الرسم العثمانيقَالَ هٰذِهِۦ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ
الـرسـم الإمـلائـيقَالَ هٰذِهٖ نَاقَةٌ لَّهَا شِرۡبٌ وَّلَـكُمۡ شِرۡبُ يَوۡمٍ مَّعۡلُوۡمٍۚ
تفسير ميسر:
قال لهم صالح- وقد أتاهم بناقة أخرجها الله له من الصخرة-; هذه ناقة الله لها نصيب من الماء في يوم معلوم، ولكم نصيب منه في يوم آخر. ليس لكم أن تشربوا في اليوم الذي هو نصيبها، ولا هي تشرب في اليوم الذي هو نصيبكم، ولا تنالوها بشيء مما يسوءها كضَرْبٍ أو قتل أو نحو ذلك، فيهلككم الله بعذابِ يومٍ تعظم شدته؛ بسبب ما يقع فيه من الهول والشدة.
"قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم" يعني ترد ماءكم يوما ويوما تردونه أنتم.
قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم قال ابن عباس ; قالوا إن كنت صادقا فادع الله يخرج لنا من هذا الجبل ناقة حمراء عشراء فتضع ونحن ننظر ، وترد هذا الماء فتشرب وتغدو علينا بمثله لبنا . فدعا الله وفعل الله ذلك ف قال هذه ناقة لها شرب أي حظ من الماء ; أي لكم شرب يوم ولها شرب يوم ; فكانت إذا كان يوم شربها شربت ماءهم كله أول النهار وتسقيهم اللبن آخر النهار ، وإذا كان يوم شربهم كان لأنفسهم ومواشيهم وأرضهم ، ليس لهم في يوم ورودها أن يشربوا من شربها شيئا ، ولا لها أن تشرب في يومهم من مائهم شيئا . قال الفراء ; " الشرب " الحظ من الماء . قال النحاس ; فأما المصدر فيقال فيه شرب شربا وشربا وشربا وأكثرها المضمومة ; لأن [ ص; 122 ] المكسورة والمفتوحة يشتركان مع شيء آخر فيكون الشرب الحظ من الماء ، ويكون الشرب جمع شارب كما قال [ الأعشى ] ;فقلت للشرب في درنا وقد ثملوا [ شيموا فكيف يشيم الشارب الثمل ]إلا أن أبا عمرو بن العلاء والكسائي يختاران الشرب بالفتح في المصدر ، ويحتجان برواية بعض العلماء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ; إنها أيام أكل وشرب .
وقوله; ( قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ) يقول تعالى ذكره; قال صالح لثمود لما سألوه آية يعلمون بها صدقه, فأتاهم بناقة أخرجها من صخرة أو هضبة; هذه ناقة يا قوم, لها شرب ولكم مثله شرب يوم آخر معلوم, ما لكم من الشرب, ليس لكم في يوم وردها أن تشربوا من شربها شيئا, ولا لها أن تشرب في يومكم مما لكم شيئا. ويعني بالشرب; الحظّ والنصيب من الماء, يقول; لها حظّ من الماء, ولكم مثله, والشُّرْب والشَّرْب والشِّرْب مصادر كلها بالضم والفتح والكسر.وقد حُكي عن العرب سماعا; آخرها أقلها شُربا وشِربا.
فقال صالح هَذِهِ نَاقَةٌ تخرج من صخرة صماء ملساء ترونها وتشاهدونها بأجمعكم لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ أي تشرب ماء البئر يوما وأنتم تشربون لبنها ثم تصدر عنكم اليوم الآخر وتشربون أنتم ماء البئر
(لها) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ
(شرب) الأولـ (الواو) عاطفة
(لكم) مثل لها والمبتدأ
(شرب) الثاني.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هذه ناقة ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لها شرب ... » في محلّ رفع نعت لناقة.
وجملة: «لكم شرب ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لها شرب .
(156)
(الواو) عاطفة
(لا) ناهية جازمة
(بسوء) متعلّق بـ (تمسّوها) بمعنى تنالوها
(الفاء) فاء السببيّة
(يأخذكم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببيّة،
(عذاب) الفاعل ...وجملة: «لا تمسّوها ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر في حيّز القول أي: لا تزاحموها في وقت شربها ولا تمسّوها ...
- القرآن الكريم - الشعراء٢٦ :١٥٥
Asy-Syu'ara'26:155