الرسم العثمانيلَّيْسَ عَلَيْكَ هُدٰىهُمْ وَلٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِى مَن يَشَآءُ ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَآءَ وَجْهِ اللَّهِ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ
الـرسـم الإمـلائـيلَيۡسَ عَلَيۡكَ هُدٰٮهُمۡ وَلٰـكِنَّ اللّٰهَ يَهۡدِىۡ مَنۡ يَّشَآءُ ؕ وَمَا تُنۡفِقُوۡا مِنۡ خَيۡرٍ فَلِاَنۡفُسِكُمۡؕ وَمَا تُنۡفِقُوۡنَ اِلَّا ابۡتِغَآءَ وَجۡهِ اللّٰهِؕ وَمَا تُنۡفِقُوۡا مِنۡ خَيۡرٍ يُّوَفَّ اِلَيۡكُمۡ وَاَنۡـتُمۡ لَا تُظۡلَمُوۡنَ
تفسير ميسر:
لست -أيها الرسول- مسئولا عن توفيق الكافرين للهداية، ولكن الله يشرح صدور مَن يشاء لدينه، ويوفقه له. وما تبذلوا من مال يَعُدْ عليكم نَفْعُه من الله، والمؤمنون لا ينفقون إلا طلبًا لمرضاة الله. وما تنفقوا من مال -مخلصين لله- توفوا ثوابه، ولا تُنْقَصُوا شيئا من ذلك. وفي الآية إثبات صفة الوجه لله تعالى على ما يليق به سبحانه.
قال أبو عبدالرحمن النسائي; أنبأنا محمد بن عبدالسلام بن عبدالرحيم أنبأنا الفريابي حدثنا سفيان عن الأعمش عن جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال; كانوا يكرهون أن يرضخوا لأنسابهم من المشركين فسألوا فرخص لهم فنزلت هذه الآية "ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون" وكذا رواه أبو حذيفة وابن المبارك وأبو أحمد الزبيري وأبو داود الحضرمي عن سفيان وهو الثوري به وقال ابن أبي حاتم; أنبأنا أحمد بن القاسم بن عطية حدثني أحمد بن عبدالرحمن يعني الدشتكي حدثني أبي عن أبيه حدثنا أشعث بن إسحق عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يأمر بأن لا يتصدق إلا على أهل الإسلام حتى نزلت هذه الآية "ليس عليك هداهم" إلى آخرها فأمر بالصدقة بعدها على كل من سألك من كل دين وسيأتي عند قوله تعالى "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم" الآية حديث أسماء بنت الصديق في ذلك وقوله "وما تنفقوا من خير فلأنفسكم" كقوله "من عمل صالحا فلنفسه" ونظائرها في القرآن كثيرة وقوله "وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله" قال الحسن البصري; نفقة المؤمن لنفسه ولا ينفق المؤمن إذا أنفق إلا ابتغاء وجه الله وقال عطاء الخراسانى; يعني إذا أعطيت لوجه الله فلا عليك ما كان عمله وهذا معنى حسن وحاصله أن المتصدق إذا تصدق ابتغاء وجه الله فقد وقع أجره على الله ولا عليه في نفس الأمر لمن أصاب البر أو فاجر أو مستحق أو غيره وهو مثاب على قصده ومستند هذا تمام الآية "وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون" والحديث المخرج في الصحيحين من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال; قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال رجل لأتصدقن الليلة بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية فأصبح الناس يتحدثون تصدق على زانية فقال; اللهم لك الحمد على زانية لأتصدقن الليلة بصدقة فوضعها في يد غني فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على غني قال; اللهم لك الحمد على غني لأتصدقن الليلة بصدقة فخرج فوضعها في يد سارق فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على سارق فقال; اللهم لك الحمد على زانية وعلى غني وعلى سارق فأتى فقيل له أما صدقتك فقد قبلت وأما الزانية فلعلها أن تستعفف بها عن زنا ولعل الغني يعتبر فينفق مما أعطاه الله ولعل السارق أن يستعف بها عن سرقته.
