الرسم العثمانيأَذٰلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ
الـرسـم الإمـلائـياَذٰ لِكَ خَيۡرٌ نُّزُلًا اَمۡ شَجَرَةُ الزَّقُّوۡمِ
تفسير ميسر:
أذلك الذي سبق وصفه مِن نعيم الجنة خير ضيافة وعطاء من الله، أم شجرة الزقوم الخبيثة الملعونة، طعام أهل النار؟
يقول الله تعالى أهذا الذي ذكره من الجنة وما فيها من مآكل ومشارب ومناكح وغير ذلك من الملاذ خير ضيافة وعطاء "أم شجرة الزقوم" أي التي في جهنم وقد يحتمل أن يكون المراد بذلك شجرة واحدة معينة كما قال بعضهم إنها شجرة تمتد فروعها إلى جميع محال جهنم كما أن شجرة طوبى ما من دار في الجنة إلا وفيها منها غصن وقد يحتمل أن يكون المراد بذلك جنس شجر يقال له الزقوم كقوله تعالى "وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين" يعني الزيتونة ويؤيد ذلك قوله تعالى "ثم إنكم أيها الضالون المكذبون لآكلون من شجر من زقوم".
قوله تعالى ; أذلك خير مبتدأ وخبر ، وهو من قول الله - جل وعز - . نزلا على البيان ، والمعنى أنعيم الجنة خير نزلا . أم شجرة الزقوم خير نزلا . والنزل في اللغة الرزق الذي له سعة - النحاس - وكذا النزل ، إلا أنه يجوز أن يكون النزل بإسكان الزاي لغة ، ويجوز أن يكون أصله النزل ، ومنه ; أقيم للقوم نزلهم ، واشتقاقه أنه الغذاء الذي يصلح أن ينزلوا معه ويقيموا فيه . وقد مضى هذا في آخر سورة [ آل عمران ] وشجرة الزقوم مشتقة من التزقم وهو البلع على جهد لكراهتها ونتنها . قال المفسرون ; وهي في الباب السادس ، وأنها تحيا بلهب النار كما تحيا الشجرة ببرد الماء ، فلا بد لأهل النار من أن ينحدر إليها من كان فوقها فيأكلون منها ، وكذلك يصعد إليها من كان أسفل . واختلف فيها هل هي من شجر الدنيا التي تعرفها العرب أم لا على قولين ; أحدهما ; أنها معروفة من شجر الدنيا . ومن قال بهذا اختلفوا فيها ، فقال قطرب ; إنها شجرة مرة تكون بتهامة من أخبث الشجر . وقال غيره ; بل هو كل نبات قاتل . القول الثاني ; إنها لا تعرف في شجر الدنيا . فلما نزلت هذه الآية في شجرة الزقوم قالت كفار قريش ; ما نعرف هذه الشجرة . فقدم عليهم رجل من إفريقية فسألوه فقال ; هو عندنا الزبد والتمر . فقال ابن الزبعرى ; أكثر الله في بيوتنا الزقوم ، فقال أبو جهل لجاريته ; زقمينا ، فأتته بزبد وتمر . ثم قال لأصحابه ; تزقموا ، هذا الذي يخوفنا به محمد ، يزعم أن النار تنبت الشجر ، والنار تحرق الشجر .
القول في تأويل قوله تعالى ; أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62)يقول تعالى ذكره; أهذا الذي أعطيت هؤلاء المؤمنين الذين وصفت صفتهم من كرامتي في الجنة، ورزقتهم فيها من النعيم خير، أو ما أعددت لأهل النار من الزَّقُّوم. وعُنِي بالنـزل; الفضل، وفيه لغتان; نـزل ونـزل; يقال للطعام الذي له ريع; هو طعام له نـزل ونـزل. وقوله ( أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ ) ذكر أن الله تعالى لما أنـزل هذه الآية قال المشركون; كيف ينبت الشجر في النار، والنار تحرق الشجر؟ .
{ أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا } أي: ذلك النعيم الذي وصفناه لأهل الجنة خير، أم العذاب الذي يكون في الجحيم من جميع أصناف العذاب؟ فأي الطعامين أولى؟ الذي وصف في الجنة { أَمْ } طعام أهل النار؟ وهو { شَجَرَةُ الزَّقُّومِ{
(نزلا) تمييز منصوبـ (أم) حرف عطف معادل لهمزة الاستفهام
(شجرة) معطوف على المبتدأ
(ذلك) .
جملة: «ذلك خير ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
(63) -
(للظالمين) متعلّق بنعت لفتنة- أو بفتنة- وجملة: «إنّا جعلناها ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «جعلناها ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
(64- 65) -
(في أصل) متعلّق بـ (تخرج) ، بتضمينه معنى تنبت.
وجملة: «إنّها شجرة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
وجملة: «تخرج ... » في محلّ رفع نعت لشجرة.
وجملة: «طلعها كأنّه رؤوس ... » في محلّ رفع نعت ثان لشجرة.
وجملة: «كأنّه رؤوس ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ طلعها.
(66)
(الفاء) استئنافيّة
(اللام) المزحلقة للتوكيد
(منها) متعلّق بـ (آكلون) ، والثاني متعلّق بـ (مالئون) المعطوف على
(آكلون) بـ (الفاء) ،
(البطون) مفعول به لاسم الفاعل مالئون.
وجملة: «إنّهم لآكلون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.(67)
(لهم) متعلّق بخبر مقدّم
(عليها) متعلّق بحال من حميم ،
(اللام) للتوكيد
(شوبا) اسم إنّ منصوبـ (من حميم) متعلّق بنعت لـ (شوبا) ..
وجملة: «إن لهم.. لشوبا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّهم لآكلون.
(68) -
(اللام) المزحلقة للتوكيد
(إلى الجحيم) متعلّق بخبر إنّ.
وجملة: «إنّ مرجعهم لإلى الجحيم» لا محلّ لها معطوفة على جملة: إنّ لهم.. لشوبا.
- القرآن الكريم - الصافات٣٧ :٦٢
As-Saffat37:62