الرسم العثمانيقَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يٰنُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ
الـرسـم الإمـلائـيقَالُوۡا لَٮِٕنۡ لَّمۡ تَنۡتَهِ يٰـنُوۡحُ لَـتَكُوۡنَنَّ مِنَ الۡمَرۡجُوۡمِيۡنَؕ
تفسير ميسر:
عدل قوم نوح عن المحاورة إلى التهديد، فقالوا له; لئن لم ترجع- يا نوح- عن دعوتك لتكوننَّ مِنَ المقتولين رميًا بالحجارة.
لما طال مقام نبي الله بين أظهرهم يدعوهم إلي الله تعالى ليلا ونهارا وسرا وجهارا وكلما كرر عليهم الدعوة صمموا على الكفر الغليظ والامتناع الشديد وقالوا في الآخر "لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين" أي لئن لم تنته عن دعوتك إيانا إلى دينك "لتكونن من المرجومين" أي لنرجمنك فعند ذلك دعا عليهم دعوة استجاب الله منه.
قوله تعالى ; قالوا لئن لم تنته يا نوح أي عن سب آلهتنا وعيب ديننا لتكونن من المرجومين أي بالحجارة ; قاله قتادة . وقال ابن عباس ومقاتل ; من المقتولين . قال الثمالي ; كل " مرجومين " في القرآن فهو القتل إلا في مريم ; لئن لم تنته لأرجمنك أي لأسبنك . وقيل ; من المرجومين من المشتومين ; قاله السدي . ومنه قول أبي دؤاد
( قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ ) يقول; قال لنوح قومه; لئن لم تنته يا نوح عما تقول, وتدعو إليه, وتعيب به آلهتنا, لتكوننّ من المشتومين, يقول; لنشتمك.
فاستمر نوح عليه الصلاة والسلام على دعوتهم ليلا ونهارا سرا وجهارا فلم يزدادوا إلا نفورا و قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ من دعوتك إيانا إلى الله وحده لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ أي لنقتلك شر قتلة بالرمي بالحجارة كما يقتل الكلب فتبا لهم ما أقبح هذه المقابلة يقابلون الناصح الأمين الذي هو أشفق عليهم من أنفسهم بشر مقابلة لا جرم لما انتهى ظلمهم واشتد كفرهم دعا عليهم نبيهم بدعوة أحاطت بهم فقال رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا الآيات.
(اللام) موّطئة للقسم
(إن) حرف شرط جازم
(لم) حرف نفي(تنته) مضارع مجزوم فعل الشرط،
(اللام) لام القسم
(تكوننّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع
(من المرجومين) متعلّق بخبر تكوننّ.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لم تنته ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة النداء: «يا نوح» لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «تكوننّ ... » لا محلّ لها جواب القسم ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
- القرآن الكريم - الشعراء٢٦ :١١٦
Asy-Syu'ara'26:116