قوله تعالى ; ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمونقوله تعالى ; ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء فيه ثلاث مسائل ;الأولى ; قوله تعالى ; ليس عليك هداهم هذا الكلام متصل بذكر الصدقات ، فكأنه بين فيه جواز الصدقة على المشركين . روى سعيد بن جبير مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم في سبب نزول هذه الآية أن المسلمين كانوا يتصدقون على فقراء أهل الذمة ، فلما كثر فقراء المسلمين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تتصدقوا إلا على أهل دينكم . فنزلت هذه الآية مبيحة للصدقة على من ليس من دين الإسلام . وذكر النقاش أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بصدقات فجاءه يهودي فقال ; أعطني . فقال النبي صلى الله عليه وسلم ; ليس لك من صدقة المسلمين شيء . فذهب اليهودي غير بعيد فنزلت ; ليس عليك هداهم فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه ، ثم نسخ الله ذلك بآية الصدقات . وروى ابن عباس أنه قال ; كان ناس من الأنصار لهم قرابات من بني قريظة والنضير ، وكانوا لا يتصدقون عليهم رغبة منهم في أن يسلموا إذا احتاجوا ، فنزلت الآية بسبب أولئك . وحكى بعض المفسرين أن أسماء ابنة أبي بكر الصديق أرادت أن تصل جدها أبا قحافة ثم امتنعت من ذلك لكونه كافرا فنزلت الآية في ذلك . وحكى الطبري أن مقصد النبي صلى الله عليه وسلم بمنع الصدقة إنما كان ليسلموا ويدخلوا في الدين ، فقال الله تعالى ; ليس عليك هداهم . وقيل ; " ليس عليك هداهم " ليس متصلا بما قبل ، فيكون ظاهرا في الصدقات وصرفها إلى الكفار ، بل يحتمل أن يكون معناه ابتداء كلام .[ ص; 307 ] الثانية ; قال علماؤنا ; هذه الصدقة التي أبيحت لهم حسب ما تضمنته هذه الآثار هي صدقة التطوع . وأما المفروضة فلا يجزئ دفعها لكافر ، لقوله عليه السلام ; أمرت أن آخذ الصدقة من أغنيائكم وأردها في فقرائكم . قال ابن المنذر ; أجمع كل من أحفظ عنه ، من أهل العلم أن الذمي لا يعطى من زكاة الأموال شيئا ، ثم ذكر جماعة ممن نص على ذلك ولم يذكر خلافا . وقال المهدوي ; رخص للمسلمين أن يعطوا المشركين من قراباتهم من صدقة الفريضة لهذه الآية . قال ابن عطية ; وهذا مردود بالإجماع . والله أعلم . وقال أبو حنيفة ; تصرف إليهم زكاة الفطر . ابن العربي ; وهذا ضعيف لا أصل له . ودليلنا أنها صدقة طهرة واجبة فلا تصرف إلى الكافر كصدقة الماشية والعين ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ; أغنوهم عن سؤال هذا اليوم يعني يوم الفطر .قلت ; وذلك لتشاغلهم بالعيد وصلاة العيد وهذا لا يتحقق في المشركين . وقد يجوز صرفها إلى غير المسلم في قول من جعلها سنة ، وهو أحد القولين عندنا ، وهو قول أبي حنيفة على ما ذكرنا ، نظرا إلى عموم الآية في البر وإطعام الطعام وإطلاق الصدقات . قال ابن عطية ; وهذا الحكم متصور للمسلمين مع أهل ذمتهم ومع المسترقين من الحربيين .قلت ; وفي التنزيل ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا والأسير في دار الإسلام لا يكون إلا مشركا . وقال تعالى ; لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم . فظواهر هذه الآيات تقتضي جواز صرف الصدقات إليهم جملة ، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم خص منها الزكاة المفروضة ، لقوله عليه السلام لمعاذ ; خذ الصدقة من أغنيائهم وردها على فقرائهم واتفق العلماء على ذلك على ما [ ص; 308 ] تقدم . فيدفع إليهم من صدقة التطوع إذا احتاجوا ، والله أعلم . قال ابن العربي ; فأما المسلم العاصي فلا خلاف أن صدقة الفطر تصرف إليه إلا إذا كان يترك أركان الإسلام من الصلاة والصيام فلا تدفع إليه الصدقة حتى يتوب . وسائر أهل المعاصي تصرف الصدقة إلى مرتكبيها لدخولهم في اسم المسلمين . وفي صحيح مسلم أن رجلا تصدق على غني وسارق وزانية وتقبلت صدقته ، على ما يأتي بيانه في آية " الصدقات " .