الرسم العثمانيوَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضٰى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا ۚ كَذٰلِكَ نَجْزِى كُلَّ كَفُورٍ
الـرسـم الإمـلائـيوَالَّذِيۡنَ كَفَرُوۡا لَهُمۡ نَارُ جَهَنَّمَۚ لَا يُقۡضٰى عَلَيۡهِمۡ فَيَمُوۡتُوۡا وَلَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمۡ مِّنۡ عَذَابِهَا ؕ كَذٰلِكَ نَـجۡزِىۡ كُلَّ كَفُوۡرٍۚ
تفسير ميسر:
والذين كفروا بالله ورسوله لهم نار جهنم الموقدة، لا يُقْضى عليهم بالموت، فيموتوا ويستريحوا، ولا يُخَفَّف عنهم مِن عذابها، ومثل ذلك الجزاء يجزي الله كلَّ متمادٍ في الكفر مُصِرٍّ عليه.
لما ذكر تبارك وتعالى حال السعداء شرع في بيان مآل الأشقياء فقال "والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا" كما قال تعالى; "لا يموت فيها ولا يحيى" وثبت في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "أما أهل النار الذين هم أهلها فلا يموتون فيها ولا يحيون" وقال عز وجل "ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون" فهم في حالهم ذلك يرون موتهم راحة لهم ولكن لا سبيل إلى ذلك قال الله تعالى; "لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها" كما قال عز وجل "إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون" وقال جل وعلا "كلما خبت زدناهم سعيرا" "فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا" ثم قال تعالى; "كذلك نجزي كل كفور" أي هذا جزاء كل من كفر بربه وكذب الحق.
قوله تعالى ; والذين كفروا لهم نار جهنم لما ذكر أهل الجنة وأحوالهم ومقالتهم ،[ ص; 315 ] ذكر أهل النار وأحوالهم ومقالتهم . لا يقضى عليهم فيموتوا مثل ; لا يموت فيها ولا يحيا . ولا يخفف عنهم من عذابها مثل ; كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب . كذلك نجزي كل كفور أي كافر بالله ورسوله .وقرأ الحسن ( فيموتون ) بالنون ، ولا يكون للنفي حينئذ جواب ، ويكون ( فيموتون ) عطفا على ( يقضى ) تقديره لا يقضى عليهم ولا يموتون ; كقوله تعالى ; ولا يؤذن لهم فيعتذرون . قال الكسائي ; ولا يؤذن لهم فيعتذرون بالنون في المصحف لأنه رأس آية لا يقضى عليهم فيموتوا لأنه ليس رأس آية . ويجوز في كل واحد منهما ما جاز في صاحبه .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36)يقول تعالى ذكره (وَالَّذِينَ كَفَرُوا) بالله ورسوله (لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ) يقول; لهم نار جهنم مخلدين فيها لا حظ لهم في الجنة ولا نعيمها.كما حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة ( لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ ) بالموت (فَيَمُوتُوا)، لأنهم لو ماتوا لاستراحوا( وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا ) يقول; ولا يخفف عنهم من عذاب نار جهنم بإماتتهم، فيخفف ذلك عنهم.كما حدثني مطرَّف بن عبد الله الضَّبِّي قال; ثنا أَبو قتيبة قال ثنا أَبو هلال الراسبي عن قتادة عن أَبي السوداء قال; مساكين أهل النار لا يموتون، لو ماتوا لاستراحوا.حدثني عقبة بن سنان القزاز قال; ثنا غسان بن مضر قال; ثنا سعيد بن يزيد وحدثني يعقوب قال; ثنا ابن علية عن سعيد بن يزيد، وحدثنا سَوَّار بن عبد الله قال; ثنا بشر بن المفضل، ثنا أَبو سلمة عن أَبي نضرة عن أَبي سعيد قال; قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم; " أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، لكنَّ ناسًا، أو كما قال، تُصيبهمُ النارُ بذنوبِهم، أو قال; بخطاياهم، فَيُمِيتُهم إماتةً حتى إذا صاروا فَحْمًا أذن في الشفاعة، فجيء بهم ضَبَائرَ ضَبَائرَ، فَبُثُّوا على أهل الجنة، فقال; يا أهلَ الجنة أفِيضُوا عليهم فَيَنْبُتُون كما تَنْبُتُ الحبة في حَمِيلِ السيل " فقال رجل من القوم حينئذٍ; كأن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قد كان بالبادية .فإن قال قائل; وكيف قيل ( وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا ) وقد قيل في موضع آخر كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ؟ قيل; معنى ذلك; ولا يخفف عنهم من هذا النوع من العذاب.وقوله ( كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ) يقول تعالى ذكره; هكذا يكافِئ كل جحود لنعم ربه يوم القيامة؛ بأن يدخلهم نار جهنم بسيئاتهم التي قدموها في الدنيا.
