الرسم العثمانيفَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوٰىهُمْ حَتّٰى جَعَلْنٰهُمْ حَصِيدًا خٰمِدِينَ
الـرسـم الإمـلائـيفَمَا زَالَتۡ تِّلۡكَ دَعۡوٰٮهُمۡ حَتّٰى جَعَلۡنٰهُمۡ حَصِيۡدًا خٰمِدِيۡنَ
تفسير ميسر:
فما زالت تلك المقالة - وهي الدعاء على أنفسهم بالهلاك، والاعتراف بالظلم - دَعْوَتَهم يرددونها حتى جعلناهم كالزرع المحصود، خامدين لا حياة فيهم. فاحذروا - أيها المخاطبون - أن تستمروا على تكذيب محمد صلى الله عليه وسلم، فيحلُّ بكم ما حَلَّ بالأمم قبلكم.
" فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين " أي ما زالت تلك المقالة وهي الاعتراف بالظلم هجيراهم حتى حصدناهم حصدا وخمدت حركاتهم وأصواتهم خمودا.
فما زالت تلك دعواهم أي لم يزالوا يقولون ; يا ويلنا إنا كنا ظالمين . حتى جعلناهم حصيدا أي بالسيوف كما يحصد الزرع بالمنجل ؛ قاله مجاهد . وقال الحسن ; أي بالعذاب . خامدين أي ميتين . والخمود الهمود كخمود النار إذا طفئت فشبه خمود الحياة بخمود النار ، كما يقال لمن مات قد طفئ تشبيها بانطفاء النار .
قوله ( فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ )... الآية; فلما رأوا العذاب وعاينوه لم يكن لهم هِجِّيرَى إلا قولهم ( يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ) حتى دمَّر الله عليهم وأهلكهم.حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال; ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة (قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ) يقول; حتى هلكوا.كما حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جريج، قال ابن عباس (حَصِيدًا) الحصاد (خامدين) خمود النار إذا طفئت.حدثنا سعيد بن الربيع، قال; ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال; إنهم كانوا أهل حصون، وإن الله بعث عليهم بختنصر، فبعث إليهم جيشا فقتلهم بالسيف، وقتلوا نبيا لهم فحُصِدوا بالسيف، وذلك قوله ( فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ) بالسيف.
تفسير الآيتين 14 و 15 :ـ { قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ* فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ ْ} أي: الدعاء بالويل والثبور، والندم، والإقرار على أنفسهم بالظلم وأن الله عادل فيما أحل بهم. { حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ْ} أي: بمنزلة النبات الذي قد حصد وأنيم، قد خمدت منهم الحركات، وسكنت منهم الأصوات، فاحذروا - أيها المخاطبون - أن تستمروا على تكذيب أشرف الرسل فيحل بكم كما حل بأولئك.
(الفاء) استئنافيّة
(ما زالت) فعل ماض ناقص ... و (ما) نافية
(تلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع اسم ما زالت
(دعواهم) خبر منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف..
(حتّى) حرف غاية وجرّ
(حصيدا) مفعول به ثان منصوبـ (خامدين) نعت لـ (حصيدا) ، منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: «ما زالت تلك دعواهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جعلناهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن المضمر) .
والمصدر المؤوّلـ (أن جعلناهم) في محلّ جرّ بـ (حتّى) متعلّق بـ (دعواهم) .
- القرآن الكريم - الأنبياء٢١ :١٥
Al-Anbiya'21:15