الرسم العثمانيبَلْ أَتَيْنٰهُم بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكٰذِبُونَ
الـرسـم الإمـلائـيبَلۡ اَتَيۡنٰهُمۡ بِالۡحَـقِّ وَاِنَّهُمۡ لَكٰذِبُوۡنَ
تفسير ميسر:
بل أتينا هؤلاء المنكرين بالحق فيما أرسلنا به محمدًا صلى الله عليه وسلم، وإنهم لَكاذبون في شركهم وإنكارهم البعث.
ثم قال تعالى " بل أتيناهم بالحق " وهو الإعلام بأنه لا إله إلا الله وأقمنا الأدلة الصحيحة الواضحة القاطعة علي ذلك " وإنهم لكاذبون " أي في عبادتهم مع الله غيره ولا دليل لهم على ذلك كما قال في آخر السورة " ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون " فالمشركون لا يفعلون ذلك عن دليل قادهم إلى ما هم فيه من الإفك والضلال وإنما يفعلون ذلك اتباعا لآبائهم وأسلافهم الحيارى الجهال كما قال الله عنهم " إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ".
قوله تعالى ; بل أتيناهم بالحق أي بالقول الصدق ، لا ما تقوله الكفار من إثبات الشريك ونفي البعث . وإنهم لكاذبون أن الملائكة بنات الله .
يقول; ما الأمر كما يزعم هؤلاء المشركون بالله، من أن الملائكة بنات الله، وأن الآلهة والأصنام ألهة دون الله ( بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ ) اليقين، وهو الدين الذي ابتعث الله به نبيه صلى الله عليه وسلم ، وذلك الإسلام، ولا يُعْبَد شيء سوى الله؛ لأنه لا إله غيره ( وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) يقول; وإن المشركين لكاذبون فيما يضيفون إلى الله، وينْحَلُونه من الولد والشريك.
يقول تعالى: بل أتينا هؤلاء المكذبين بالحق، المتضمن للصدق في الأخبار، العدل في الأمر والنهي، فما بالهم لا يعترفون به، وهو أحق أن يتبع؟ وليس عندهم ما يعوضهم عنه، إلا الكذب والظلم، ولهذا قال: { وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }
(بل) حرف إضراب وابتداء
(بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل أتيناهم
(الواو) حاليّة و (اللام) المزحلقة للتوكيد.
جملة: «أتيناهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّهم لكاذبون» في محلّ نصب حال .
- القرآن الكريم - المؤمنون٢٣ :٩٠
Al-Mu'minun23:90