أُولٰٓئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمٰلُهُمْ فِى الدُّنْيَا وَالْءَاخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نّٰصِرِينَ
اُولٰٓٮِٕكَ الَّذِيۡنَ حَبِطَتۡ اَعۡمَالُهُمۡ فِى الدُّنۡيَا وَالۡاٰخِرَةِ وَمَا لَهُمۡ مِّنۡ نّٰصِرِيۡنَ
تفسير ميسر:
أولئك الذين بطلت أعمالهم في الدنيا والآخرة، فلا يُقبل لهم عمل، وما لهم من ناصرٍ ينصرهم من عذاب الله.
لا يوجد تفسير لهذه الأية
أي بطلت وفسدت ; ومنه الحبط وهو فساد يلحق المواشي في بطونها من كثرة أكلها الكلأ فتنتفخ أجوافها ,
أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (22)وأما قوله; ( أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ) ، فإنه يعني بقوله; " أولئك "، الذين يكفرون بآيات الله. ومعنى ذلك; أنّ الذين ذكرناهم، هم =" الذين حبطت أعمالهم "، يعني; بطلت أعمالهم (62) =" في الدنيا والآخرة ". فأما في الدنيا، (63) فلم ينالوا بها محمدةً ولا ثناء من الناس، لأنهم كانوا على ضلال وباطل، ولم يرفع الله لهم بها ذكرًا، بل لعنهم وهتك أستارهم، وأبدى ما كانوا يخفون من قبائح أعمالهم على ألسن أنبيائه ورسله في كتبه التي أنـزلها عليهم، فأبقى لهم ما بقيت الدنيا مذمَّةً، فذلك حبوطها في الدنيا. وأما في الآخرة، فإنه أعدّ لهم فيها من العقاب ما وصف في كتابه، وأعلم عباده أن أعمالهم تصير بُورًا لا ثوابَ لها، لأنها كانت كفرًا بالله، فجزاءُ أهلها الخلودُ في الجحيم.* * *وأما قوله; " وما لهم من ناصرين "، فإنه يعني; وما لهؤلاء القوم من ناصر ينصرهم من الله، إذا هو انتقم منهم بما سلف من إجرامهم واجترائهم عليه، فيستنقذُهم منه. (64)* * *------------------------الهوامش ;(62) انظر تفسير"حبط" فيما سلف 4; 317.(63) في المطبوعة والمخطوطة; "فأما قوله; في الدنيا..." ، وحذفت قوله ، لأني أرجح أنها سبق قلم من الناسخ ، لأن سياق كلامه وسياق قوله بعد; "وأما في الآخرة" يقتضي حذفها.(64) انظر معنى"نصر" فيما سلف 2; 35 ، 36 ، 489 ، 564 / ثم 5; 581.
وبطلت أعمالهم بما كسبت أيديهم، وما لهم أحد ينصرهم من عذاب الله ولا يدفع عنهم من نقمته مثقال ذرة، بل قد أيسوا من كل خير، وحصل لهم كل شر وضير، وهذه الحالة صفة اليهود ونحوهم، قبحهم الله ما أجرأهم على الله وعلى أنبيائه وعباده الصالحين.
(أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) للخطابـ (الذين) اسم موصول في محلّ رفع خبر
(حبط) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث
(أعمال) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف اليه
(في الدنيا) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من أعمال، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة
(الواو) عاطفة
(الآخرة) معطوف على الدنيا مجرور مثله
(الواو) عاطفة
(ما) نافية
(اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم
(من) حرف جرّ زائد
(ناصرين) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخّر وعلامة الجرّ الياء.
جملة: «أولئك الذين..» في محلّ رفع خبر ثان لـ (إنّ) في الآية السابقة » .
وجملة: «حبطت أعمالهم» لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «ما لهم من ناصرين» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.