الرسم العثمانيقُلْ مَنۢ بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَىْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
الـرسـم الإمـلائـيقُلۡ مَنۡۢ بِيَدِهٖ مَلَكُوۡتُ كُلِّ شَىۡءٍ وَّهُوَ يُجِيۡرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيۡهِ اِنۡ كُنۡتُمۡ تَعۡلَمُوۡنَ
تفسير ميسر:
قل; مَن مالك كل شيء ومَن بيده خزائن كل شيء، ومَن يجير مَنِ استجار به، ولا يقدر أحد أن يُجير ويحمي مَن أراد الله إهلاكه، ولا يدفع الشر الذي قدَّره الله، إن كنتم تعلمون ذلك؟
" قل من بيده ملكوت كل شيء " أي بيده الملك " ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها " أي متصرف فيها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " لا والذي نفسي بيده "وكان إذا اجتهد في اليمين قال " لا ومقلب القلوب "فهو سبحانه الخالق المالك المتصرف "وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون " كانت العرب إذا كان السيد فيهم فأجار أحدا لا يخفر في جواره وليس لمن دونه أن يجير عليه لئلا يفتات عليه ولهذا قال الله " وهو يجير ولا يجار عليه " أي وهو السيد العظيم الذي لا أعظم منه الذي له الخلق والأمر ولا معقب لحكمه الذي لا يمانع ولا يخالف وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. وقال الله " لا يسأل عما يفعل وهم يسألون " أي لا يسأل عما يفعل لعظمته وكبريائه وغلبته وقهره وعزته وحكمته وعدله فالخلق كلهم يسألون عن أعمالهم كما قال تعالى " فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون ".
قل من بيده ملكوت كل شيء يريد السماوات وما فوقها وما بينهن ، والأرضين وما تحتهن وما بينهن ، وما لا يعلمه أحد إلا هو . وقال مجاهد ; ملكوت كل شيء خزائن كل شيء . الضحاك ; ملك كل شيء . والملكوت من صفات المبالغة كالجبروت والرهبوت ؛ وقد مضى في ( الأنعام ) .وهو يجير ولا يجار عليه أي يمنع ولا يمنع منه . وقيل ; يجير يؤمن من شاء . ولا يجار عليه أي لا يؤمن من أخافه . ثم قيل ; هذا في الدنيا ؛ أي من أراد الله إهلاكه وخوفه لم يمنعه منه مانع ، ومن أراد نصره وأمنه لم يدفعه من نصره وأمنه دافع . وقيل ; هذا في الآخرة ، أي لا يمنعه من مستحق الثواب مانع ولا يدفعه عن مستوجب العذاب دافع .
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم; قل يا محمد; من بيده خزائن كلّ شيء؟كما حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله ( مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ ) قال; خزائن كل شيء.حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن مجاهد، في قول الله; ( قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ ) قال; خزائن كل شيء.وقوله ( وَهُوَ يُجِيرُ ) من أراد ممن قصده بسوء، ( وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ ) يقول; ولا أحد يمتنع ممن أراده هو بسوء، فيدفع عنه عذابه وعقابه (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) من ذلك صفته. فإنهم يقولون; إن ملكوت كلّ شيء والقدرة على الأشياء كلها لله
{ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ } أي: ملك كل شيء، من العالم العلوي، والعالم السفلي، ما نبصره، وما لا نبصره؟. و \" الملكوت \"ب صيغة مبالغة بمعنى الملك. { وَهُوَ يُجِيرُ } عباده من الشر، ويدفع عنهم المكاره، ويحفظهم مما يضرهم، { وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ } أي: لا يقدر أحد أن يجير على الله. ولا يدفع الشر الذي قدره الله. بل ولا يشفع أحد عنده إلا بإذنه
(من) اسم استفهام مبتدأ
(بيده) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ
(ملكوت)
(الواو) عاطفة- أو حاليّة-
(يجار) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (عليه) متعلّق بـ (يجار) ،
(إن كنتم تعلمون) مرّ إعرابها .
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من بيده ملكوت ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «بيده ملكوت ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(من) .
وجملة: «هو يجير ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر .
وجملة: «يجير ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(هو) .
وجملة: «لا يجار عليه ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يجير.
وجملة: «كنتم تعلمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف تقديره: فأخبروني بذلك.
وجملة: «تعلمون ... » في محلّ نصب خبر كنتم.
- القرآن الكريم - المؤمنون٢٣ :٨٨
Al-Mu'minun23:88