الرسم العثمانييٰزَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلٰمٍ اسْمُهُۥ يَحْيٰى لَمْ نَجْعَل لَّهُۥ مِن قَبْلُ سَمِيًّا
الـرسـم الإمـلائـييٰزَكَرِيَّاۤ اِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلٰمِ اۨسۡمُهٗ يَحۡيٰى ۙ لَمۡ نَجۡعَلْ لَّهٗ مِنۡ قَبۡلُ سَمِيًّا
تفسير ميسر:
يا زكريا إنَّا نبشرك بإجابة دعائك، قد وهبنا لك غلامًا اسمه يحيى، لم نُسَمِّ أحدًا قبله بهذا الاسم.
هذا الكلام يتضمن محذوفا وهو أنه أجيب إلى ما سأل في دعائه فقيل له "يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى" كما قال تعالى "هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين" وقوله "لم نجعل له من قبل سميا". قال قتادة وابن جريج وابن زيد; أي لم يسم أحد قبله بهذا الاسم واختاره ابن جرير رحمه الله وقال مجاهد "لم نجعل له من قبل سميا" أي شبيها أخذه من معنى قوله "فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا" أي شبيها وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أي لم تلد العواقر قبله مثله وهذا دليل على أن زكريا عليه السلام كان لا يولد له وكذلك امرأته كانت عاقرا من أول عمرها بخلاف إبراهيم وسارة عليهما السلام فإنهما إنما تعجبا من البشارة بإسحاق لكبرهما لا لعقرهما ولهذا قال "أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون" مع أنه كان قد ولد له قبله إسماعيل بثلاث عشرة سنة وقالت امرأته "يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد".
قوله تعالى ; يا زكريا في الكلام حذف ؛ أي فاستجاب الله دعاءه فقال ; يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى فتضمنت هذه البشرى ثلاثة أشياء ; أحدها ; إجابة دعائه وهي كرامة . الثاني ; إعطاؤه الولد وهو قوة . الثالث ; أن يفرد بتسميته ؛ وقد تقدم معنى تسميته في ( آل عمران ) . وقال مقاتل ; سماه يحيى لأنه حيي بين أب شيخ وأم عجوز ؛ وهذا فيه نظر ؛ لما تقدم من أن امرأته كانت عقيما لا تلد . والله أعلم .قوله تعالى ; لم نجعل له من قبل سميا أي لم نسم أحدا قبل يحيى بهذا الاسم ؛ قاله ابن عباس وقتادة وابن أسلم والسدي . ومن عليه تعالى بأن لم يكل تسميته إلى الأبوين . وقال مجاهد وغيره ; سميا معناه مثلا ونظيرا ، وهو مثل قوله تعالى ; هل تعلم له سميا معناه مثلا ونظيرا كأنه من المساماة والسمو ؛ وهذا فيه بعد ؛ لأنه لا يفضل على إبراهيم ؛ وموسى ؛ اللهم إلا أن يفضل في خاص كالسؤدد والحصر حسب ما تقدم بيانه ( في آل عمران ) .وقال ابن عباس أيضا ; معناه لم تلد العواقر مثله ولدا . قيل ; إن الله تعالى اشترط القبل ، لأنه أراد أن يخلق بعده أفضل منه وهو محمد - صلى الله عليه وسلم - . وفي هذه الآية دليل وشاهد على أن الأسامي السنع جديرة بالأثرة ، وإياها كانت العرب تنتحي في التسمية لكونها أنبه وأنزه عن النبز حتى قال قائل ;سنع الأسامي مسبلي أزر حمر تمس الأرض بالهدبوقال رؤبة للنسابة البكري وقد سأله عن نسبه ; أنا ابن العجاج ؛ فقال ; قصرت وعرفت .
يقول تعالى ذكره; فاستجاب له ربه، فقال له; يا زكريا إنا نبشرك بهبتنا لك غلاما اسمه يحيى.كان قتادة يقول; إنما سماه الله يحيى لإحيائه إياه بالإيمان.حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى ) عبد أحياه الله للإيمان.وقوله ( لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا ) اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم معناه لم تلد مثله عاقر قط.* ذكر من قال ذلك;حدثني عليّ، قال; ثنا عبد الله، قال; ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ليحيى ( لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا ) يقول; لم تلد العواقر مثله ولدا قط.وقال آخرون; بل معناه; لم نجعل له من قبله مثلا.* ذكر من قال ذلك;حدثنا محمد بن المثنى، قال; ثنا أبو الربيع ، قالا ثنا سالم بن قتيبة، قال; أخبرنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهد، في قوله ( لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا ) قال; شبيها.حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله ( لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا ) قال; مثلا.حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.وقال آخرون; معنى ذلك، أنه لم يسمّ باسمه أحد قبله.* ذكر من قال ذلك;حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا ) لم يسمّ به أحد قبله.حدثنا الحسن، قال; أخبرنا عبد الرزاق، قال; أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله ( لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا ) قال; لم يسمّ يحيى أحد قبله.- حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جريج، مثله.حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قول الله ( لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا ) قال; لم يسمّ أحد قبله بهذا الاسم.حدثنا موسى، قال ; ثنا عمرو، قال; ثنا أسباط، عن السديّ( إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا ) لم يسمّ أحد قبله يحيى.قال أبو جعفر; وهذا القول أعني قول من قال; لم يكن ليحيى قبل يحيى أحد سمي باسمه أشبه بتأويل ذلك، وإنما معنى الكلام; لم نجعل للغلام الذي نهب لك الذي اسمه يحيى من قبله أحدا مسمى باسمه، والسميّ; فعيل صرف من مفعول إليه.
أي: بشره الله تعالى على يد الملائكة بــ \" يحيى \" وسماه الله له \" يحيى \" وكان اسما موافقا لمسماه: يحيا حياة حسية، فتتم به المنة، ويحيا حياة معنوية، وهي حياة القلب والروح، بالوحي والعلم والدين. { لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا ْ} أي: لم يسم هذا الاسم قبله أحد، ويحتمل أن المعنى: لم نجعل له من قبل مثيلا ومساميا، فيكون ذلك بشارة بكماله، واتصافه بالصفات الحميدة، وأنه فاق من قبله، ولكن على هذا الاحتمال، هذا العموم لا بد أن يكون مخصوصا بإبراهيم وموسى ونوح عليهم السلام، ونحوهم، ممن هو أفضل من يحيى قطعا
(زكريّا) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف في محلّ نصبـ (بغلام) متعلّق بـ (نبشّرك) ،
(له) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان(قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق بـ (سميّا) وهو مفعول به منصوب.
جملة: «النداء: يا زكريّا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّا نبشّرك ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «نبشّرك ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «اسمه يحيى ... » في محلّ جرّ نعت لغلام.
وجملة: «لم نجعل ... » في محلّ جرّ نعت ثان لغلام .
- القرآن الكريم - مريم١٩ :٧
Maryam19:7