الرسم العثمانيوَلَئِن مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَلَٮِٕنۡ مُّتُّمۡ اَوۡ قُتِلۡتُمۡ لَا اِلَى اللّٰهِ تُحۡشَرُوۡنَ
تفسير ميسر:
ولئن انقضت آجالكم في هذه الحياة الدنيا، فمتم على فُرُشكم، أو قتلتم في ساحة القتال، لإلى الله وحده تُحشرون، فيجازيكم بأعمالكم.
ثم أخبر تعالى بأن كل من مات أو قتل فمصيره ومرجعه إلى الله عز وجل فيجزيه بعمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر فقال تعالى "ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون".
وقوله ; لإلى الله تحشرون وعظ . وعظهم الله بهذا القول ، أي لا تفروا من القتال ومما أمركم به ، بل فروا من عقابه وأليم عذابه ، فإن مردكم إليه لا يملك لكم أحد ضرا ولا نفعا غيره . والله سبحانه وتعالى أعلم .
القول في تأويل قوله ; وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ (158)قال أبو جعفر; يعني بذلك جل ثناؤه; ولئن متم أو قتلتم، أيها المؤمنون، فإن إلى الله مرجعكم ومحشركم، فيجازيكم بأعمالكم، فآثروا ما يقرّبكم من الله ويوجب لكم رضاه، ويقربكم من الجنة، من الجهاد في سبيل الله والعمل بطاعته، على الركون إلى الدنيا وما تجمعون فيها من حُطامها الذي هو غير باقٍ لكم، بل هو زائلٌ عنكم، وعلى ترك طاعة الله والجهاد، فإن ذلك يبعدكم عن ربكم، ويوجب لكم سخطه، ويقرِّبكم من النار.* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال ابن إسحاق;8118- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق; " ولئن متم أو قتلتم "، أيُّ ذلك كان =" لإلى الله تحشرون "، أي; أن إلى الله المرجع، فلا تغرنَّكم الحياة الدنيا ولا تغتروا بها، وليكن الجهاد وما رغبكم الله فيه منه، آثر عندكم منها. (1)* * *وأدخلت " اللام " في قوله; " لإلى الله تحشرون "، لدخولها في قوله; " ولئن ". ولو كانت " اللام " مؤخرة إلى قوله; " تحشرون "، لأحدثت " النون " الثقيلة فيه، كما تقول في الكلام; " لئن أحسنتَ إليّ لأحسننَّ إليك " بنون مثقّلة. فكان كذلك قوله; ولئن متم أو قتلتم لتحشرن إلى الله، ولكن لما حِيل بين " اللام " وبين " تحشرون " بالصفة، (2) أدخلت في الصفة، وسلمت " تحشرون "، فلم تدخلها " النون " الثقيلة، كما تقول في الكلام; " لئن أحسنتَ إليّ لإليك أحسن "، بغير " نون " مثقلة.----------------الهوامش ;(1) الأثر; 8118- سيرة ابن هشام 3; 123 ، وهو تتمة الآثار التي آخرها; 8117.(2) في المطبوعة; "لما حيز بين اللام. . ." ، وفي المخطوطة; "ولما حين. . ." ، وصواب قراءتها ما أثبت. و"الصفة" حرف الجر ، انظر ما سلف 1; 299 ، تعليق; 1 ، وسائر فهارس المصطلحات في الأجزاء السالفة.
ثم أخبر تعالى أن القتل في سبيله أو الموت فيه، ليس فيه نقص ولا محذور، وإنما هو مما ينبغي أن يتنافس فيه المتنافسون، لأنه سبب مفض وموصل إلى مغفرة الله ورحمته، وذلك خير مما يجمع أهل الدنيا من دنياهم، وأن الخلق أيضا إذا ماتوا أو قتلوا بأي حالة كانت، فإنما مرجعهم إلى الله، ومآلهم إليه، فيجازي كلا بعمله، فأين الفرار إلا إلى الله، وما للخلق عاصم إلا الاعتصام بحبل الله؟\"
(الواو) عاطفة
(لئن متّم أو قتلتم) مثل الآية السابقة
(اللام) واقعة في جواب قسم
(إلى الله) جارّ ومجرور متعلّق بـ (تحشرون)وهو مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب فاعل.
جملة: «متّم» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في السابقة.
وجملة: «قتلتم» لا محلّ لها معطوفة على جملة متّم.
وجملة: «تحشرون» لا محلّ لها جواب قسم.
- القرآن الكريم - آل عمران٣ :١٥٨
Ali 'Imran3:158