الرسم العثمانيإِنَّ هٰذَا لَهُوَ الْبَلٰٓؤُا الْمُبِينُ
الـرسـم الإمـلائـياِنَّ هٰذَا لَهُوَ الۡبَلٰٓؤُا الۡمُبِيۡنُ
تفسير ميسر:
إن الأمر بذبح ابنك هو الابتلاء الشاق الذي أبان عن صدق إيمانك.
ولهذا قال تعالى "إن هذا لهو البلاء المبين" أي الاختبار الواضح الجلي حيث أمر بذبح ولده فسارع إلى ذلك مستسلما لأمر الله تعالى منقادا لطاعته ولهذا قال تعالى "وإبراهيم الذي وفى".
إن هذا لهو البلاء المبين أي النعمة الظاهرة ، يقال ; أبلاه الله إبلاء وبلاء إذا أنعم عليه . وقد يقال بلاه . قال زهير ; .فأبلاهما خير البلاء الذي يبلوفزعم قوم أنه جاء باللغتين . وقال آخرون ; بل الثاني من بلاه يبلوه إذا اختبره ، ولا يقال من الاختبار إلا بلاه يبلوه ، ولا يقال من الابتلاء يبلوه . وأصل هذا كله من الاختبار أن يكون بالخير والشر ، قال الله - عز وجل - ; ونبلوكم بالشر والخير فتنة . وقال أبو زيد ; هذا من البلاء الذي نزل به في أن يذبح ابنه ، قال ; وهذا من البلاء المكروه .
وقوله ( إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ ) ; يقول تعالى ذكره; إن أمرنا إياك يا إبراهيم بذبح ابنك إسحاق، لهو البلاء، يقول; لهو الاختبار الذي يبين لمن فكَّرَ فيه أنه بلاء شديد ومِحْنة عظيمة. وكان ابن زيد يقول; البلاء في هذا الموضع الشرّ وليس باختبار.&; 21-79 &;حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; ابن زيد، في قوله ( إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ ) قال; هذا فى البلاء الذي نـزل به في أن يذبح ابنه.( صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ) ; ابتليتَ ببلاء عظيم أمرت أن تذبح ابنك، قال; وهذا من البلاء المكروه وهو الشرّ وليس من بلاء الاختبار.
{ إِنَّ هَذَا } الذي امتحنا به إبراهيم عليه السلام { لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ } أي: الواضح، الذي تبين به صفاء إبراهيم، وكمال محبته لربه وخلته، فإن إسماعيل عليه السلام لما وهبه اللّه لإبراهيم، أحبه حبا شديدا، وهو خليل الرحمن، والخلة أعلى أنواع المحبة، وهو منصب لا يقبل المشاركة ويقتضي أن تكون جميع أجزاء القلب متعلقة بالمحبوب، فلما تعلقت شعبة من شعب قلبه بابنه إسماعيل، أراد تعالى أن يصفي وُدَّه ويختبر خلته، فأمره أن يذبح من زاحم حبه حب ربه، فلما قدّم حب اللّه، وآثره على هواه، وعزم على ذبحه، وزال ما في القلب من المزاحم، بقي الذبح لا فائدة فيه، فلهذا قال: { إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ }
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الصافات٣٧ :١٠٦
As-Saffat37:106