنزلة الشيطان. وفي ذكر إضافة العصيان إلى اسم الرحمن، إشارة إلى أن المعاصي تمنع العبد من رحمة الله، وتغلق عليه أبوابها،.كما أن الطاعة أكبر الأسباب لنيل رحمته.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - مريم١٩ :٤٤
Maryam19:44