الرسم العثمانيذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّآ أَيَّامًا مَّعْدُودٰتٍ ۖ وَغَرَّهُمْ فِى دِينِهِم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ
الـرسـم الإمـلائـيذٰ لِكَ بِاَنَّهُمۡ قَالُوۡا لَنۡ تَمَسَّنَا النَّارُ اِلَّاۤ اَيَّامًا مَّعۡدُوۡدٰتٍ ۖ وَغَرَّهُمۡ فِىۡ دِيۡنِهِمۡ مَّا كَانُوۡا يَفۡتَرُوۡنَ
تفسير ميسر:
ذلك الانصراف عن الحق سببه اعتقاد فاسد لدى أهل الكتاب؛ بأنهم لن يعذَّبوا إلا أيامًا قليلة، وهذا الاعتقاد أدى إلى جرأتهم على الله واستهانتهم بدينه، واستمرارهم على دينهم الباطل الذي خَدَعوا به أنفسهم.
يقول تعالى منكرا على اليهود والنصارى المتمسكين فيما يزعمون بكتابيهم اللذين بأيديهم وهما التوراة والإنجيل وإذا دعوا إلى التحاكم إلى ما فيهما من طاعة الله فيما أمرهم به فيهما من اتباع محمد صلى الله عليه وسلم تولوا وهم معرضون عنهما وهذا في غاية ما يكون من ذمهم والتنويه بذكرهم بالمخالفة والعناد.
قوله تعالى ; ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون إشارة إلى التولي والإعراض ، واغترار منهم في قولهم ; نحن أبناء الله وأحباؤه إلى غير ذلك من أقوالهم وقد مضى الكلام في معنى قولهم ; لن تمسنا النار في البقرة .
القول في تأويل قوله ; ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24)يعني جل ثناؤه بقوله; " بأنهم قالوا "، بأنّ هؤلاء الذين دعوا إلى كتاب الله ليحكم بينهم بالحق فيما نازعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما أبوا الإجابة إلى حكم التوراة وما فيها من الحق; من أجل قولهم; (12) " لن تمسنا النارُ إلا أيامًا معدودات " = وهي أربعون يومًا، وهن الأيام التي عبدوا فيها العجل (13) = ثم يخرجنا منها ربنا، اغترارًا منهم =" بما كانوا يفترون "، يعني; بما كانوا يختلقون من الأكاذيب والأباطيل، في ادعائهم أنهم أبناء الله وأحِبّاؤه، وأن الله قد وعد أباهم يعقوبَ أن لا يُدْخل أحَدًا من ولده النار إلا تَحِلَّةَ القسم. (14) فأكذبهم الله على ذلك كله من أقوالهم، وأخبر نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم أنهم هم أهل النار هم فيها خالدون، دون المؤمنين بالله ورُسله وما جاءوا به من عنده.* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.ذكر من قال ذلك;6786 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتاده; " ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أيامًا معدودات "، قالوا; لن تمسنا النار إلا تحلة القسم التي نصبنا فيها العجل، ثم ينقطع القسم والعذاب عنا = قال الله عز وجل; " وغرّهم في دينهم ما كانوا يفترون "، أي قالوا; نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ .6787 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع في قوله; " ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أيامًا معدودات "، الآية، قال; قالوا; لن نعذب في النار إلا أربعين يومًا، قال; يعني اليهود = قال; وقال قتادة مثله = وقال; هي الأيام التي نَصَبوا فيها العجل. يقول الله عز وجل; " وغرَّهم في دينهم ما كانوا يفترون "، حين قالوا; نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ .6788 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج قال; قال ابن جريج، قال مجاهد قوله; " وغرّهم في دينهم ما كانوا يفترون "، قال; غرّهم قولهم; " لن تمسنا النار إلا أيامًا معدودات ".----------------------الهوامش ;(12) قوله; "من أجل قولهم" تفسير لمعنى الباء في قوله; "ذلك بأنهم قالوا" ، وانظر تفسير ذلك وبيانه فيما سلف 2; 139 في تفسير قوله تعالى; "ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله".(13) انظر تفسير قولهم; "لن تمسنا النار إلا أيامًا معدودة" فيما سلف 2; 274-278.(14) التحلة (بفتح التاء وكسر الحاء ، وتشديد اللام المفتوحة); هو ما تكفر به يمينك. ويقال; "لم يفعل هذا الأمر إلا تحلة القسم"; أي لم يفعله إلا بمقدار ما يحلل به قسمه ويخرج منه ، غير مبالغ في ذلك الفعل. والمعنى; أن النار لا تمسهم إلا مسة يسيرة مثل تحلة قسم الحالف.
والسبب الذي غر أهل الكتاب بتجرئهم على معاصي الله هو قولهم { لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون } افتروا هذا القول فظنوه حقيقة فعملوا على ذلك ولم ينزجروا عن المحارم، لأن أنفسهم منتهم وغرتهم أن مآلهم إلى الجنة، وكذبوا في ذلك، فإن هذا مجرد كذب وافتراء، وإنما مآلهم شر مآل، وعاقبتهم عاقبة وخيمة
(ذلك) ، اسم إشارة مبتدأ والإشارة الى الإعراض..
و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطابـ (الباء) حرف جرّ
(أنّ) حرف مشبّه بالفعل و (هم) ضمير اسم أنّ
(قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّلـ (أنّهم قالوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ
(ذلك) .
(لن) حرف ناصبـ (تمسّ) مضارع منصوب و (نا) ضمير مفعول به
(النار) فاعل مرفوع
(إلّا) أداة حصر
(أيّاما) ظرف زمان منصوب متعلّق بـ (تمسّنا) ،
(معدودات) نعت لأيام منصوب مثله وعلامة النصب الكسرة
(الواو) عاطفة
(غرّ) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به
(في دين) جارّ ومجرور متعلّق بـ (غرّ) و (هم) ضمير مضاف إليه
(ما) اسم موصول في محلّ رفع فاعل- أو حرف مصدريّ- والمصدر المؤوّل فاعل،
(كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان
(يفترون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «ذلك بأنّهم..» لا محلّ لها استئنافيّة تعليلية.
وجملة: «قالوا..» في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «لن تمسّنا النار» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «غرّهم.. ما كانوا» في محلّ رفع معطوفة على جملة قالوا.
وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الاسميّ أو الحرفيّ
(ما) .
وجملة: «يفترون» في محلّ نصب خبر كان.
الصرف:
- القرآن الكريم - آل عمران٣ :٢٤
Ali 'Imran3:24