الرسم العثمانيوَمِنْ ءَايٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَآ أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَمِنۡ اٰيٰتِهٖۤ اَنۡ خَلَقَكُمۡ مِّنۡ تُرَابٍ ثُمَّ اِذَاۤ اَنۡتُمۡ بَشَرٌ تَنۡتَشِرُوۡنَ
تفسير ميسر:
ومن آيات الله الدالة على عظمته وكمال قدرته أن خلق أباكم آدم من تراب، ثم أنتم بشر تتناسلون منتشرين في الأرض، تبتغون من فضل الله.
قوله تعالى "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا" أي خلق لكم من جنسكم إناثا تكون لكم أزواجا "لتسكنوا إليها" كما قال تعالى "هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها" يعني بذلك حواء خلقها الله من آدم من ضلعه الأقصر الأيسر. ولو أنه تعالى جعل بني آدم كلهم ذكورا وجعل إناثهم من جنس آخر من غيرهم إما من جان أو حيوان لما حصل هذا الائتلاف بينهم وبين الأزواج بل كانت تحصل نفره لو كانت الأزواج من غير الجنس ثم من تمام رحمته ببني آدم أن جعل أزواجهم من جنسهم وجعل بينهم وبينهن مودة وهي المحبة ورحمة وهي الرأفة فإن الرجل يمسك المرأة إما لمحبته لها أو لرحمة بها بأن يكون لها منه ولد أو محتاجة إليه في الإنفاق أو للألفة بينهما وغير ذلك "إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون".
قوله تعالى ; ومن آياته أن خلقكم من تراب أي من علامات ربوبيته ووحدانيته أن خلقكم من تراب ; أي خلق أباكم منه والفرع كالأصل ، وقد مضى بيان هذا في ( الأنعام ) . وأن في موضع رفع بالابتداء وكذا أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا .ثم إذا أنتم بشر تنتشرون ثم أنتم عقلاء ناطقون تتصرفون فيما هو قوام معايشكم ، [ ص; 17 ] فلم يكن ليخلقكم عبثا ; ومن قدر على هذا فهو أهل للعبادة والتسبيح .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20)يقول تعالى ذكره; ومن حُججه على أنه القادر على ما يشاء أيها الناس من إنشاء وإفناء، وإيجاد وإعدام، وأن كل موجود فخلقه خلقة أبيكم من تراب، يعني بذلك خلق آدم من تراب، فوصفهم بأنه خلقهم من تراب، إذ كان ذلك فعله بأبيهم آدم كنحو الذي قد بيَّنا فيما مضى من خطاب العرب من خاطبت بما فعلت بسلفه من قولهم; فعلنا بكم وفعلنا.وقوله; (ثُمَّ إِذَا أنتُمْ بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ) يقول; ثم إذا أنتم معشر ذرّية من خلقناه من تراب (بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ)، يقول; تتصرفون.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قَتادة (وَمِنْ آياتِهِ أنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ) خلق آدم عليه السلام من تراب (ثُمَّ إِذَا أَنتُمْ بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ) يعني; ذرّيته.
هذا شروع في تعداد آياته الدالة على انفراده بالإلهية وكمال عظمته، ونفوذ مشيئته وقوة اقتداره وجميل صنعه وسعة رحمته وإحسانه فقال: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ } وذلك بخلق أصل النسل آدم عليه السلام { ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ } [أي: الذي خلقكم من أصل واحد ومادة واحدة] وبثكم في أقطار الأرض [وأرجائها ففي ذلك آيات على أن الذي أنشأكم من هذا الأصل وبثكم في أقطار الأرض] هو الرب المعبود الملك المحمود والرحيم الودود الذي سيعيدكم بالبعث بعد الموت.
(الواو) عاطفة
(من آياته) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر المصدر المؤوّل.. وكذلك الأمر في المواضع الخمسة الآتية
(أن) حرف مصدريّ
(من تراب) متعلّق بـ (خلقكم) ،
(ثمّ) حرف عطف
(إذا) فجائيّة.
والمصدر المؤوّلـ (أن خلقكم) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر.
جملة: «من آياته أن خلقكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يخرج الحيّ....وجملة: «خلقكم..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «أنتم بشر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّة.
