الرسم العثمانيوَهُوَ الَّذِىٓ أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ۗ إِنَّ الْإِنسٰنَ لَكَفُورٌ
الـرسـم الإمـلائـيوَهُوَ الَّذِىۡۤ اَحۡيَاكُمۡ ثُمَّ يُمِيۡتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيۡكُمۡ ؕ اِنَّ الۡاِنۡسَانَ لَـكَفُوۡرٌ
تفسير ميسر:
وهو الله تعالى الذي أحياكم بأن أوجدكم من العدم، ثم يميتكم عند انقضاء أعماركم، ثم يحييكم بالبعث لمحاسبتكم على أعمالكم. إن الإنسان لَجحود لما ظهر من الآيات الدالة على قدرة الله ووحدانيته.
وقوله " وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الإنسان لكفور " كقوله " كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون " وقوله " قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه " وقوله " قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين " ومعنى الكلام كيف تجعلون لله أندادا وتعبدون معه غيره وهو المستقل بالخلق والرزق والتصرف " وهو الذي أحياكم " أي خلقكم بعد أن لم تكونوا شيئا يذكر فأوجدكم " ثم يميتكم ثم يحييكم " أي يوم القيامة " إن الإنسان لكفور " أي جحود.
قوله تعالى ; وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الإنسان لكفورقوله تعالى ; وهو الذي أحياكم أي بعد أن كنتم نطفا . ثم يميتكم عند انقضاء آجالكم . ثم يحييكم أي للحساب والثواب والعقاب . إن الإنسان لكفور أي لجحود لما ظهر من الآيات الدالة على قدرته ووحدانيته . قال ابن عباس ; يريد الأسود بن عبد الأسد ، وأبا جهل بن هشام ، والعاص بن هشام ، وجماعة من المشركين . وقيل ; إنما قال ذلك لأن الغالب على الإنسان كفر النعم ؛ كما قال تعالى ; وقليل من عبادي الشكور .
يقول تعالى ذكره; والله الذي أنعم عليكم هذه النعم, هو الذي جعل لكم أجساما أحياء بحياة أحدثها فيكم, ولم تكونوا شيئا, ثم هو يميتكم من بعد حياتكم فيفنيكم عند مجيء آجالكم، ثم يحييكم بعد مماتكم عند بعثكم لقيام الساعة ( إِنَّ الإنْسَانَ لَكَفُورٌ ) يقول; إن ابن آدم لجحود لنعم الله التي أنعم بها عليه من حُسن خلقه إياه, وتسخيره له ما سخر مما في الأرض والبرّ والبحر, وتركه إهلاكه بإمساكه السماء أن تقع على الأرض بعبادته غيره من الآلهة والأنداد, وتركه إفراده بالعبادة وإخلاص التوحيد له.وقوله; ( لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا ) يقول; لكل جماعة قوم هي خلت من قبلك, جعلنا مألفا يألفونه ومكانا يعتادونه لعبادتي فيه، وقضاء فرائضي، وعملا يلزمونه. وأصل المنسك في كلام العرب الموضع المعتاد الذي يعتاده الرجل ويألفه لخير أو شرّ; يقال; إن لفلان منسكا يعتاده; يراد مكانا يغشاه ويألفه لخير أو شر . وإنما سميت مناسك الحجّ بذلك, لتردّد الناس إلى الأماكن التي تعمل فيها أعمال الحجّ والعُمرة. وفيه لغتان; " مَنْسِك " بكسر السين وفتح الميم, وذلك من لغة أهل الحجاز, و " مَنْسَك " بفتح الميم والسين جميعا, وذلك من لغة أسد. وقد قرئ باللغتين جميعا.
{ وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ } أوجدكم من العدم { ثُمَّ يُمِيتُكُمْ } بعد أن أحياكم، { ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } بعد موتكم، ليجازي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته، { إِنَّ الْإِنْسَانَ } أي: جنسه، إلا من عصمه الله { لَكَفُورٌ } لنعم الله، كفور بالله، لا يعترف بإحسانه، بل ربما كفر بالبعث وقدرة ربه.
(الواو) استئنافيّة
(الذي) خبر المبتدأ هو (ثمّ) حرف عطف في الموضعين
(اللام) المزحلقة للتوكيد جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أحياكم ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذي) .
وجملة: «يميتكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «يحييكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يميتكم.
وجملة: «إنّ الإنسان لكفور» لا محلّ لها استئنافيّة.
- القرآن الكريم - الحج٢٢ :٦٦
Al-Hajj22:66