الرسم العثمانيتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِى نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا
الـرسـم الإمـلائـيتِلۡكَ الۡجَـنَّةُ الَّتِىۡ نُوۡرِثُ مِنۡ عِبَادِنَا مَنۡ كَانَ تَقِيًّا
تفسير ميسر:
تلك الجنة الموصوفة بتلك الصفات، هي التي نورثها ونعطيها عبادنا المتقين لنا، بامتثال أوامرنا واجتناب نواهينا.
وقوله "تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا" أي هذه الجنة التي وصفنا بهذه الصفات العظيمة هي التي نورثها عبادنا المتقين وهم المطيعون لله عز وجل في السراء والضراء والكاظمون الغيظ والعافون عن الناس وكما قال تعالى في أول سورة المؤمنون "قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون" إلى أن قال "الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون".
قوله تعالى ; تلك الجنة التي أي هذه الجنة التي وصفنا أحوال أهلها نورث بالتخفيف . وقرأ يعقوب ( نورث ) بفتح الواو وتشديد الراء . والاختيار التخفيف ؛ لقوله [ ص; 52 ] تعالى ; ثم أورثنا الكتاب . من عبادنا من كان تقيا قال ابن عباس ; أي من اتقاني وعمل بطاعتي . وقيل ; هو على التقديم والتأخير ، تقديره نورث من كان تقيا من عبادنا .
يقول تعالى ذكره; هذه الجنة التي وصفت لكم أيها الناس صفتها، هي الجنة التي نورثها، يقول; نورث مساكن أهل النار فيها( مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا ) يقول; من كان ذا اتقاء عذاب الله بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه.
فتلك الجنة التي وصفناها بما ذكر { الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا } أي: نورثها المتقين، ونجعلها منزلهم الدائم، الذي لا يظعنون عنه، ولا يبغون عنه حولا، كما قال تعالى: { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }
(تلك) اسم إشارة مبني على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ
(الجنّة) بدل من تلك مرفوع
(التي) موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ ،
(من عبادنا) متعلّق بحال من الموصول الآتي
(من) - نعت تقدّم على المنعوت-
(من) موصول مفعول نورث في محلّ نصب.
جملة: «تلك الجنّة التي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نورث ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (التي) .
وجملة: «كان تقيّا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .
- القرآن الكريم - مريم١٩ :٦٣
Maryam19:63