أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطٰنًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِۦ يُشْرِكُونَ
اَمۡ اَنۡزَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ سُلۡطٰنًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوۡا بِهٖ يُشۡرِكُوۡنَ
تفسير ميسر:
أم أنزلنا على هؤلاء المشركين برهانًا ساطعًا وكتابًا قاطعًا، ينطق بصحة شركهم وكفرهم بالله وآياته.
"أم أنزلنا عليهم سلطانا" أي حجة "فهو يتكلم" أي ينطق "بما كانوا به يشركون" وهذا استفهام إنكار أي لم يكن لهم شيء من ذلك.
قوله تعالى ; أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركونقوله تعالى ; أم أنزلنا عليهم سلطانا وهو استفهام فيه معنى التوقيف . قال الضحاك ; سلطانا أي كتابا ; وقاله قتادة والربيع بن أنس . وأضاف الكلام إلى الكتاب توسعا . وزعم الفراء أن العرب تؤنث السلطان ; تقول ; قضت به عليك السلطان . فأما البصريون فالتذكير عندهم أفصح ، وبه جاء القرآن ، والتأنيث عندهم جائز لأنه بمعنى الحجة ; أي حجة تنطق بشرككم ; قاله ابن عباس والضحاك أيضا . وقال علي بن سليمان عن أبي العباس محمد بن يزيد قال ; سلطان جمع سليط ; مثل رغيف ورغفان ، فتذكيره على معنى الجمع وتأنيثه على معنى الجماعة . والسلطان ; ما يدفع به الإنسان عن نفسه أمرا يستوجب به عقوبة ; كما قال تعالى ; أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين .
القول في تأويل قوله تعالى ; أَمْ أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ (35)يقول تعالى ذكره; أم أنـزلنا على هؤلاء الذين يشركون في عبادتنا الآلهة والأوثان كتابا بتصديق ما يقولون، وبحقيقة ما يفعلون (فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ) يقول; فذلك الكتاب ينطق بصحة شركهم، وإنما يعني جلّ ثناؤه بذلك; أنه لم ينـزل بما يقولون ويفعلون كتابا، ولا أرسل به رسولا وإنما هو شيء افتعلوه واختلقوه؛ اتباعا منهم لأهوائهم.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قَتادة قوله; ( أَمْ أَنـزلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ ) يقول; أم أنـزلنا عليهم كتابا فهو ينطق بشركهم.
{ أَمْ أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا } أي: حجة ظاهرة { فَهُوَ } أي: ذلك السلطان، { يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ } ويقول لهم: اثبتوا على شرككم واستمروا على شككم فإن ما أنتم عليه هو الحق وما دعتكم الرسل إليه باطل.فهل ذلك السلطان موجود عندهم حتى يوجب لهم شدة التمسك بالشرك؟ أم البراهين العقلية والسمعية والكتب السماوية والرسل الكرام وسادات الأنام، قد نهوا أشد النهي عن ذلك وحذروا من سلوك طرقه الموصلة إليه وحكموا بفساد عقل ودين من ارتكبه؟.فشرك هؤلاء بغير حجة ولا برهان وإنما هو أهواء النفوس، ونزغات الشيطان.
(أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة التي للإنكار
(عليهم) معلّق بـ (أنزلنا) ،
(الفاء) عاطفة
(بما) متعلّق بـ (يتكلّم) ،
(به) متعلّق بـ (يشركون) .وجملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هو يتكلّم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلنا.
وجملة: «يتكلّم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(هو) .
وجملة: «كانوا به يشركون» لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «يشركون» في محلّ نصب خبر كانوا.
(36)
(الواو) عاطفة
(بها) متعلّق بـ (فرحوا) ،
(الواو) عاطفة
(ما) حرف مصدريّ،
(إذا) فجائيّة ...وجملة: «أذقنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «فرحوا بها» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «تصبهم سيّئة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط وفعله وجوابه، المعطوفة بدورها على جملة أنزلنا ...وجملة: «هم يقنطون ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بـ (إذا) الفجائية.
وجملة: «هم يقنطون» في محلّ رفع خبر المبتدأ
(هم) .