الثالثة ; قوله تعالى ; ولكن الله يهدي من يشاء أي يرشد من يشاء . وفي هذا رد على القدرية وطوائف من المعتزلة ، كما تقدم .قوله تعالى ; وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله شرط وجوابه . والخير في هذه الآية المال ؛ لأنه قد اقترن بذكر الإنفاق فهذه القرينة تدل على أنه المال ، ومتى لم تقترن بما يدل على أنه المال فلا يلزم أن يكون بمعنى المال ، نحو قوله تعالى ; خير مستقرا ، وقوله مثقال ذرة خيرا يره . إلى غير ذلك . وهذا تحرز من قول عكرمة ; كل خير في كتاب الله تعالى فهو المال . وحكي أن بعض العلماء كان يصنع كثيرا من المعروف ثم يحلف أنه ما فعل مع أحد خيرا ، فقيل له في ذلك فيقول ; إنما فعلت مع نفسي ، ويتلو وما تنفقوا من خير فلأنفسكم . ثم بين تعالى أن النفقة المعتد بقبولها إنما هي ما كان ابتغاء وجهه . و ( ابتغاء ) هو على المفعول له . وقيل ; إنه شهادة من الله تعالى للصحابة رضي الله عنهم أنهم إنما ينفقون ابتغاء وجهه ، فهذا خرج مخرج التفضيل والثناء عليهم . وعلى التأويل الأول هو اشتراط عليهم ، ويتناول الاشتراط غيرهم من الأمة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص ; إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله تعالى إلا أجرت بها حتى ما تجعل في في امرأتك .قوله تعالى ; وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون يوف إليكم تأكيد وبيان لقوله ; وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وأن ثواب الإنفاق يوفى إلى المنفقين ولا يبخسون منه شيئا فيكون ذلك البخس ظلما لهم .
القول في تأويل قوله عز وجل ; لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (272)قال أبو جعفر; يعني تعالى ذكره بذلك; ليس عليك يا محمد هدى المشركين إلى الإسلام، فتمنعهم صدقة التطوع، ولا تعطيهم منها ليدخلوا في الإسلام حاجة منهم إليها، ولكن الله هو يهدي من يشاء من خلقه إلى الإسلام فيوفقهم له، فلا تمنعهم الصدقة، كما;-6201 - حدثنا أبو كريب، قال; حدثنا ابن يمان، عن أشعث، عن جعفر، عن شعبة، قال; كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يتصدق على المشركين، فنـزلت; " وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله "، فتصدق عليهم.6202 - حدثنا أبو كريب، قال; حدثنا أبو داود، عن سفيان، عن الأعمش، عن جعفر بن إياس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال; كانوا لا يرضخون لقراباتهم من المشركين، فنـزلت; " ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء ". (18) .6203 - حدثنا ابن وكيع، قال; حدثنا أبي، عن سفيان، عن رجل، &; 5-588 &; عن سعيد بن جبير، قال; كانوا يتقون أن يرضخوا لقراباتهم من المشركين، حتى نـزلت; " ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء ".6204 - حدثنا محمد بن بشار وأحمد بن إسحاق، قالا حدثنا أبو أحمد، قال; حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن جعفر بن إياس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال; كانوا لا يرضخون لأنسبائهم من المشركين، فنـزلت; " ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء " فرخص لهم.6205 - حدثنا المثنى، قال; حدثنا سويد، قال; أخبرنا ابن المبارك، عن سفيان، عن الأعمش، عن جعفر بن إياس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال; كان أناس من الأنصار لهم أنسباء وقرابة من قريظة والنضير، وكانوا يتقون أن يتصدقوا عليهم، ويريدونهم أن يسلموا، فنـزلت; " ليس عليك هداهم..." الآية.6206 - حدثنا بشر، قال; حدثنا يزيد، قال; حدثنا سعيد، عن قتادة، وذكر لنا أن رجالا من أصحاب نبي الله قالوا; أنتصدق على من ليس من أهل ديننا؟ فأنـزل الله في ذلك القرآن; " ليس عليك هداهم ".6207 - حدثني المثنى، قال; حدثنا إسحاق، قال; حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع في قوله; " ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء "، قال; كان الرجل من المسلمين إذا كان بينه وبين الرجل من المشركين قرابة وهو محتاج، فلا يتصدق عليه، يقول; ليس من أهل ديني!! فأنـزل الله عز وجل; " ليس عليك هداهم " الآية.6208 - حدثني موسى ، قال; (19) حدثنا عمرو، قال; حدثنا أسباط، عن &; 5-589 &; السدي قوله; " ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء، وما تنفقوا من خير فلأنفسكم "، أما " ليس عليك هداهم "، فيعني المشركين، وأما " النفقة " فبين أهلها.6209 - حدثني المثنى، قال; حدثنا الحماني، قال; حدثنا يعقوب القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير قال; كانوا يتصدقون [ على فقراء أهل الذمة ، فلما كثر فقراء المسلمين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ; لا تتصدقوا إلا على أهل دينكم . فنـزلت ; هذه الآية ، مبيحة للصدقة على من ليس من دين الإسلام ]. (20) .* * *..........................................................................................................................................................* * *كما;-6210 - حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; قال ابن زيد في قوله; " يوف إليكم وأنتم لا تظلمون "، قال; هو مردود عليك، فمالك ولهذا تؤذيه وتمن عليه؟ إنما نفقتك لنفسك وابتغاء وجه الله، والله يجزيك. (21) .---------------------الهوامش ;(18) الأثر ; 6202 -"جعفر بن إياس" ، هو ابن أبي وحشية اليشكري ، أبو بشر الواسطي . ثقة ، وهو من أثبت الناس في سعيد بن جبير . واختلف في سنة وفاته بين سنة 123 وسنة ; 131 . مترجم في التهذيب . وروي الأثر ابن كثير في تفسيره 2 ; 49 عن أبي عبدالرحمن النسائي بإسناده ، وقال ; وكذا رواه أبو حذيفة ، وابن المبارك ، وأبو أحمد الزبيري ، وأبو داود الحضرمي ، عن سفيان -وهو الثوري - به" . ولم ينسبه لأبي جعفر ، وهذا دليل على ما قدمته في تصدير الأجزاء السالفة أن ابن كثير وغيره ، قد أقلوا النقل عن أبي جعفر بعد الجزء الأول من تفسيره ."رضخ له من ماله يرضخ رضخا ، ورضخ له من ماله رضيخة" ; أعطاه عطية مقاربة ، بين القليل والكثير .(19) الأثر ; 6208 -في المطبوعة والمخطوطة ; "حدثنا محمد ، قال حدثنا عمرو..." ، والصواب"موسى" وهو موسى بن هارون ، عن عمرو بن حماد" وهو إسناد دائر من أول التفسير . وسيأتي هذا الأثر نفسه ، وتتمته برقم ; 6211 ، وبإسناده على صوابه . وقد مضى بيان أخي السيد أحمد عن هذا الإسناد في الأثر رقم ; 168 .(20) الأثر ; 6209 -كان الكلام مبتورا في الموضع من المخطوطة والمطبوعة ، ولكن الناسخ ساقه سياقا واحدا هكذا ; "كانوا يتصدقون ، كما حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب..." وقد أشرت في ص ; 584 ، التعليق ; وغيره من تعليقاتي السالفة ، إلى ما وقع فيه الناسخ من الغفلة والسهو .وقد زدت ما بين القوسين مما رواه القرطبي في تفسيره 3 ; 337 ، قال روي سعيد بن جبير مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم في سبب نزول هذه الآية ; "أن المسلمين كانوا يتصدقون على فقراء أهل الذمة . . . " إلى آخر ما نقلت . فرجحت أن هذا الأثر الساقط من هذا الموضع ، فأثبته بنصه من القرطبي ، ولكن بقى صدر الكلام الآتي مبتورا ، فوضعت نقطا مكان هذا البتر .(21) الأثر ; 6210 -ما قبل هذا الأثر بتر لا أستطيع أن أقدر مبلغه . وأخرج الأثر السيوطي في الدر المنثور 1 ; 357 -358 .
يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ليس عليك هدي الخلق، وإنما عليك البلاغ المبين، والهداية بيد الله تعالى، ففيها دلالة على أن النفقة كما تكون على المسلم تكون على الكافر ولو لم يهتد، فلهذا قال: { وما تنفقوا من خير } أي: قليل أو كثير على أي شخص كان من مسلم وكافر { فلأنفسكم } أي: نفعه راجع إليكم { وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله } هذا إخبار عن نفقات المؤمنين الصادرة عن إيمانهم أنها لا تكون إلا لوجه الله تعالى، لأن إيمانهم يمنعهم عن المقاصد الردية ويوجب لهم الإخلاص { وما تنفقوا من خير يوف إليكم } يوم القيامة تستوفون أجوركم { وأنتم لا تظلمون } أي: تنقصون من أعمالكم شيئا ولا مثقال ذرة، كما لا يزاد في سيئاتكم.
(ليس) فعل ماض ناقص جامد
(على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم
(هدى) اسم ليس مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(لكنّ) حرف استدراك ونصبـ (الله) لفظ الجلالة اسم لكنّ منصوبـ (يهدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به
(يشاء) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله
(الواو) استئنافيّة
(ما تنفقوا من خير) مرّ إعراب نظيرها ،
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(لأنفس) جارّ ومجرور متعلّق بخبر محذوف لمبتدأ مقدّر أي هو (الواو) اعتراضيّة
(ما) نافية
(تنفقون) مضارع مرفوع.. والواو فاعلـ (إلّا) أداة حصر
(ابتغاء) مفعول لأجله منصوب ،
(وجه) مضاف إليه مجرور
(الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور
(الواو) عاطفة
(ما تنفقوا من خير) مر إعراب نظيرها ،
(يوفّ) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف حرف العلّة وهو مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل مفهوم من سياق الآية أي جزاؤه
(إلى) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (يوفّ) ،
(الواو) حاليّة
(أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ
(لا) نافية
(تظلمون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل جملة: «ليس عليك هداهم» لا محلّ لها استئنافيّةوجملة: «لكنّ الله يهدي» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّةوجملة: «يهدي» في محلّ رفع خبر لكنّ.وجملة: «يشاء» لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) وجملة: «ما تنفقوا من خير» لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «
(هو) لأنفسكم» في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاءوجملة: «ما تنفقون إلّا ... » لا محلّ لها اعتراضيّةوجملة: «ما تنفقوا من خير» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّةوجملة: «يوفّ إليكم» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاءوجملة: «أنتم لا تظلمون» في محلّ نصب حال من ضمير الخطاب المجرور وجملة: «لا تظلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ
(أنتم)
- القرآن الكريم - البقرة٢ :٢٧٢
Al-Baqarah2:272