الرسم العثمانيوَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِۦ سُلْطٰنًا وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِۦ عِلْمٌ ۗ وَمَا لِلظّٰلِمِينَ مِن نَّصِيرٍ
الـرسـم الإمـلائـيوَيَعۡبُدُوۡنَ مِنۡ دُوۡنِ اللّٰهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهٖ سُلۡطٰنًا وَّمَا لَـيۡسَ لَهُمۡ بِهٖ عِلۡمٌؕ وَمَا لِلظّٰلِمِيۡنَ مِنۡ نَّصِيۡرٍ
تفسير ميسر:
ويصر كفار قريش على الشرك بالله مع ظهور بطلان ما هم عليه، فهم يعبدون آلهة، لم يَنْزِل في كتاب مِن كتب الله برهان بأنها تصلح للعبادة، ولا علم لهم فيما اختلقوه، وافتروه على الله، وإنما هو أمر اتبعوا فيه آباءَهم بلا دليل. فإذا جاء وقت الحساب في الآخرة فليس للمشركين ناصر ينصرهم، أو يدفع عنهم العذاب.
يقول تعالى مخبرا عن المشركين فيما جهلوا وكفروا وعبدوا من دون الله ما لم ينزل به سلطانا يعني حجة وبرهانا كقوله " ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون " ولهذا قال ههنا " ما لم ينزل به سلطانا وما ليس لهم به علم " أي ولا علم لهم فيما اختلقوه وائتفكوه وإنما هو أمر تلقوه عن آبائهم وأسلافهم بلا دليل ولا حجة وأصله مما سول لهم الشيطان زينه لهم ولهذا توعدهم تعالى بقوله " وما للظالمين من نصير " أي من ناصر ينصرهم من الله فيما يحل بهم من العذاب والنكال.
قوله تعالى ; ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا وما ليس لهم به علم وما للظالمين من نصيرقوله تعالى ; ( ويعبدون ) يريد كفار قريش . من دون الله ما لم ينزل به سلطانا أي حجة وبرهانا . وقد تقدم في ( آل عمران ) وما ليس لهم به علم وما للظالمين من نصير
يقول تعالى ذكره; ويعبد هؤلاء المشركون بالله من دونه ما لم ينـزل به جلّ ثناؤه لهم حجة من السماء في كتاب من كتبه التي أنـزلها إلى رسله, بأنها آلهة تصلح عبادتها، فيعبدوها بأن الله أذن لهم في عبادتها, وما ليس لهم به علم أنها آلهة &; 18-683 &; وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ يقول; وما للكافرين بالله الذين يعبدون هذه الأوثان من ناصر ينصرهم يوم القيامة, فينقذهم من عذاب الله ويدفع عنهم عقابه إذا أراد عقابهم.
يذكر تعالى حالة المشركين به، العادلين به غيره، وأن حالهم أقبح الحالات، وأنه لا مستند لهم على ما فعلوه، فليس لهم به علم، وإنما هو تقليد تلقوه عن آبائهم الضالين، وقد يكون الإنسان لا علم عنده بما فعله، وهو -في نفس الأمر- له حجة ما علمها، فأخبر هنا، أن الله لم ينزل في ذلك سلطانا، أي: حجة تدل علي وتجوزه، بل قد أنزل البراهين القاطعة على فساده وبطلانه، ثم توعد الظالمين منهم المعاندين للحق فقال: { وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ } ينصرهم من عذاب الله إذا نزل بهم وحل.
(الواو) استئنافيّة
(من دون) متعلّق بحال من الموصول ما، وفاعلـ (ينزّل) ضمير يعود على لفظ الجلالة
(به) متعلّق بـ (ينزّل) ،
(ما) الثاني موصول معطوف على ما الأول في محلّ نصبـ (لهم) متعلّق بخبر ليس
(به) متعلّق بحال من(علم) وهو اسم ليس
(الواو) حاليّة- أو استئنافيّة-
(للظالمين) متعلّق بخبر مقدّم
(نصير) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر.
جملة: «يعبدون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لم ينزّل ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) الأول.
وجملة: «ليس لهم به علم» لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) الثاني.
وجملة: «ما للظالمين من نصير» في محلّ نصب حال .
(الواو) عاطفة
(عليهم) متعلّق بالفعل المبنيّ للمجهولـ (تتلى) ،
(بيّنات) حال من نائب الفاعل آياتنا
(في وجوه) متعلّق بـ (تعرف) ،
(بالذين) متعلّق بـ (يسطون) بتضمينه معنى يبطشون
(عليهم) متعلّق بـ (يتلون) ،
(الهمزة)للاستفهام
(الفاء) عاطفة
(بشّر) متعلّق بـ (أنبّئكم) ،
(من ذلكم) متعلّق بـ (شرّ) ،
(النار) مبتدأ خبره جملة وعدها ، و (الهاء) في(وعدها) المفعول الثاني
(الذين) هو المفعول الأول ،
(الواو) استئنافيّة
(بئس) ماض جامد لإنشاء الذمّ، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي أي النار.
وجملة: «تتلى ... آياتنا» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تعرف ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «يكادون ... » في محلّ نصب حال من الموصول .
وجملة: «يسطون ... » في محلّ نصب خبر يكادون.
وجملة: «يتلون ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) الثاني.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أفأنبّئكم ... » في محلّ نصب معطوفة على مقدّر هو مقول القول أي أأخاطبكم فأنبئكم.
وجملة: «النار وعدها ... » لا محلّ لها تفسر الشرّ.. أو استئناف بيانيّ.
وجملة: «وعدها ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(النار) .
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) الثالث.
وجملة: «بئس المصير ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
- القرآن الكريم - الحج٢٢ :٧١
Al-Hajj22:71