الرسم العثمانيأُولٰٓئِكَ مَأْوٰىهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا
الـرسـم الإمـلائـياُولٰٓٮِٕكَ مَاۡوٰٮهُمۡ جَهَـنَّمُ وَلَا يَجِدُوۡنَ عَنۡهَا مَحِيۡصًا
تفسير ميسر:
أولئك مآلهم جهنم، ولا يجدون عنها معدلا ولا ملجأً.
وقوله "أولئك" أي المستحسنون له فيما وعدهم ومناهم "مأواهم جهنم " أي مصيرهم ومآلهم يوم القيامة "ولا يجدون عنها محيصا" أي ليس لهم عنها مندوحة ولا مصرف ولا خلاص ولا مناص ثم ذكر تعالى حال السعداء والأتقياء ومالهم من الكرامة التامة.
أولئك ابتداء مأواهم ابتداء ثان جهنم خبر الثاني والجملة خبر الأول . ومحيصا ملجأ ، والفعل منه حاص يحيص .
القول في تأويل قوله ; أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا (121)قال أبو جعفر; يعني جل ثناؤه بقوله; " أولئك "، هؤلاء الذين اتخذوا الشيطان وليًّا من دون الله=" مأواهم جهنم "، يعني; مصيرهم الذين يصيرون إليه جهنم، (60) =" ولا يجدون عنها محيصًا "، يقول; لا يجدون عن جهنم -إذا صيّرهم الله إليها يوم القيامة- مَعْدِلا يعدِلون إليه.* * *يقال منه; " حاص فلان عن هذا الأمر يَحِيص حَيْصًا وحُيُوصًا "، إذا عدل عنه.ومنه خبر ابن عمر أنه قال; بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرِيّة كنت فيهم، فلقينا المشركين فحِصْنا حَيْصة، (61) = وقال بعضهم; " فجاضوا جيضَة ". و " الحَيص " و " الجَيْض "، متقاربا المعنى. (62)* * *---------------الهوامش;(60) انظر تفسير"المأوى" فيما سلف 7 ; 279 ، 494.(61) في المطبوعة; "بعثنا رسول الله" ، والصواب من المخطوطة. ولم أستطع أن أقف على بقية خبر ابن عمر ، وإن كنت أظنه مشهورًا.(62) في المطبوعة والمخطوطة; أساء نقط"جاض وحاص" ، فرددتها إلى صوابها.
{ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ْ} أي: يعد الشيطان من يسعى في إضلالهم، والوعد يشمل حتى الوعيد كما قال تعالى: { الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ ْ} فإنه يعدهم إذا أنفقوا في سبيل الله افتقروا، ويخوفهم إذا جاهدوا بالقتل وغيره، كما قال تعالى: { إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ ْ} الآية. ويخوفهم عند إيثار مرضاة الله بكل ما يمكن وما لا يمكن مما يدخله في عقولهم حتى يكسلوا عن فعل الخير، وكذلك يمنيهم الأماني الباطلة التي هي عند التحقيق كالسراب الذي لا حقيقة له، ولهذا قال: { وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ْ} أي: من انقاد للشيطان وأعرض عن ربه، وصار من أتباع إبليس وحزبه، مستقرهم النار. { وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا ْ} أي: مخلصا ولا ملجأ بل هم خالدون فيها أبد الآباد.
(أولئك) اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ ... و (الكاف) حرف خطابـ (مأوى) مبتدأ ثان مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف
(جهنم) خبر مرفوع
(الواو) عاطفة
(لا) نافية
(يجدون) مضارع مرفوع والواو فاعلـ (عن) حرف جرّ و (ها) ضمير في محل جر متعلق بـ (محيصا) وهو مفعول به منصوب. جملة «أولئك مأواهم ... » لا محل لها استئنافية. وجملة «مأواهم جهنم» في محل رفع خبر المبتدأ
(أولئك) . وجملة «يجدون ... » في محل رفع معطوفة على جملة الخبر.
- القرآن الكريم - النساء٤ :١٢١
An-Nisa'4:121