وجملة: «تنتشرون ... » في محلّ رفع نعت لبشر .
(21)
(الواو) عاطفة
(لكم) متعلّق بـ (خلق) ،
(من أنفسكم) متعلّق بـ (خلق) ،
(اللام) للتعليلـ (تسكنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) فاعلـ (إليها) متعلّق بـ (تسكنوا) ..
والمصدر المؤوّلـ (أن تسكنوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بـ (خلق) .
(بينكم) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعل ،
(في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ
(اللام) للتوكيد
(آيات) اسم إنّ مؤخّر منصوب وعلامة النصب الكسرة.. وكذلك الحالات المشابهة في ما يلي
(لقوم) متعلّق بنعت لآيات.وجملة: «من آياته أن خلق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من آياته أن خلقكم.
وجملة: «خلق....» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «تسكنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) المضمر.
وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق لكم.
وجملة: «إنّ في ذلك ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ أو معترضة.
وجملة: «يتفكّرون..» في محلّ جرّ نعت لقوم.
(22)
(خلق) مبتدأ مؤخّر مرفوع
(الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة
(اختلاف) معطوف على المبتدأ خلق مرفوع.
وجملة: «من آياته خلق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من آياته أن خلقكم.
وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو معترضة-
(23)
(منامكم) مبتدأ مؤخّر مرفوع
(بالليل) متعلّق بالمصدر منامكم
(من فضله) متعلّق بالمصدر
(ابتغاؤكم) .
وجملة: «من آياته منامكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من آياته أن خلقكم.
وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو معترضة-
(24)
(الواو) عاطفة
(يريكم) مضارع مرفوع- والحرف المصدريّ مقدّر قبله قياسا على ما تقدّم من أفعال- .(خوفا) مفعول لأجله منصوبـ (من السماء) متعلّق بـ (ينزّل) ،
(الفاء) عاطفة
(به) متعلّق بـ (يحيي) ، و (الباء) سببيّة
(بعد) ظرف منصوب متعلّق بـ (يحيي) .
وجملة: «من آياته
(إراءتكم ... ) » لا محلّ لها معطوفة على جملة من آياته أن خلقكم.
وجملة: «يريكم..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) المقدّر.
وجملة: «ينزّل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يريكم.
وجملة: «يحيي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينزّل.
وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو معترضة- وجملة: «يعقلون..» في محلّ جرّ نعت لقوم.
(25)
(الواو) عاطفة
(بأمره) متعلّق بحال من السماء والأرض
(ثمّ) حرف عطف
(إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجوابـ (دعوة) مفعول مطلق منصوبـ (من الأرض) متعلّق بـ (دعاكم) ،
(إذا) فجائيّة- وجملة: «من آياته أن تقوم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من آياته أن خلقكم.
وجملة: «تقوم السماء ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «دعاكم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أنتم تخرجون..» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «تخرجون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ
(أنتم) .(26)
(الواو) عاطفة
(له) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ
(من) ،
(في السموات) متعلّق بمحذوف صلة من(كلّ) مبتدأ مرفوع- والتنوين فيه عوض من محذوف أي كلّ مخلوق-
(له) متعلّق بالخبر
(قانتون) .
وجملة: «له من في السموات..» لا محلّ لها معطوفة على جملة من آياته أن تقوم.
وجملة: «كلّ له قانتون.» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
(27)
(الواو) عاطفة
(هو الذي ... يعيده) مرّ إعراب نظيرها ،
(الواو) حاليّة- أو اعتراضيّة- والضمير
(هو) يعود على الخلق أو الإعادة أو الرجوع المفهوم من السياق
(عليه) متعلّق بـ (أهون) ،
(الواو) عاطفة
(له المثل) مثل له من....
(في السموات) متعلّق بحال من الضمير في الأعلى
(الواو) عاطفة
(الحكيم) خبر ثان مرفوع.
وجملة: «هو الذي....» لا محلّ لها معطوفة على جملة له من في السموات.
وجملة: «يبدأ ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذي) .
وجملة: «يعيده ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «هو أهون ... » لا محلّ لها اعتراضيّة- أو في محلّ نصب حال- وجملة: «له المثل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي....وجملة: «هو العزيز ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي....
- القرآن الكريم - الروم٣٠ :٢٠
Ar-Rum30:20