لما ذكر تعالى حال أهل الجنة ونعيمهم، ذكر حال أهل النار وعذابهم فقال: { وَالَّذِينَ كَفَرُوا } أي: جحدوا ما جاءتهم به رسلهم من الآيات، وأنكروا لقاء ربهم.{ لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ } يعذبون فيها أشد العذاب، وأبلغ العقاب. { لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ } بالموت { فَيَمُوتُوا } فيستريحوا، { وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا } فشدة العذاب وعظمه، مستمر عليهم في جميع الآنات واللحظات.{ كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ{
(الواو) استئنافيّة
(لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ نار
(لا) نافية
(عليهم) نائب الفاعل للمجهولـ (يقضى)
(الفاء) فاء السببيّة
(يموتوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء
(لا) مثل الأولى
(عنهم) نائب الفاعل للمجهول يخفّف .
(من عذابها) متعلّق بـ (يخفّف) ..
والمصدر المؤوّلـ (أن يموتوا ... ) في محلّ رفع معطوف على مصدر مأخوذ من النفي السابق أي: ليس ثمّة قضاء عليهم فموت آخر.
(كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نجزي..
جملة: «الذين كفروا....» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «لهم نار ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(الذين) .
وجملة: «لا يقضى عليهم..» في محلّ رفع خبر ثان .وجملة: «يموتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) المضمر.
وجملة: «لا يخفّف عنهم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يقضى..
وجملة: «نجزي ... » لا محلّ لها اعتراضيّة..
(37)
(الواو) عاطفة
(فيها) متعلّق بـ (يصطرخون) ،
(ربّنا) منادى مضاف منصوب، حذف منه حرف النداء
(نعمل) مضارع مجزوم جواب الطلبـ (صالحا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته «1» ،
(غير) نعت لـ (صالحا) ،
(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ
(الواو) عاطفة
(ما) نكرة موصوفة بمعنى وقت، متعلّق بـ (نعمّركم) ،
(فيه) متعلّق بفعل يتذكّر
(من) موصول فاعل يتذكّر
(الواو) عاطفة- أو حالية-
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، والثانية تعليليّة
(ما) نافية
(للظالمين) متعلّق بخبر مقدّم
(نصير) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخّر.
وجملة: «هم يصطرخون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يخفّف عنهم.
وجملة: «يصطرخون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(هم) .
وجملة النداء: «ربّنا..» في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.
وجملة: «أخرجنا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «نعمل ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «كنّا نعمل ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذي) .وجملة: «نعمل ... » في محلّ نصب خبر كنّا.
وجملة: «نعمّركم..» في محلّ نصب معطوفة على مقول القول المقدّر أي: يقال لهم: ألم نمهلكم ونعمّركم ...وجملة: «يتذكّر ... » في محلّ نصب نعت لـ (ما) .
وجملة: «تذكّر ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .
وجملة: «جاءكم النذير..» في محلّ نصب معطوفة على جملة نعمّركم .
وجملة: «ذوقوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كفرتم بالنذير فذوقوا.
وجملة: «ما للظالمين من نصير..» لا محلّ لها تعليليّة.
- القرآن الكريم - فاطر٣٥ :٣٦
Fatir35:36