الرسم العثمانيإِنَّ ذٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ
الـرسـم الإمـلائـياِنَّ ذٰ لِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ اَهۡلِ النَّارِ
تفسير ميسر:
إن ذلك من جدال أهل النار وخصامهم حق واقع لا مرية فيه.
وقوله تعالى "إن ذلك لحق تخاصم أهل النار" أي إن هذا الذي أخبرناك به يا محمد من تخاصم أهل النار بعضهم في بعض ولعن بعضهم لبعض لحق لا مرية فيه ولا شك.
إن ذلك لحق تخاصم أهل النار " لحق " خبر إن ، و " تخاصم " خبر مبتدأ محذوف بمعنى هو تخاصم . ويجوز أن يكون بدلا من حق . ويجوز أن يكون خبرا بعد خبر . ويجوز أن يكون بدلا من ذلك على الموضع . أي ; إن تخاصم أهل النار في النار لحق . يعني قولهم ; " لا مرحبا بكم " الآية . وشبهه من قول أهل النار .
وقوله ( إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ ) يقول تعالى ذكره; إن هذا الذي أخبرتكم أيها الناس من الخبر عن تراجع أهل النار, ولعْن بعضهم بعضا, ودعاء بعضهم على بعض في النار لحق يقين, فلا تشكُّوا في ذلك, ولكن استيقنوه تخاصم أهل النار.وقوله ( تَخَاصُمُ ) رد على قوله ( لَحَقٌّ ) ومعنى الكلام; إن تخاصم أهل النار الذي أخبرتكم به لحقّ.وكان بعض أهل العربية من أهل البصرة يوجه معنى قوله ( أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الأبْصَارُ ) إلى; بل زاغت عنهم.حدثني يونس, قال; أخبرنا ابن وهب, قال; قال ابن زيد, في قوله ( إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ) فقرأ; تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ وقرأ; وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا .. حتى بلغ; إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ قال; إن كنتم تعبدوننا كما تقولون إن كنا عن عبادتكم لغافلين, ما كنا نسمع ولا نبصر, قال; وهذه الأصنام, قال; هذه خصومة أهل النار, وقرأ; وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ قال; وضل عنهم يوم القيامة ما كانوا يفترون في الدنيا.
قال تعالى مؤكدا ما أخبر به، وهو أصدق القائلين: { إِنَّ ذَلِكَ } الذي ذكرت لكم { لَحَقٌّ } ما فيه شك ولا مرية { تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ }
الإشارة في(ذلك) إلى ما حكي من أحوال الكافرين
(اللام) هي المزحلقة للتوكيد
(تخاصم) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.
جملة: «إنّ ذلك لحق ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تخاصم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
- القرآن الكريم - ص٣٨ :٦٤
Sad38:64