الرسم العثمانيإِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وٰحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ
الـرسـم الإمـلائـياِنۡ كَانَتۡ اِلَّا صَيۡحَةً وَّاحِدَةً فَاِذَا هُمۡ جَمِيۡعٌ لَّدَيۡنَا مُحۡضَرُوۡنَ
تفسير ميسر:
ما كان البعث من القبور إلا نتيجة نفخة واحدة في "القرن"، فإذا جميع الخلق لدينا ماثلون للحساب والجزاء.
وقوله تعالى; "إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون" كقوله عز وجل "فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة" وقال جلت عظمته "وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب" وقال جل جلاله "يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا" أي إنما نأمرهم أمرا واحدا فإذا الجميع محضرون.
إن كانت إلا صيحة واحدة يعني إن بعثهم وإحياءهم كان بصيحة واحدة وهي قول إسرافيل ; أيتها العظام البالية ، والأوصال المتقطعة والشعور المتمزقة! إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء . وهذا معنى قوله الحق ; يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج . وقال ; مهطعين إلى الداعي على ما يأتي . وفي قراءة ابن مسعود إن صح عنه " إن كانت إلا زقية واحدة " والزقية الصيحة ، وقد تقدم هذا . فإذا هم جميع لدينا محضرون " فإذا هم " مبتدأ وخبره " جميع " نكرة ، و " محضرون " من صفته . ومعنى محضرون ; مجموعون أحضروا [ ص; 41 ] موقف الحساب ، وهو كقوله ; وما أمر الساعة إلا كلمح البصر
وقوله ( إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ) يقول تعالى ذكره; إن كانت إعادتهم أحياء بعد مماتهم إلا صيحة واحدة، وهي النفخة الثالثة في الصور ( فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ) يقول; فإذا هم مجتمعون لدينا قد أُحْضروا، فأشهدوا مَوْقفَ العرض والحساب، لم يتخلف عنه منهم أحد. وقد بينا اختلاف المختلفين في قراءتهم ( إِلا صَيْحَةً ) بالنصب والرفع فيما مضى، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
{ إِنْ كَانَتْ } البعثة من القبور { إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً } ينفخ فيها إسرافيل في الصور، فتحيا الأجساد، { فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ } الأولون والآخرون، والإنس والجن، ليحاسبوا على أعمالهم.
(إن كانت.. فإذا هم) مرّ إعرابها ، والضمير في(كانت) يعود على النفخة الثانية
(جميع لدينا محضرون) مرّ إعرابها .
جملة: «إن كانت إلّا صيحة..» لا محلّ لها استئنافيّة.
- القرآن الكريم - يس٣٦ :٥٣
Yasin36:53